طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الولاياتالمتحدة أمس الخميس (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) بأن تبرم اتفاقاً 'لمنع التجسس' مع برلين وباريس مع نهاية العام، قائلة إن التجسس المزعوم على اثنين من أوثق حلفاء واشنطن في الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوقف. وجاء تصريح ميركل هذا عقب مناقشات مع زعماء الاتحاد الأوروبي هيمنت عليها مزاعم بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية جمعت عشرات الآلاف من سجلات مكالمات هاتفية فرنسية وراقبت الهاتف المحمول الخاص لميركل. وقالت المستشارة الألمانية إنها تريد من الرئيس باراك أوباما أن يتخذ إجراءاً لمعالجة المشكلة، لا مجرد كلمات الاعتذار. وستسعى ألمانيا وفرنسا إلى 'تفاهم متبادل' مع الولاياتالمتحدة بشأن التعاون بين أجهزة مخابراتها، وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف. وأضافت ميركل: 'يعني هذا إطاراً للتعاون بين أجهزة (الاستخبارات) ذات الصلة. وقد أخذت ألمانيا وفرنسا بزمام المبادرة وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء (بالاتحاد الأوروبي)'. وكانت ميركل قد أثارت أول مرة احتمال إبرام اتفاق 'منع التجسس' مع أوباما خلال زيارة لبرلين في يونيو/ حزيران من هذا العام. لكن لم يتحقق شيء في هذا السبيل. ويبدو أن عزمها على العمل للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد تجدد بعد الكشف عن تسريبات محلل البيانات إدوارد سنودن، التي كشفت مدى اتساع برامج مراقبة البيانات التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية. وترتبط الولاياتالمتحدة باتفاقيات 'لمنع التجسس' مع بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، وهو تحالف يعرف باسم 'العيون الخمسة' أقيم بعد الحرب العالمية الثانية. لكن كان هناك إعراض عن إبرام اتفاقات مماثلة مع حلفاء آخرين على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تتمتع بها الولاياتالمتحدةوألمانيا في الوقت الحالي. وأشارت ميركل إلى أن إبرام اتفاق مع واشنطن تأخر طويلاً بالنظر إلى التاريخ المشتركة التي يواجهها البلدان. يشار إلى أن سلسلة التسريبات خلال الأشهر الثلاثة الماضية قد أدت إلى توترات بين واشنطن ومجموعة من حلفائها المهمين. ولا يبدو أن هذه التسريبات ستنضب قريباً.