تم اجلاء اكثر من 250 الف شخص في محافظة لياوننغ في شمال شرق الصين في اعقاب امطار غزيرة ادت الى فيضانات هائلة واضطرت السلطات الكورية الشمالية المجاورة الى نقل اكثر من خمسة الاف شخص الى مناطق اكثر امانا. وادت الامطار الموسمية الغزيرة الى فيضان نهر يالو الذي يشكل الحدود بين الصين وكوريا الشمالية، فيما حذرت هيئة الارصاد الجوية في الصين الاحد من هطول المزيد من الامطار الغزيرة خلال الساعات ال24 القادمة. واكد مسؤولون صينيون الاحد انه تم اجلاء 253 الف شخص في مقاطعة لياوننغ خلال اقل من 24 ساعة بسبب الامطار، فيما تواجه البلاد اسوأ فيضانات منذ عقد. وفي مدينة داندونغ الحدودية مع كوريا الشمالية وحدها، تم اجلاء اكثر من 94 الف شخص كما انقطعت شبكات النقل والكهرباء على ما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة. والسبت، ارتفع مستوى المياه في محطة داندونغ لقياس مستوى الامطار اعلى بمترين ونصف المتر من عتبة الانذار، ليسجل بذلك ثاني مستوى قياسي منذ بداية قياس مستوى الامطار في 1934 وفق وكالة انباء الصين الجديدة. ولقي زوجان في السبعين من العمر وكذلك ام وابنها حتفهم في منطقة كوانديان على بعد نحو مئة كلم الى شمال شرق داندونغ عندما جرفت فيضانات مفاجئة منزليهما كما نقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن مسؤول محلي. واعلن عن فقدان اثر رجل في الستين من العمر في كوانديان بعد انهيار منزله اثر انزلاق تربة ناجم عن الامطار. وبحسب صحيفة "بكين تايمز" الحكومية تعد الفيضانات في مقاطعة داندونغ ثاني اسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ عام 1949. واظهرت الصور مروحيات تقوم بنقل اشخاص فوق اسطح منازل مدمرة فيما كانت مياه الفيضانات تغرق المباني. وعلى الضفة الاخرى لنهر يالو، في كوريا الشمالية المجاورة تم اخلاء اكثر من خمسة الاف شخص ونقلهم الى اماكن امنة بعد ان اغرقت مياه الفيضانات بالكامل مناطق من مدينة سينويجو والمناطق الريفية بالقرب من الحدود، حسب وكالة الانباء الكورية الرسمية. وشلت حركة السير في وسط مدينة سينويجو واحتجز الناجون من الفيضانات فوق اسطح المنازل والتلال مما دفع بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-ايل الى اصدار امر للجيش بالقيام بعملية انقاذ طارئة. وشهدت كوريا الشمالية الفقيرة فيضانات واسعة هذا الصيف دمرت المنازل والطرقات وخطوط السكك الحديدية والمزارع مما تسببب في مقتل عدد لم يحدد من المواطنين، حسب ما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية من بيونغ يانغ. وبعد عقود من تدمير الغابات اصبحت كوريا الشمالية معرضة بشكل اكبر للفيضانات. وفي عام 2007 قالت بيونغ يانغ ان 600 شخص على الاقل قتلوا او فقدوا بسبب الفيضانات المدمرة. وفي الصين التي تشهد اسوأ فيضانات منذ عقود، قتل نحو 3900 شخص او فقدوا منذ بداية السنة في حوادث ناجمة عن الفيضانات، حسب الارقام الرسمية. وبين الضحايا 1750 شخصا قتلوا او فقدوا في تدفق سيول طينية نتيجة انزلاقات التربة في بلدة نائية في مقاطعة غانجو شمال غرب الصين، في السابع من اب/اغسطس الجاري. ومنعت السلطات هناك السكان من مواصلة البحث عن اقاربهم المفقودين للحيلولة دون انتشار الامراض، حسب وكالة الصين الجديدة. ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الحكومة المحلية قوله ان "الجثث بدأت في التعفن بسبب وجودها تحت الانقاض منذ اسبوعين. وقد يتسبب البحث في الانقاض في انتشار الاوبئة". وفي ولاية يونان الجنوبية الغربية، لا يزال عمال الانقاذ يبحثون عن 69 مفقودا في الانزلاقات الارضية التي تسببت بها الامطار في منطقة جبلية نائية. وتاكدت وفاة 29 شخصا بحسب وكالة الصين الجديدة. واعاق هطول الامطار الغزيرة وسوء حالة الطرق عمليات الانقاذ كما تضاءلت فرص العثور على ناجين.