يوجه البابا فرنسيس اليوم الاربعاء بركته الاولى المرتقبة كثيرا بمناسبة عيد الميلاد في وقت يزداد فيه عدد المهمشين بسبب الازمة العالمية ويدفع فيه المسيحيون ثمنا باهظا في اعمال العنف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وافريقيا. وهذه الرسالة الموجهة الى القارات الخمس --والمعروفة تقليديا برسالة البابا الى مدينة روما والعالم-- يختار فيها الحبر الاعظم بين دعوات عديدة ليوجهها بشأن الازمات والمظالم، تولد امالا وتطلعات كبيرة. وهي الاولى لحبر اعظم آت من الجنوب ويحظى بشعبية كبيرة بما في ذلك في بعض اوساط غير المؤمنين. ويعتبر البابا فرنسيس الذي اختارته مجلة تايم الاميركية وصحف كبرى عدة رجل العام 2013، اكثر قدرة من سلفه بنديكتوس السادس عشر على التأثير ايجابيا على اوضاع بالغة التعقيد مثل الحرب في سوريا والتفاوت الاجتماعي وعدم المساواة في العالم. ومن غير المستبعد ان يؤكد خورخي ماريو ييرغوليو انه سيزور الارض المقدسة في ايار/مايو المقبل، الرحلة الوحيدة المقررة بشكل شبه رسمي للعام المقبل. لكن تأكيدها قد يتم ايضا في وقت لاحق. كما يحتمل ايضا ان يطلب البابا الصلاة او يطلق نداءات من اجل اشخاص (رهائن وغيرهم) يذكرهم بالاسم مثلما فعل سابقا. وهو امر جديد قياسا الى بنديكتوس السادس عشر. وعشية عيد الميلاد في المساء شدد البابا فرنسيس امام الاف المؤمنين اثناء قداس منتصف الليل في كاتدرائية القديس بطرس، مجددا على "محبة ورحمة" يسوع المسيح معتبرا ان "المهمشين" هم اول من يفهم رسالة المسيح. كما شدد على ان "الظلمات والنور في كل واحد منا" وان المسيح "نصب خيمته بيننا واشع منه العفو والحنان والرحمة" مضيفا ان يسوع هو اكثر من "معلم حكمة" او "مثالي بعيد" جدا. وفي نهاية القداس حمل البابا بيديه تمثالا صغيرا للطفل يسوع ليضعه في مغارة في الكنيسة في جو احتفالي وخشوع. واكد تطلعه الى تغليب "الصمت" على "الاعياد والتسوق". واتسمت رسالة البابا فرنسيس بانها كانت اقل كآبة من سلفه بنديكتوس السادس عشر في عيد الميلاد العام الماضي. ففي عظته انتقد البابا الالماني بشدة اللامبالاة تجاه الله الذي وضع بين الامور "غير الضرورية" ويتوقع تدفق كبير للمؤمنين اليوم الاربعاء الى ساحة القديس بطرس، بعد تسعة اشهر ونصف من انتخاب خورخي ماريو بيرغوليو في 13 اذار/مارس الماضي الخليفة ال265 للقديس بطرس على الكرسي الرسولي. وقد حضر ملايين المؤمنين الى لقاءات الاربعاء وقداديس ايام الاحد. وكلمات البابا يترقبها المسيحيون بحرارة بدءا ببيت لحم المدينة التي ولد فيها يسوع المسيح في فلسطين وصولا الى الفيليبين البلد الكاثوليكي في آسيا الذي اجتاحه اعصار مدمر، ومرورا بافريقيا الوسطى التي تشهد مجازر ونزعات اصولية وكذلك في سوريا ومصر والعراق. وهذا الحبر الاعظم الاجتماعي الى حد كبير الى درجة يتهمه بها الليبراليون الاميركيون المتطرفون بانه ماركسي، قد يندد ايضا بمآسي الاتجار بالبشر والفقر المدقع ويدعو الى استقبال المهاجرين السريين في البلدان الاكثر ثراء. الى ذلك يأمل البعض ان يتوجه البابا فرنسيس الذي يصعب توقع افعاله، في يوم عيد الميلاد الى مركز للمهاجرين او الى مركز لاطعام الفقراء. وفي حال حدث ذلك فان الفاتيكان سيعلنه في حينه او بعد حدوثه.