اعلن مرشح اليمين الحاكم في كوستاريكا جوني ارايا انه سيخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل مع لويس غييرمو سوليس، مرشح يسار الوسط الذي جاءت نتائجه مفاجئة الاحد. وقال مرشح حزب التحرير الوطني (يمين) "لعبنا مباراة الذهاب ونستعد الان لمباراة الاياب" بينما افادت النتائج الجزئية لنحو 73% من مراكز الاقتراع ان كلا من المرشحين فاز بحوالى ثلاثين في المئة من اصوات الناخبين. وافادت اخر النتائج التي نشرتها المحكمة الانتخابية العليا ان مرشح اليسار الذي كانت الاستطلاعات تعتبره الاوفر حظا خوسيه ماريا فييالتا حل في المرتبة الثالثة (17,2%) متأخرا كثيرا عن مرشح اليسار الوسط الذي احدث المفاجأة المؤرخ لويس غييرمو سوليس. وقال سوليس امام انصاره بعد قليل من اعلان ارايا، "لا تتراجعوا ولو خطوة الى الوراء، الى الامام (...) سنفوز لاننا شعب قرر التغيير ولاننا نكرر انه لا مجال للعب مع كوستاريكا". وافادت المحكمة الانتخابية العليا ان الاقتراع شهد نسبة قياسية من الامتناع عن التصويت فاقت 38%، في ظاهرة غير مسبوقة منذ نصف قرن في هذا البلد الصغير الذي ليس لديه جيش منذ 1948 ويعتبر نموذجا في الديمقراطية في اميركا الوسطى. وجرى الاقتراع تحت حراسة 3500 شرطي دون حادث يذكر. كذلك صوت الناخبون الاحد لانتخاب النواب ال57 في الجمعية التشريعية التي يهيمن عليها حاليا حزب التحرير الوطني الذي تنتمي اليه الرئيسة لاورا تشينتشيا، وهي اول امرأة انتخبت رئيسة في البلاد في 2010. وتوقعت الاستطلاعات ان يخلفها واحد من اثنين، جوني ارايا او خوسيه مايا فييالتا (36 سنة) نائب "فرينتي آمبليو" (الجبهة الواسعة، يسار) الذي كان يبدو قادرا على الفوز على حزب التحرير الوطني وحزب الوحدة الاجتماعية المسيحية (محافظ) اللذين يهيمنان على الحكم في البلاد منذ الستينيات. لكن فوجئ الجميع مع تأهل سوليس، الاستاذ الحائز على عدة شهادات والذي دخل المعترك السياسي متأخرا ورشحه حزب العمل المدني، الى الجولة الثانية لمواجهة عمدة سان خوسيه سابقا في السادس من نيسان/ابريل المقبل. وفي اول رد بعد الاقتراع انتقد فييالتا "حملة تخويف شرسة" تعرض اليها وقال انه كان يتوقع "اكثر بكثير" من هذه الانتخابات، غير انه قد يواسيه ما حققه حزبه من نتيجة جيدة في الانتخابات التشريعية اذ ان التوقعات تفيد عن فوزه بعشرة مقاعد على الاقل. وكان الجامعي سوليس، مسؤولا سابقا في حزب التحرير الوطني الذي انشق عنه في 2005 في حركة مدوية احتجاجا على الفساد والليبرالية الجديدة المتفشية بين صفوفه، معربا عن الامل في العودة الى التيار الاجتماعي الديمقراطي. وظهر خلال الحملة الانتخابية بمظهر بطل مكافحة الفساد داعيا الى العدالة الاجتماعية متخذا موقفا برغماتيا من مسائل التربية والضمان الاجتماعي ومعاشات التقاعد ودعم الانتاج الوطني. من جانبه تمكن ارايا الذي كان عمدة سان خوسيه مدة 22 سنة من الوصول الى الجولة الثانية بفضل اضفاء صبغة اجتماعية على خطابه الليبرالي، محاولا ان ينأى بنفسه عن حصيلة حزبه السيئة في ممارسة الحكم منذ 2006. والتزم ارايا (56 سنة) الرجل البدين الذي كان يساريا قبل ان يتحول الى الليبرالية، بضمان توزيع افضل للثروات وتدارك العجز العام الذي يعتبر الاكبر في القارة. واشار المحللون قبل الاقتراع الى ان كثرة المرشحين (13) ستؤدي الى تشتيت الاصوات، مستبعدين فوز اي مرشح من الجولة الاولى التي يجب ان يحصل فيها المرشح اكثر من اربعين في المئة من الاصوات للفوز. ومن بين الرهانات الاساسية التي ستطرح على الرئيس الجديد المرتقب تنصيبه في الثامن من ايار/مايو، تدارك انهيار الضمان الاجتماعي الذي يعتبر ركيزة الديمقراطية في كوستاريكا وتقادم البنى التحتية في البلاد. وعلى الصعيد الدبلوماسي سيتعين عليه المصالحة مع جارته الشمالية نيكاراغوا التي كثرت معها النزاعات الحدودية وهذا الرهان كبير نظرا للعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين ولان عشرين بالمئة من سكان كوستاريكا يتحدرون من نيكاراغوا.