تاكلوبان (الفلبين) (رويترز) - بدأت "المجموعة الضاربة" في حاملة الطائرات الامريكية جورج واشنطن إنزال شحنات الغذاء والماء يوم الخميس في المناطق التي دمرها الاعصار هايان في وسط الفلبين بينما يتعرض الرئيس الفلبيني بنينو اكينو لضغوط متصاعدة لتسريع توزيع مساعدات الاغاثة. وفي حين نشطت جهود الاغاثة بدأت السلطات المحلية في دفن جثث القتلى وهي مسألة هامة لمدينة ضربها واحد من أقوى الأعاصير في العالم وموجات تشبه موجات المد العاتية (تسونامي) مما ادى الى قتل الآلاف. وقال الفريد روموالديز رئيس بلدية تاكلوبان عاصمة اقليم ليتي والتي يقطنها زهاء 220 ألف نسمة "مازالت الجثث متناثرة في الطرق. هذا أمر مفزع. طلب منا سكان المجيء وجمع جثث قدروا عددها بما يتراوح بين خمس وعشر جثث. وحين وصلنا وجدنا 40 جثة." ورفض عدد من أصحاب محطات البنزين التي لم يدمرها الاعصار استئناف العمل مما أحدث نقصا في الوقود الذي تحتاجه بشدة الشاحنات لنقل الامدادات والفرق الطبية الى المناطق التي ضربها الاعصار قبل نحو اسبوع تقريبا. وأضاف روموالديز ان "الخيار أمامنا هو ان نستخدم نفس الشاحنة لتوزيع الطعام وجمع الجثث." ووصلت حاملة الطائرات الامريكية جورج واشنطن التي تعمل بالطاقة النووية والسفن المصاحبة لها الى قبالة سواحل اقليم سمر في شرق الفلبين وعليها 5000 فرد وأكثر من 80 طائرة وذلك بعد ما وصفه قائد القوة الضاربة بالحاملة الأميرال مارك مونتجومري "عبور بسرعة عالية" من هونج كونج. ورست الحاملة قرب المكان الذي نزلت فيه قوة الجنرال الامريكي دوجلاس ماك ارثر وعددها 174 ألفا يوم 20 أكتوبر تشرين الأول 1944 في أحد أكبر انتصارات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وبدأت "عملية دامايان" مع وصول حاملة الطائرات جورج واشنطن ورسو سفينتين حربيتين معها قبالة ساحل سمر لتقييم حجم الدمار وتقديم دعم الطواريء والامداد والتموين مثل المياه العذبة. ونقلت حاملة الطائرات بعض المقاتلات الى اليابسة لتوفير مساحة أكبر على متنها لتحرك الطائرات الهليكوبتر. وقال مونتجومري في بيان "أحد أفضل القدرات التي جلبتها القوة الضاربة هي طائراتنا الهليكوبتر وعددها 21. تمثل هذه الطائرات وسيلة جيدة لنقل امدادات الطواريء." وقالت بريطانيا ايضا انها سترسل حاملة الطائرات اليستريوس للمساعدة في جهود الاغاثة بالفلبين. كما تعتزم اليابان ارسال 1000 جندي وسفن وطائرات تابعة للبحرية فيما يمكن ان تكون أكبر عملية انتشار عسكري لطوكيو في وقت السلم. وقال تيكسون جون ليم رئيس مدينة تاكلوبان لرويترز ان نحو 300 جثة ستدفن يوم الخميس في مقبرة جماعية وسيبدأ حفر مقبرة أكبر تسع الف جثة. وذكر ان ادارة المدينة انهارت في معظمها وان عدد العاملين المتواجدين تقلص الى 70 فردا بدلا من 2500 عادة. وقتل عدد كبير منهم او اصيب او فقد أقارب له او لا يستطيع ببساطة مغالبة الحزن الذي سيطر عليه حتى يمكنه العودة الى العمل. وتعرض الرئيس الفلبيني لانتقادات بشأن الاستعدادات التي قامت بها حكومته قبل وصول الاعصار نظرا للتحذيرات المسبقة المتكررة من قوته كما ينتقد الان بسبب وتيرة جهود الاغاثة. وقال اكينو ان عدد القتلى كان يمكن ان يزيد ما لم تقم حكومته باجلاء بعض السكان وتجهيز امدادات الاغاثة لكن ناجين من المناطق الاكثر تضررا قالوا انه لم تكن هناك تحذيرات كافية من امواج المد العاتية. كما اثار الرئيس الفلبيني جدلا حول عدد القتلى حين أكد أنه أقرب إلى ما بين 2000 و2500 لا إلى عشرة الاف حسب التقديرات السابقة. وأكد مسؤولون فلبينيون يوم الخميس مقتل 2357 شخصا بينما يتوقع عاملون في الاغاثة ارتفاع هذا الرقم. وقال ليم رئيس مدينة تاكلوبان الذي قدر يوم الأحد عدد القتلى في مدينته بنحو عشرة الاف قتيل ان اكينو ربما يقلص عمدا عدد الضحايا. وقال "بالقطع هو لا يريد ان يحدث حالة كبيرة من الذعر. ربما يريد ان يخفف الذعر حتى تسير الحياة." وقدر الصليب الاحمر عدد المفقودين بنحو 22 الفا. وقالت الاممالمتحدة ان عدد من شردهم الاعصار أكثر من 544600 شخص وان المتضررين بشكل مباشر يمثلون زهاء 12 في المئة من سكان الفلبين. ولم تتلق الكثير من المناطق مساعدات بعد. (إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)