كييف (رويترز) - تعهد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش يوم الجمعة بإجراء تعديل وزاري الأسبوع القادم وبإدخال تعديلات على قوانين مقيدة للتظاهر ليقدم على ما يبدو تنازلات كبيرة للمعارضة وسط احتجاجات حاشدة على حكمه. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن يانوكوفيتش قوله في تصريحات لقيادات كنسية إن قرارات كبيرة ستتخذ في جلسة خاصة للبرلمان من المقرر عقدها يوم الثلاثاء القادم. جاء هذا في الوقت الذي نصب فيه المحتجون حواجز في الشوارع واحتلوا مبنى وزارة في كييف قبل ما يتوقع ان تكون عطلة اسبوعية ساخنة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وأكد حزب الأقاليم الذي ينتمي له الرئيس تقارير أفادت بأن الاحتجاجات امتدت الى اجزاء اخرى من اوكرانيا خاصة المناطق الغربية المؤيدة لأوروبا حيث قال إن "متطرفين" سيطروا على مبان إدارية. وقال يانوكوفيتش في تصريحات نشرت على موقعه الالكتروني "بصفتي الرئيس سأوقع مرسوما وسنجري تعديلا وزاريا للتوصل الى افضل فريق حكومي محترف في إمكاننا." ولم يشر الى نطاق التعديل الوزاري. وكانت إقالة حكومة رئيس الوزراء ميكولا أزاروف أحد المطالب الرئيسية للمعارضة خلال الاضطرابات المستمرة منذ شهرين. وكان واضحا أن يانوكوفيتش يهدف بتصريحاته الى أن يظهر على انه يقدم تنازلات للمعارضين الذين عبروا عن غضبهم من اساليبه المعطلة في المحادثات حتى الآن. وبدا الوعد بإعادة النظر في قانون يقيد التظاهر أقره الموالون ليانوكوفيتش في البرلمان الاسبوع الماضي تنازلا ايضا قد يخفف من حدة الاحتجاجات المزمع تنظيمها مطلع الاسبوع القادم. ويسيطر المحتجون على اجزاء مهمة من وسط المدينة بما في ذلك ساحة الاستقلال. واحتلوا يوم الجمعة مبنى وزارة الزراعة الرئيسي بعد تعثر محادثات ليل امس الخميس بين يانوكوفيتش والمعارضة. وقال حزب الاقاليم إن الآلاف اقتحموا مقرات الإدارة المحلية في لفيف وترنوبيل وايفانو فراكيفسك وخميلنيتسكي بغرب ووسط اوكرانيا وكذلك اجزاء من شمال شرق البلاد. وقال الحزب في بيان تعليقا على امتداد الاحتجاجات الى مدن اخرى "الوضع أصبح أكثر حدة في أنحاء البلاد" وطالب الشعب بعدم الالتفات إلى دعاوى "مثيري الشغب المتطرفين" للمشاركة في الاحتجاجات. وقالت الشرطة إنه تم القاء القبض على اكثر من 100 شخص في الاضطرابات. وعلى الرغم من ان بعض المحتجين اشعلوا النار في اطارات سيارات في منطقة الاضطراب الرئيسية قرب استاد دينامو كييف لكرة القدم فإنهم استجابوا في العموم فيما يبدو لدعوة المعارضة الى هدنة. وفي تصريحات تصالحية يوم الجمعة قال يانوكوفيتش إنه سيشرك زعماء معارضين في فريق لإدارة الازمة وقال إنه سيتم العفو عمن ألقي القبض عليهم ولم يرتكبوا جرائم خطيرة. وجاء على موقعه الالكتروني أنه قال لقيادات الكنيسة "سأبذل كل ما في وسعي لوقف هذا الصراع ووقف هذا العنف وتحقيق الاستقرار." وفي اشارة الى من قذفوا افراد شرطة مكافحة الشغب بالقنابل الحارقة والحجارة قال "اذا لم ننجح فسنستخدم كل الاساليب القانونية التي يوفرها القانون." ولم يصدر رد فعل من زعماء المعارضة على تصريحات يانوكوفيتش حتى الآن. وفي وقت سابق قال فيتالي كليتشكو زعيم المعارضة إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الوساطة الدولية. وقال كليتشكو بطل ملاكمة الوزن الثقيل الذي تحول للسياسة "أعلن يانوكوفيتش الحرب على شعبه بدلا من التركيز على حل الموقف بمنطق سليم. يحاول التشبث بالسلطة بالدم وعلى حساب الاستقرار في البلاد. يجب منعه." وبدأت الاحتجاجات المناهضة ليانوكوفيتش في نوفمبر تشرين الثاني بعد أن امتنع عن توقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي مفضلا على ذلك توثيق العلاقات الاقتصادية مع روسيا. وأثارت الاضطرابات القلق خارج البلاد. وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث هاتفيا مع يانوكوفيتش أمس الخميس وحذره من ان الفشل في وقف التصعيد يمكن أن تكون له "عواقب". ودعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند الى الحوار. من ريتشارد بالمفورث وبافل بوليتيوك