دعا زعماء المعارضة الأوكرانية الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته يوم الأحد إلى الاستقالة خلال تجمع احتجاجي شارك فيه نحو 350 ألف شخص وهو أكبر احتجاج في العاصمة كييف منذ "الثورة البرتقالية" قبل تسع سنوات. وفي يوم الذكرى السنوية لاستفتاء عام 1991 الذي أدى إلى استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي نددد زعماء المعارضة بالرئيس لتراجعه عن اتفاق عرضه الاتحاد الأوروبي وتوثيق العلاقات التجارية مع روسيا من جديد. وقال فيتالي كليتشكو زعيم المعارضة الأوكرانية في كلمة ألقاها أمام الحشود المتجمعة في ميدان الاستقلال "سرقوا الحلم." وأضاف كليتشكو الذي يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2015 "إذا لم ترغب هذه الحكومة في تنفيذ رغبة الشعب فلن يكون هناك وجود لمثل هذه الحكومة ولن يكون هناك وجود لمثل هذا الرئيس. ستكون هناك حكومة جديدة ورئيس جديد." وبعد ضغوط من روسيا استمرت شهورا تراجع يانوكوفيتش فجأة عن التوقيع على الاتفاق الخاص بتقارب العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مقابل تجديد الحوار الاقتصادي مع موسكو. ودعا الزعيم القومي أوليه تياهنيبوك المنتمي إلى اليمين المتطرف إلى إضراب عمالي. وقال "نبدأ إضرابا اعتبارا من هذا اليوم." وقد يعني تأييد الإضراب العام استمرار زخم الاحتجاجات في الأيام المقبلة. واقتحم محتجون مجلس بلدية كييف أثناء المظاهرات واحتل أعضاء من حزب الحرية الذي ينتمي إليه تياهنيبوك المبنى وأخذوا يتنقلون من غرفة إلى أخرى ويعقدون اجتماعات مع أنصار لحزب الوطن الذي ينتمي إليه وزير الاقتصاد السابق أرسيني ياتسينيوك. واحتل زعماء المعارضة الثلاثة أيضا مبنى نقابة واتخذوا منه مقرا مؤقتا لهم. ووقعت هذه الأحداث بسبب محاولة بعض المحتجين على ما يبدو اقتحام المقر الرئيسي للرئاسة. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين الذين استخدموا جرافة في محاولة لشق طريقهم وسط صفوف الشرطة. ونقلت وكالات أنباء عن الشرطة قولها إن 100 ضابط أصيبوا بجروح في أعمال العنف التي وقعت اليوم. غير أن سياسيين معارضين أخذوا يحثون المتظاهرين طوال اليوم على التزام السلمية نددوا بأعمال العنف التي وقعت عند مقر يانوكوفيتش ووصفها بأنها "عمل استفزازي" مدبر لتبرير الحملة الأمنية. وناشد مسؤولون حزبيون أنصارهم عبر مكبرات الصوت العودة إلى مقر الاحتجاج الرئيسي في ميدان الاستقلال. وقال ياتسينيوك للصحفيين "نعرف أن الرئيس يريد... إعلان حالة الطوارئ في البلاد." وحاول متظاهرون مجهولون إسقاط تمثال ضخم لمؤسس الدولة السوفيتية فلاديمير لينين ولكن قوات الأمن تصدت لهم. ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن الشرطة قولها إنها اعتقلت بعض المتظاهرين فيما سعى 22 آخرون للحصول على المساعدة الطبية. وقال الرئيس الأوكراني إن الخطوة التي اتخذها ليس إلا وقفة استراتيجية في خطوات التقارب مع أوروبا ولكن المعارضة تتهمه بإبرام اتفاق مع روسيا من شأنه أن يضر بالسيادة الوطنية للبلاد. وسعى يانكوفيتش إلى نزع فتيل التوتر قبل احتجاجات اليوم بأن تعهد ببذل قصارى جهده للإسراع بعملية تقارب أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي. ولكنه أكد على ضرورة الموازنة بين الاندماج الأوروبي والمصالح الوطنية. وحذر وزير الداخلية فيتالي زخارتشينكو المحتجين من أن الشرطة سترد إذا حدثت أي اضطرابات كبيرة وقال إن أوكرانيا ليست مثل ليبيا وتونس. وقال في تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس الروسية للأنباء "إذا كانت توجد دعوات (من المعارضة) لاضطراب كبير فسوف نرد." وقال رئيس الوزراء ميكولا ازاروف في مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر يوم السبت ان يانكوفيتش سيسافر إلى موسكو لإعداد "خارطة طريق" للتعاون الاقتصادي الجديد بعد رحلة مقررة إلى الصين من الثالث إلى السادس من ديسمبر كانون الأول لكنه لم يعط مواعيد محددة لزيارة روسيا. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة) من ناتاليا زينيتس وبافيل بوليتيوك