يواجه البيت الابيض ضغوطا ودعوات جديدة لاتخاذ موقف حاسم من الوضع في سوريا بعد الاستياء الذي اثارته صور الاطفال من ضحايا الهجوم الكيماوي المفترض في البلد المضطرب. وقال السناتور الجمهوري جون ماكين ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ومن خلال عدم استخدامه القوة للرد على هجمات سابقة، فانه اعطى الرئيس السوري بشار الاسد "الضوء الاخضر" لارتكاب الفظائع. واعرب البيت الابيض عن استيائه البالغ من انباء الهجوم الذي قالت المعارضة السورية انه تسبب في مقتل 1300 شخص على مشارف دمشق، وجدد دعواته لسوريا بالسماح باجراء تحقيق دولي في الهجوم. وينتقد ماكين في العادة تردد اوباما في ارسال القوات الاميركية لحماية المدنيين في سوريا، كما دان هجوم الاربعاء. وقال لشبكة "سي ان ان" انه "عندما يقول رئيس الولاياتالمتحدة الاميركية انه اذا استخدم (الاسد) هذه الاسلحة فان ذلك سيكون +خطا احمرا وسيغير قواعد اللعبة+ فان الاسد يرى ذلك الان بانه ضوء اخضر". واضاف ان "كلمة رئيس الولاياتالمتحدة لم تعد تؤخذ على محمل الجد بعد الان". وقال ماكين ان القوة الجوية الاميركية تستطيع الاستيلاء "خلال ايام قليلة" على مدرجات القوات الجوية السورية والطائرات التي يصل عددها الى خمسين والتي تستخدم للهيمنة على ارض المعركة ضد المسلحين المعارضين. وأضاف "نستطيع ان نقدم الاسلحة المناسبة للمسلحين، وان نفرض منطقة حظر طيران بنقل صواريخ باتريوت الى الحدود .. يمكن القيام بذلك بسهولة بالغة". وذكر المتحدث باسم البيت الابيض جون ايرنست ان الادارة ارعبتها التقارير الاخيرة. واضاف ان "الصور التي رأيناها مرعبة للغاية". واكد على دعوة الولاياتالمتحدة للحكومة السورية بالسماح لفريق الاممالمتحدة للتفتيش عن الاسلحة المتواجد حاليا في سوريا بالدخول الى المنطقة التي جرت فيها الهجمات الكيميائية المفترضة. وتصدرت صور الاطفال القتلى الصحف الاميركية، كما عرضتها قنوات التلفزيون الخميس، ما يضع السياسة الاميركية تجاه سوريا تحت مزيد من الضغوط. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول لم تكشف عن هويته قوله انه توجد "مؤشرات قوية" على ان قوات الحكومة السورية هي التي شنت الهجمات الكيماوية المفترضة. ورفض البيت الابيض تأكيد تلك التقارير وقال انه يسعى الى التحقق من صحتها. ونفت دمشق بقوة اطلاق اية اسلحة كيميائية على المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في ريف دمشق. وفي حال تاكد هذه الهجمات، فان ذلك سيكون اكبر استخدام للاسلحة الكيميائية منذ هاجمت قوات الرئيس العراقي صدام حسين مدينة حلبجة الكردية في 1988. والاربعاء رفض البيت الابيض القول انه في حال ثبت الهجوم، فانه سيمثل انتهاكا آخر "للخط الاحمر" بشان سوريا. وقال مسؤولون الاربعاء ان واشنطن في الحقيقة ردت على الاستخدام السابق للاسلحة الكيميائية في سوريا بعرض المساعدة العسكرية على المسلحين لاول مرة. كما حذر رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي من ان استخدام القوة في سوريا قد يؤدي الى تورط واشنطن في حرب مفتوحة في ذلك البلد.