ابوظبى - ارتفعت حركة تداول وحدات التملك الحر في السوق العقارية بأبوظبي، والجاري تسليمها حاليا، بحسب متعاملين بالسوق ومسؤولين بشركات التسويق العقاري في العاصمة، الذين توقعوا أن يساهم دخول وحدات سكنية جديدة في السوق بتحسن المعروض، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب لا سيما في سوق الإيجارات. وقال هؤلاء ل “الاتحاد" إن الطلب يتركز حالياً على الوحدات الجاهزة، والتي تدخل السوق حالياً، لا سيما في ظل ما تتميز به هذه الوحدات من الجودة، مشيرين إلى اختفاء الطلب تقريباً على الوحدات غير المكتملة أو التي لا تشهد تقدماً ملحوظاً في أعمال البناء. ويتم تداول وحدات التملك الحر، التي تم تسويقها من قبل شركات التطوير في السوق الأولي، من خلال شركات التسويق العقاري التي تتولى تسويق هذه الوحدات للملاك الراغبين في إعادة البيع فيما يعرف بالسوق الثانوي. وتفرض أغلب الشركات العقارية رسوم تسجيل تقدر بنحو 2% عند نقل ملكية الوحدة التي يتم تداولها في السوق الثانوي. وأوضح متعاملون في السوق أن أغلب المشترين يبادرون حالياً إلى طرح وحداتهم في السوق فور التسليم، سواء بعرضها للبيع أو التأجير، لا سيما أن عدداً كبيراً من مشتري الوحدات السكنية خلال السنوات السابقة كانوا من المستثمرين. وأشار مسؤولون بشركات التسوق العقاري في أبوظبي إلى وجود نشاط بتداولات وحدات التملك الحر التي تم تسليمها مؤخراً أو المزمع تسليمها قبل نهاية العام الجاري، وذلك في مشاريع الريف لشركة منازل العقارية، وحدائق الراحة لشركة الدار، والجولف جاردن لصروح العقارية، فضلاً عن فلل هيدرا فيلدج والمقرر تسليمها قريباً، إضافة إلى وحدات جزيرة الريم، وفي مقدمتها شقق مشروع المارينا سكوير لشركة طموح، وبرجا سكاي وصن تاورز لصروح العقارية. ويتم تداول فلل مشروع الريف بالسوق، والمكونة من غرفتين وصالة بمتوسط 1.1 إلى 1.2 مليون درهم، فيما يتم تأجيرها بمتوسط 100 إلى 110 آلاف درهم سنوياً، فيما تتداول الفيلا المكونة من 5 غرف بمتوسط مليوني درهم، كما تتداول فلل مشروع “هيدرا فيلدج" والمكونة من 3 غرف، والمتوقع تسليمها خلال شهر ديسمبر المقبل بمتوسط 700 إلى 800 ألف درهم. وتتداول الفيلا المكونة من 3 غرف بمشروع “حدائق الراحة" بمتوسط مليوني درهم، ويتم تأجيرها بمتوسط 140 إلى 150 ألف درهم سنوياً، وتتداول الفيلا المكونة من 4 غرف بمتوسط 2.5 مليون، و5 غرف بمتوسط 3.2 مليون درهم. وقال سلطان الحسني مدير شركة الصياد العقارية إن الطلب بوجه عام يكاد يقتصر حالياً على الوحدات الجاهزة والجاري تسليمها، فيما يكاد يختفي الطلب تماماً على الوحدات غير المكتملة، والتي لا تشهد تقدماً في أعمال البناء أو المبيعة على الخريطة. وأشار إلى تركز التداولات على مشروع فلل الريف والتي يتم تداولها بمتوسط 1.1 إلى 1.2 مليون درهم للفيلا المكونة من غرفتين وصالة، ويتم تأجيرها بنحو 100 ألف درهم، يليه مشروع حدائق الراحة حيث يتم تداول الفيلا المكونة من 3 غرف بمتوسط مليوني درهم، و4 غرف بمتوسط 2.5 مليون، و 5 غرف بنحو 3.2 مليون درهم. وأشار الحسني إلى تحسن تداولات فلل مشروع “هيدرا فيلدج"، وذلك مع اقتراب تسليمه خلال شهر ديسمبر المقبل، لا سيما مع انخفاض أسعار الفلل لنحو 700 إلى 800 ألف درهم. وقال إنه على الرغم من التحسن النسبي في تداولات وحدات التملك الحر، إلا أن السوق بوجه عام يشهد تباطؤاً ملحوظاً، لا سيما خلال هذه الفترة من الصيف، والتي تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك. وتوقع الحسني أن يساهم دخول وحدات سكنية جديدة لسوق أبوظبي في تحسن المعروض، بما يساهم في تحقيق التوازن المفقود حالياً بين العرض والطلب لا سيما بسوق الإيجارات. ويشهد سوق أبوظبي العقاري دخول آلاف الوحدات السكنية خلال العام الجاري، حيث تستعد جزيرة الريم لاستقبال السكان، مع تسليم نحو 4700 وحدة سكنية بالجزيرة، ضمن مشروع المارينا سكوير والذي يضيف 3500 وحدة سكنية، إضافة إلى 1200 وحدة ضمن برجي “صن وسكاي" بمشروع شمس أبوظبي التابع لشركة صروح العقارية. وكانت صروح قد بدأت خلال النصف الثاني من العام الماضي تسليم نحو 390 فيلا ضمن مشروع حدائق الجولف فيما تواصل شركة منازل العقارية تسليم الفلل السكنية بمشروع فلل الريف وأعلنت شركة بروج العقارية مؤخراً تسليم 80 فيلا ضمن مشروع حدائق القرم بأبوظبي. وتسلم شركة الدار العقارية خلال العام الحالي مشروع البندر السكني الواقع ضمن مشروع شاطئ الراحة، كما تنتهي الشركة من إنجاز مشروع منتجع القرم الذي يضم 71 فيلا سكنية على ضفاف الخليج العربي خلال العام نفسه، فيما تنجز شركة الاستثمار والتطوير السياحي خلال العام الحالي عدداً كبيراً من المشروعات السياحية بالعاصمة، إضافة إلى بعض المشروعات العقارية لا سيما في جزيرة “السعديات". وأشار رشيد الطوباسي مدير عام شركة عقاركو للتسويق العقاري إلى تحسن ملحوظ في الطلب على الوحدات المزمع تسليمها في جزيرة الريم خلال الأشهر المقبلة، وفي مقدمتها مشروع “المارينا سكوير" لشركة طموح، وبرجا سكاي وصن لصروح العقارية. وأوضح الطوباسي أن انخفاض أسعار وحدات التملك الحر بجزيرة الريم يشجع بعض المستثمرين على الشراء اليوم، في ظل التوقعات بارتفاع الأسعار بعد استقبال الجزيرة لسكانها خلال الفترة المقبلة. ويتراوح سعر القدم المربعة في مشروع المارينا سكوير بجزير الريم بين 1100 و 1200 درهم للقدم المربعة، وذلك في الأدوار المنخفضة، أو الشقق التي لا تتميز بإطلالة جيدة، فيما ترتفع الأسعار لتتراوح بين 1450 و1600 درهم في الأدوار المرتفعة، وذلك مقابل متوسط 2000 إلى 3 آلاف درهم للقدم المربعة قبل الأزمة المالية العالمية. وأوضح الطوباسي أن خروج المضاربين من السوق كان له دور إضافي في تركز الطلب على الوحدات الجاهزة والمزمع تسليمها، مشيراً إلى أن المضاربين كانوا يفضلون شراء الوحدات المبيعة على الخريطة نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة بالوحدات الجاهزة، إضافة إلى عدم اهتمام المستثمر بمدي جاهزية العقار للسكن، طالما أن الغرض الرئيسي من الشراء يكون إعادة البيع. وأضاف الطوباسي أن أغلب العملاء اليوم هم من الأفراد الذين يبحثون عن وحدات جاهزة بغرض السكن بها، وهو ما يكاد يقصر الطلب على هذه المشاريع الجاهزة، كما أن بعض المستثمرين قد يتجهون اليوم لشراء وحدات جاهزة بغرض تأجيرها وضمان عائد استثماري على المدى الطويل. وأوضح أحمد عاطف مدير المبيعات في شركة جلامر للتسويق العقاري أن ارتفاع العائد الإيجاري يشجع كثيراً من العملاء على شراء الوحدات الجاهزة بغرض تأجيرها. وأضاف أن مخاوف المستثمرين من تعثر الشركات في البناء، وبالتالي تأخر التسليم، دفعت الجميع للبحث عن الوحدات المكتملة، موضحاً أن خروج المضاربين من السوق، والذين شكلوا أكثر من 80% من المستثمرين خلال العام الماضي، ساهم في تركز الطلب على الوحدات المكتملة، والتي يفضلها المشتري الراغب في السكن. وذكر عاطف أن المشروعات الجديدة تجذب شريحة من العملاء الذين يبحثون عن السكن بمناطق متميزة، مثل “الريف" و"شاطئ الراحة"، لا سيما لما تتميز به هذه المشروعات من مميزات عديدة فيما يتعلق بجودة السكن والخدمات.