شكك خبراء في قرار روسيا تخفيف التهم الموجهة الى ناشطي غرينبيس المعتقلين وراوا فيها مناورة تعمد اليها موسكو لتجنب اجراء محاكمة امام قضاء دولي. ولم يعد اعضاء طاقم غرينبيس ال30 المعتقلون منذ اواخر ايلول/سبتمبر بعد محاولة اقتحام منصة نفطية روسية في القطب الشمالي، متهمين ب"القرصنة" بل ب"التخريب". وبعد ان كانوا يواجهون في التهمة الاولى عقوبة السجن ل15 سنة، باتت العقوبة المحتملة الان السجن سبع سنوات كحد اقصى. واوضح مسؤول في المنظمة غير الحكومية المدافعة عن البيئة الكسي كيسيليف لوكالة فرانس برس "ان الاتهام تم تخفيفه لكن ذلك لم يؤثر على مصيرهم لانهم يبقون في السجن". وقالت ماريا ليبمان من مركز كارنيغي في موسكو من جهتها ان روسيا تراجعت عن اتهاماتها "العبثية" لكن "لم يقل احد انهم مذنبون بشيء". ووصفت منظمة غرينبيس تهمة "التخريب" بانها "غير متناسقة" مؤكدة ان الاشخاص المعتقلين "ليسوا مخربين ولا قراصنة". واعتبر الكسي كسيسليف ان قرار تغيير محضر الاتهام "قد يكون مرتبطا بلجوء هولندا الى المحكمة الدولية لقانون البحار". وتطالب هولندا بالافراج "فورا" عن طاقم "اركتيك سانرايز". واوضحت حقوقية من شركة انمارين الروسية المتخصصة بقانون البحار فيكتوريا جدانوفا "رسميا بعد اسقاط تهمة القرصنة لم تعد هذه القضية من اختصاص القضاء الدولي"، لان "اتفاقية الاممالمتحدة ذات الصلة بقانون البحار لا تتضمن اي اجراء بشأن (تهمة) التخريب". واعلنت السلطات الروسية الاربعاء انها ستقاطع المحاكمة في المحكمة الدولية الخاصة بقانون البحار في هامبورغ (المانيا) التي رفعت هولندا القضية اليها الاثنين. الى ذلك اعلنت موسكو "رفضها" اجراء التحكيم القضائي الذي بدا ايضا في لاهاي الذي يلزم روسياوهولندا بتعيين حكام مكلفين ايجاد حل لقضية اركتيك سانرايز. وقالت ليبمان "يبدو ان الاهتمام الكبير الذي يوليه العالم لهذه القضية اعطى نتائجه". وكان المدافعون عن حقوق الانسان الروس والدوليون نددوا بشدة بتهمة "القرصنة" التي وجهت في البداية الى طاقم غرينبيس وبينهم طاه وطبيب وصحافيان مستقلان. كما كان الاتهام موضع سخرية وتهكم على شبكات التواصل الاجتماعي. وكتب المعارض الروسي الكسي نافالني فر رد فعل على القضية على موقع تويتر "ان المحققين ادركوا في نهاية المطاف ان حماقتهم عار علينا جميعا". وكان الرئيس فلاديمير بوتين نفسه اعتبر في ايلول/سبتمبر ان ناشطي غرينبيس ليسوا "قراصنة" حتى وان انتهكوا القانون من خلال محاولتهم "الاستيلاء" على منصة نفطية. واعتبرت ليبمان "ان بوتين قال انها لم تكن قرصنة والمحققون اخذوا في النهاية بالاعتبار تصريحاته". واضافت "لست متأكدة مما اذا كانوا سيحكمون بعقوبات مع النفاذ. فذلك قد يكون مع وقف التنفيذ (...) في كل الاحوال ليس القاضي من سيقرر ذلك، ان القرار سيتخذ على المستوى السياسي". وكان حرس السواحل الروس اعترضوا طاقم اركتيك سانرايز التي ترفع العلم الهولندي في بحر بارنتس بعد ان حاول بعض اعضائه الصعود الى منصة نفطية لرفع لافتة تندد بالمخاطر البيئية التي يشكلها استخراج النفط في القطب الشمالي. ويعتقل حاليا افراد الطاقم البالغ عددهم 30 وبينهم 26 اجنبيا من 18 بلدا، في مورمانسك بشمال غرب روسيا. وقد رفضت كل الطعون التي قدمت بشأن سجنهم حتى الان.