دعت رئيسة جمهورية افريقيا الوسطى كاترين بانزا صامبا الجمعة فرنسا الى عدم "التخلي" عن بلادها وتركها للفوضى في حين دعت قيادات دينية مسلمة ومسيحية الى نزع اسلحة مدنيين "تسللوا" الى الكنائس والمساجد. وقالت الرئيسة في مقابلة مع وكالة فرانس برس واذاعة فرنسا الدولية "هذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن جمهورية افريقيا الوسطى. وآمل ان تاتي القرارات التي ستتخذ قريبا جدا في الجمعية الوطنية (الفرنسية) مستجيبة لتطلعات الاهالي الذين يعولون كثيرا على دعم المجتمع الدولي وخصوصا فرنسا" الحليف الرئيسي لبانغي. وبموجب الدستور تصوت الجمعية الوطنية الفرنسية الثلاثاء على تمديد التدخل العسكري الفرنسي في جمهورية افريقيا الوسطى الى ما بعد نيسان/ابريل. وازاء استمرار اعمال العنف دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس الى نشر المزيد من الجنود والشرطيين سريعا في جمهورية افريقيا الوسطى لنجدة السكان الذين يتعرضون الى جرائم عصابات مسلحة خصوصا في المناطق التي لا توجد فيها اي قوة نظام عام او ادارة. وبعد ان اشادت بتصريحات بان، جددت رئيسة جمهورية افريقيا الوسطى طلبها "عملية حفظ سلام" تابعة للامم المتحدة "لاطول فترة ممكنة وعلى الاقل حتى الانتخابات" المقررة على اقصى تقدير في آذار/مارس 2015. من جهة اخرى دعا عمر كوبين ليام امام مسجد بانغي وديودونيه نزابالاينغا اسقف بانغي اللذين ايدا نداء بان كي مون نشر ثلاثة آلاف رجل تعزيزا للقوة الافريقية، مواطنيهم الى نزع الاسلحة. وقال الاسقف "على جميع اخوتنا الذين لديهم اسلحة ان يسلموها. وعلى العسكريين ان ينزعوا اسلحة الجميع في الكنائس والمساجد". واشار الامام من جانبه الى ان "هناك اناس يتسللون باسلحة الى مواقع دينية بما فيها مساجد". ويدعو الرجلان ، بلا جدوى، منذ اشهر الى وضع حد للمجازر بين مسيحيين ومسلمين التي اغرقت البلاد في ازمة انسانية لا سابق لها مع نحو مليون مرحل من 4,6 ملايين نسمة هم سكان البلاد ونزوح الاقلية المسلمة من مناطق باكملها. وبدات دوامة المجازر على ايدي تمرد سيليكا المكون من غالبية مسلمة الذي تولى السلطة في آذار/مارس 2013. وردا على ذلك تكونت مليشيات مسيحية مسلحة وهاجمت مواطنيهم من المدنيين المسلمين خصوصا في بانغي ما ادى الى نزوح آلاف منهم منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي وسط اعمال سحل ونهب لم تتمكن القوات الفرنسية والافريقية من وقفها. ودفعت هذه الجرائم رئيسة جمهورية افريقيا الوسطى الى اعلان "الحرب" على المليشيات المسيحية. وازاء هذا الوضع يريد بان كي مون ان يتم ارسال قوات "باسرع ما يمكن في الايام والاسابيع القادمة". وبعد ان اشار الى اعداد العسكريين المنتشرين في البلاد او المتوقعين وهم 2000 فرنسي و6000 افريقي وما بين 500 والف اوروبي، اضاف بان "نحتاج المزيد وبسرعة". واعتبر ان "الحاجات الامنية تتجاوز بكثير قدرات القوات الدولية المنتشرة حاليا" مضيفا "حيث لا توجد قوات دولية لا يبقى من خيار امام المدنيين في اغلب الاحيان سوى الموت او الفرار". واثر زيارة الى بانغي قالت مسؤولة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس الخميس انه "لا توجد قوات كافية على الارض" مؤكدة ان جمهورية افريقيا الوسطى "شهدت تدميرا تاما لمؤسساتها". ورات في مدينة بوسانغوا (شمال غرب) التي زارتها ان مئات من المواطنين المسلمين الذين لا يزالون يعيشون فيها ينقصهم كل شيء ويخشون الجميع ولا ينتظرون الا شيئا واحدا وقد اعتراهم الهلع ان يفروا من بلادهم.