أتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الحكومة السورية بقتل 1429 شخصا في هجوم بالأسلحة الكيمائية في ضواحي دمشق الأسبوع الماضي. وقال كيري إن القتلى تضمنوا 426 طفلا ووصف الهجوم بأنه رعب لا يمكن تصوره . وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد قال في وقت لاحق إن إدارته تدرس القيام بعمل محدود كرد فعل على هذا الهجوم. وأضاف أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن سوريا لكنه تحدث عن عملية اميركية محدودة لمعاقبة النظام السوري . ورفضت سوريا تقرير كيري ووصفته بأنه مليء بالأكاذيب . وقالت الخارجية السورية في بيان إن ما قالت الإدارة الأمريكية إنها أدلة قاطعة .. انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من أسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق . وأكدت أن كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة . ورغم أن مفتشي الأممالمتحدة ما زالوا يحققون في مزاعم وقوع هجمات بالغاز السام، وسوف يقدمون نتائج أولية لما توصلوا إليه إلى الأممالمتحدة عقب مغادرتهم سوريا السبت، إلا ان كيري قال إن الولاياتالمتحدة تملك الحقائق وإن المفتشين ليس لديهم جديد قد يخبرون به العالم. وركز كيري على الدلائل التي جاءت في التقرير أن قوات الحكومة امضت 3 أيام شرقي دمشق تحضر للهجوم. وقال نحن نعلم أن الصواريخ انطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة واستقرت في المناطق الخاضعة للمعارضة . وشدد على ان أي شيء تفعله أمريكا بخصوص سوريا لن يكون بلا نهاية وأمريكا لن تتحمل مسؤولية الحرب الأهلية في سوريا . وأضاف قائلاً: أمريكا تعلم ان مسؤولا كبيرا في الحكومة السورية أكد استخدام الأسلحة الكيماوية ، وأن أفراداً من النظام السوري كانوا في المنطقة قبل الهجوم بأسلحة كيماوية وطلب منهم ارتداء أقنعة واقية . كما استبعد الى حد بعيد ان تكون المعارضة السورية شنت هجوم 21 اغسطس/ آب، مشيرا الى ان مفتشي الأممالمتحدة لا يمكنهم ابلاغ الولاياتالمتحدة بأي شيء لا تعرفه بالفعل بشأن هجوم 21 أغسطس/ اب . وقال ان واشنطن ليست وحدها الراغبة في التحرك عقب الهجوم السوري ، وافادت تقارير بأن الضربة الأمريكية المتوقعة ستكون محدودة ولا تهدف إلى تغيير النظام السوري وقد تستغرق عدة ساعات. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تدرس ردا عسكريا سيكون محدودا و دقيقا ردا على الهجوم الكيماوي السوري. وأبلغ المسؤول الصحفيين بعد إعلان تقرير للمخابرات الأمريكية عن الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس/ آب خارج دمشق أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم القيام بأي عمل من أجل تغيير النظام . وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الهجوم الكيميائي يشكل تحديا للعالم ويهدد المصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة وحلفائها مثل إسرائيل والأردن. وأضاف أن العالم لا يمكنه ان يقبل بتعريض نساء واطفال للغازات السامة. ونشرت الحكومة الأمريكية، الجمعة، تقييماً تعلن فيه ثقتها الكبيرة بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية، وأشار الى أن هذا الهجوم الذي وقع في إحدى ضواحي دمشق أدّى إلى مقتل 1429 شخصاً بينهم 426 طفلاً. وأفاد البيت الأبيض في تقييم من 4 صفحات، أن حكومة الولاياتالمتحدة تقيّم بثقة عالية أن الحكومة السورية نفذت هجوماً بأسلحة كيماوية في 21 أغسطس/ آب في ضواحي دمشق، وبأن عنصراً يؤثر على الأعصاب استخدم في الهجوم. وأشار التقييم الى أن الهجوم المذكور أدى إلى مقتل 1429 شخصاً بينهم 426 طفلاً. وأوضح أن هذا التقييم يستند إلى معلومات استخباراتية، وقد تم تشارك التقييم السري مع الكونغرس والشركاء الرئيسيين لأمريكا. وشدّد على أن مصادر مستقلة عدة تؤكد وقوع هجوم استخدمت فيه أسلحة كيماوية في ضواحي دمشق، وبالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية ثمة إفادات لعناصر تعمل في المجال الطبي السوري والدولي، وصحافيين وشهود عيان وتسجيلات فيديو وآلاف التقارير الإعلامية من ما لا يقل عن 12 موقعاً في دمشق، وتقارير من منظمات غير حكومية عالية المصداقية. وأشار إلى أن احتمال تنفيذ المعارضة السورية الهجوم هو أمر غير وارد. وذكر أن لدى النظام السوري مخزون من العناصر الكيماوية، والرئيس السوري هو الشخص الأساسي الذي يتخذ قرارات في ما يتعلق ببرنامج الأسلحة الكيماوية . وأضاف أن التقييم يؤكد استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية على نطاق صغير ضد المعارضة مرات عدة هذه السنة. وركّز في التقييم على هجوم ال21 من أغسطس/ آب، مشيراً إلى أن ثمة معلومات تدفع إلى الاستنتاج بأن مسؤولي النظام كانوا يديرون هذا الهجوم كما تم رصد اتصالات أحد كبار المسؤولين الذي أكد استخدام النظام السوري سلاحاً كيميائياً، وكان قلقاً من وصول المفتشين الدوليين إلى دليل. وكرّر أن أدلة كثيرة تؤكد مسؤولية التزام عن هجوم أغسطس، موضحاً أنه لم يتم الكشف عن كل ما لدى أمريكا من معلومات استخباراتية تم تسليمها إلى الكونغرس والشركاء الدوليين.