يريفان (رويترز) - وصل وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو يوم الخميس إلى أرمينيا في أول زيارة يقوم بها مسؤول تركي رفيع منذ نحو خمس سنوات في خطوة تعزز امكانية إحياء جهود السلام بين البلدين التي توقفت عام 2010. وكانت تركياوأرمينيا قد وقعتا اتفاقيات في اكتوبر تشرين الأول عام 2009 لإقامة علاقات دبلوماسية وفتح حدودهما البرية في محاولة لإحياء العلاقات المجمدة بسبب العداء الذي خلفته قضية تعرض الأرمن لحوادث قتل جماعي على أيدي الأتراك العثمانيين في نهاية الحرب العالمية الأولى. لكن هذه الجهود التي دعمتها الولاياتالمتحدة لدفن عداء استمر قرابة المئة عام تعثرت بعد ستة اشهر بسبب تبادل الاتهامات بين البلدين بمحاولة إعادة كتابة نصوص الاتفاقيات ووضع شروط جديدة فضلا عن عدم تصديق برلماني البلدين عليها. وكتب داود أوغلو الذي يزور يريفان للمشاركة في اجتماع مجموعة البحر الأسود للتعاون الاقتصادي في حسابه على تويتر "يحدوني أمل أن تساهم زيارتي ليريفان في جهود إقامة سلام شامل واستقرار اقتصادي في منطقة البحر الأسود للتعاون الاقتصادي ومنطقة القوقاز على وجه الخصوص." ومما يظهر حدةالتوتر نظم نشطاء شبان من أحزاب المعارضة الأرمنية احتجاجا أجبر داود أوغلو على استخدام باب خلفي لدخول الفندق الذي يعقد به الاجتماع بوسط يريفان. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لتركيا ولوحوا بلافتات كتبوا عليها "أوقفوا احتلال الأراضي الأرمنية"و"أوقفوا الحصار". وقال داود أوغلو لاحقا إن لقاءه مع نظيره الأرمني إدوارد نالبانديان على هامش الاجتماع اتسم "بالصدق والصراحة" لكن سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن المشكلات يمكن أن تحل في اجتماع واحد. واضاف في تصريحات للصحفيين الأتراك في يريفان "أولويتنا هي أن نبني حوارنا على أسس نفسية راسخة والاستمرار على هذه الأسس. في هذا الإطار يمكن أن توضع كل أنواع الأفكار الخلاقة على جدول الأعمال." وكانت اخر زيارة قام بها وزير تركي في ابريل نيسان 2009 اي قبل توقيع الاتفاقات بستة اشهر عندما حضر نائب رئيس الوزراء علي باباجان اجتماعا لمنطقة البحر الأسود للتعاون الاقتصادي. وأغلقت تركيا الحدود مع أرمينيا عام 1993 تضامنا مع اذربيجان خلال الحرب في ناجورنو قرباغ وهي اقليم اذربيحاني سكانه من الارمن. وتمكن الارمن في الاقليم بمساندة ارمينيا من الاطاحة بحكم اذربيجان مع انهيار الاتحاد السوفيتي. وقبل الاجتماع مع داود أوغلو قال نالبانديان إن "العلاقات بين ارمينياوتركيا يجب أن تبنى دون أي شروط مسبقة" مما يعني ان أرمينيا لا تريد أن تربط تركيا التقارب الثنائي بينهما بحل الخلاف المستمر على اقليم قرة باغ.