يتوجه الشعب الأفغاني إلى صناديق الاقتراع في الخامس من أبريل/ نيسان الجاري لاختيار أول رئيس للبلاد منذ تولي حامد كرزاي السلطة في أعقاب سقوط نظام طالبان عام 2001. وخلال السنوات ال 13 الماضية، قتل الآلاف وأنفقت مليارات الدولارات في محاولة لضمان مستقبل سلمي لسكان البلاد. يبلغ عدد سكان أفغانستان 31.3 مليون نسمة، ويتزايد عددهم بسرعة كبيرة. وتتزوج المرأة الأفغانية في سن صغيرة، وعادة ما يكون لديها خمسة أطفال في المتوسط. ووفقا لكتاب حقائق العالم الذي تصدره وكالة المخابرات الأمريكية، تأتي أفغانستان في المركز العاشر ضمن أعلى معدلات المواليد في العالم. كابول هي عاصمة أفغانستان وأكبر مدينة في البلاد، ويبلغ عدد سكانها نحو 3.3 مليون نسمة. وتقول الأممالمتحدة إن 76 بالمئة من الأفغان ما زالوا يعيشون في المناطق الريفية. وتعد قبائل البشتون أكبر مجموعة عرقية في البلاد، حيث تضم نحو 42 بالمئة من السكان، ويأتي الطاجيك في المركز الثاني ب 27 بالمئة. وهناك أيضا قبيلة الكوتشي الرحل التي تضم نحو 1.5 مليون شخص. يعتبر نظام التعليم في أفغانستان واحدا من أهم النجاحات في البلاد منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة. في عام 2001، لم يكن هناك فتيات في المدارس الرسمية، التي كانت تضم مليون طالب من البنين، ولكن بحلول عام 2012 ارتفع عدد تلاميذ المدارس إلى 7.8 مليون – من بينهم نحو 2.9 مليون فتاة – حسب البيانات الصادرة عن البنك الدولي. ومع ذلك، لا تزال العديد من المدارس تعمل من الخيام والمنازل وتحت الأشجار. ويقول البنك الدولي إن 52 بالمئة من المعلمين، البالغ إجمالي عددهم 180,000، فقط يلبون الحد الأدنى من المعايير المطلوبة، في حين يحصل الباقون على التدريبات اللازمة أثناء الخدمة. ولا تزال معدلات تسرب الفتيات من الدراسة مرتفعة للغاية في المدارس الثانوية، كما أن معدل محو أمية الكبار في البلاد – 39 بالمئة ممن يتجاوزون سن الخامسة عشرة يمكنهم القراءة والكتابة – يعد واحدا من أدنى المعدلات في العالم. بدأ وضع المرأة في أفغانستان يتحسن بعد أن كانت الفتيات ممنوعات تحت حكم طالبان من الذهاب إلى المدرسة والخروج للعمل. وتقول أحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي إن 36 بالمئة من الفتيات يذهبن للمدرسة – على الرغم من أن العديد منهن لا يكملن تعليمهن الثانوي. وتشير الأرقام الصادرة عن البنك منذ عام 2007 إلى أن 52 بالمئة من النساء يتزوجن في سن العشرين. ولا تزال الأمية مرتفعة للغاية بين الفتيات، على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية دقيقة في هذا الصدد. وقال تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن 22.2 بالمئة من النساء في المرحلة العمرية بين 15 و24 عاما يمكنهن القراءة والكتابة. وبدأت بعض النساء الانخراط في بعض الأعمال. وقالت منظمة الإغاثة الإسلامية إن النساء يشكلن أكثر من 25 بالمئة من أعضاء البرلمان وموظفي الحكومة في أفغانستان. ووجدت دراسة صادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء في أفغانستان عام 2009 أن النساء يشغلن مناصب حكومية بمعدل أسرع كثيرا من الرجال. وفي حال استمرار هذا المعدل، فإن النساء سيشكلن أكثر من 40 بالمئة من العاملين بالحكومة بحلول عام 2020. وتلتحق النساء الآن بالعمل في الشرطة والجيش. وساعد ضباط بريطانيون في إنشاء أكاديمية للتدريب العسكري بغية تدريب 100 ضابطة بالجيش كل عام. وبالرغم من هذا التقدم، لا يزال العنف ضد المرأة يمثل مشكلة كبيرة. وأشارت الإدارة المركزية للإحصاء إلى أن الضرب والزواج القسري وعدم وجود الدعم الاقتصادي هي أكبر ثلاث مشكلات واجهت المرأة عام 2010. وعلى الرغم من تراجع عدد حالات العنف، إلا أن التقرير يشير إلى ظهور شكل جديد من أشكال العنف وهو منع النساء من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. تسعى الأممالمتحدة وشركاؤها من المنظمات الإنسانية إلى دعم خمسة ملايين أفغاني بمساعدات تقدر قيمتها ب 406 ملايين دولار عام 2014. وتعد أفغانستان واحدة من أكبر البلدان التي شهدت عودة اللاجئين، حيث عاد إليها ما يقرب من ستة ملايين لاجئ منذ الإطاحة بحركة طالبان من سدة الحكم. وتقول المفوضية العليا للاجئين إن ما يقل عن مليونين من هؤلاء اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى الدعم. ولا يزال هناك نحو 600,000 نازح داخلي – معظمهم في جنوبي وغربي البلاد. ويقدر معدل الفقر في أفغانستان بنحو 36 بالمئة من إجمالي عدد السكان – على الرغم من تفاوته من مستوى منخفض نسبيا يصل إلى 29 بالمئة في المناطق الحضرية إلى نحو 36 بالمئة في المناطق الريفية و54 بالمئة بين البدو أو الكوتشي في البلاد. وفي عام 2010، تذيلت أفغانستان قائمة البلدان النامية الأسيوية بالنسبة للدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد، في مرتبة أقل بكثير من دول مثل بنغلاديش وسريلانكا. ووفقا لكتاب حقائق العالم، يعمل 78.6 بالمئة من سكان أفغانستان في قطاع الزراعة. وقدرت نسبة البطالة عام 2008 بنحو 35 بالمئة. ويستخدم 5.5 بالمئة فقط من إجمالي عدد السكان شبكة الإنترنت، على الرغم من وجود 18 مليون هاتف محمول في البلاد عام 2012، حسب كتاب حقائق العالم. شهد قطاع الصحة في البلاد تحسنا ملحوظا. وزاد متوسط العمر من 56 إلى 60 عاما، كما كان هناك تحسن كبير في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة ومعدلات وفيات الأمهات. ووفقا للأمم المتحدة، ارتفع معدل الوصول إلى مياه الشرب النظيفة من 4.8 بالمئة من إجمالي السكان إلى 60.6 بالمئة بحلول عام 2011. وتحسنت خدمات الصرف الصحي، بما في ذلك المراحيض الخاصة بدلا من المراحيض المشتركة، بنسبة تصل لنحو 37 بالمئة، بيد أن هناك فوارق كبيرة بين المناطق الحضرية والريفية. وتتواصل حملات التطعيم من أجل القضاء على شلل الأطفال في أفغانستان، التي تعد أحد البلدان التي لا تزال تعاني من هذا المرض. وانخفض عدد الحالات من 37 عام 2012 إلى 14 عام 2013. لا يزال الأفيون يمثل أكبر الصادرات الأفغانية – على الرغم من المحاولات الجارية لإقناع المزارعين بتنويع محاصيلهم. وكان 2013 عاما قياسيا، حيث أنتجت البلاد 90 بالمئة من الأفيون في العالم. ويجد المزارعون صعوبة كبيرة في زراعة محصول آخر، نظرا لارتفاع أسعار بيع الأفيون، علاوة على الشكوى من عدم وفاء الحكومة بوعودها بتوفير أسمدة وبذور ذات جودة عالية. وتشمل الصادرات الأخرى الفاكهة والمكسرات والسجاد المنسوج يدويا والصوف، في حين تشمل الواردات الآلات والمواد الغذائية والمنسوجات والمنتجات البترولية. ويعتقد أن لدى أفغانستان احتياطيات كبيرة من المعادن والغاز الطبيعي، التي لم يتم استغلالها بسبب الوضع السياسي في البلاد. وتشهد أفغانستان أحد أدنى معدلات استهلاك الطاقة في العالم. ووفقا للبنك الدولي، فإن شبكة الكهرباء الوطنية لا تخدم سوى 28 بالمئة فقط من إجمالي السكان وتقدم خدمة لا يمكن الاعتماد عليها. وتتمتع المناطق الحضرية بخدمة أكبر من سكان الريف.