التقى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين في اجتماع ازمة لبحث الوضع في اوكرانيا والسعي للخروج بموقف موحد للدول التي تميل الى اتخاذ موقف متشدد ازاء التهديد العسكري الروسي في اوكرانيا وتلك الراغبة في الحوار . وصرح وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لدى وصوله الى مقر المحادثات التي بدأت رسميا في الساعة 12,00 تغ "من المهم ان يتحدث الاوروبيون بلغة واحدة". وقال نظيره السويدي كارل بلدت الذي يؤيد مثل زملائه من الجمهوريات السوفياتية السابقة اتخاذ تحرك صارم ضد روسيا، انه "ليس متفائلا جدا" بشان التوصل الى حل سريع للازمة المتصاعدة في الساحة الخلفية لاوروبا. واضاف ان "البعض في روسيا لا زالوا معجبين بقوتهم العسكرية (...) ولكن هذه ليست الطريقة لكسب الاصدقاء في اوروبا والعالم". ويتوقع ان تشهد هذه المحادثات الثانية التي يتم عقدها بشكل طارئ لبحث الازمة في اوكرانيا خلال اقل من اسبوعين، ادانة قوية من دول الاتحاد للتحركات الروسية. كما يتوقع ان تتبع خطا تصالحيا للتوصل الى حل سلمي ربما بوساطة خارجية. وهذا هو الخط الذي تؤيده المانيا، حيث اكد وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير على اهمية بذل الجهود الدبلوماسية لتجنب التصعيد العسكري في اوكرانيا. وقال شتاينماير اثناء وصوله الى الاجتماع ان الازمة الاوكرانية هي الاسوأ التي تشهدها اوروبا منذ سقوط جدار برلين. واضاف ان تدخل روسيا يعني ان "التهديد بانقسام اوروبا اصبح حقيقيا مرة اخرى". الا انه قال "الان حان وقت الدبلوماسية وهذا لا يعني ضعفا، بل ان الدبلوماسية اصبحت الان ضرورية اكثر من اي وقت مضى لمنعنا من الانجرار الى هاوية التصعيد العسكري". والاحد تحدثت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقالت انه ينتهك اتفاق 1994 الذي التزمت فيه موسكو باحترام استقلال وسيادة اوكرانيا. الا انها اقترحت تشكيل مجموعة اتصال بشان اوكرانيا، وهو الاقتراح الذي وافق عليه بوتين، ويعكس رغبة برلين في المحافظة على استمرار فتح الاتصالات مع موسكو. وصرح دبلوماسي بارز لوكالة فرانس برس "يجب ان نتحدث الى بوتين الذي لديه اسبابه الخاصة للقيام بامور سيئة (...) الوضع خطير للغاية. نحتاج +نحن+ و+هم+ الى طريقة للخروج من حالة الحرب الباردة هذه". وحذر وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز كذلك من التشدد في المواقف، مؤيدا دعوة ميركل في فتح الباب امام الحوار. ومنذ حصول بوتين على موافقة البرلمان الروسي على ارسال قوات الى اوكرانيا السبت، هددت القوى الغربية بطرد روسيا من مجموعة الثمانية التي انضمت اليها وسط ضجة اعلامية كبيرة في 1997 وكان ذلك ت مؤشرا على اكتسابها الاحترام العالمي بعد سنوات من الفوضى التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي. والاحد دان قادة بريطانيا وكندا وفرنساوالمانيا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة ورؤساء المجلس الاوروبي والمفوضية الاوروبية "الانتهاك الروسي الواضح لسيادة ووحدة اراضي اوكرانيا". وهددوا بعدم المشاركة في المحادثات التحضيرية لقمة مجموعة الثمانية التي من المقرر ان تجري في منتجع سوتشي الروسي. وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا الاثنين من "عواقب وثمن" التدخل في اوكرانيا بعد ان سيطرت قوات موالية للكرملين على ما يبدو على شبه جزيرة القرم. واضاف "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين (...) هذه ليست طريقة تصرف مقبولة، وسيكون لها عواقب وثمن". واضاف "لا اريد أن اتوقع ما يمكن ان يكون عليه ذلك الثمن، ولكن العالم لا يمكن ان يسمح لهذا ان يحدث. لا يمكن للعالم ان يقول انه من المقبول انتهاك سيادة دولة اخرى بهذه الطريقة". ورغم ان هيغ قال ان روسيا لها الحق في الاحتفاظ بقوات في شبه جزيرة القرم بموجب المعاهدات التي وقعتها، الا انه قال انه "عندما تكون (تلك القوات) خارج قواعدها، يجب ان تعمل بالاتفاق مع السلطات الاوكرانية".