واشنطن (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إنه يتعين على الولاياتالمتحدةوروسيا ايجاد سبل للتغلب على خلافاتهما الحادة والاتفاق على نهج تجاه سوريا وغيرها من بؤر التوتر في العالم. وبدأ البلدان يوم الجمعة محادثات رفيعة المستوى. وقال كيري في واشنطن إن العلاقات الأمريكية الروسية - التي توترت بشدة بسبب قرار موسكو منح اللجوء للمتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن - "اتسمت بالمصالح المشتركة واحيانا بالمصالح المتصادمة والمتعارضة." وتابع قائلا "سنبحث هذه الخلافات اليوم بالتأكيد لكن هذا الاجتماع لا يزال مهما بما يتجاوز الصدامات ولحظات الاختلاف." ويستضيف كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو في محادثات تستمر خمس ساعات في إطار ما يعرف بمحادثات "2+2" الاستراتيجية والأمنية. وقال كيري إن من الضروري أن يكون البلدان واضحين بشأن خلافاتهما لكن عليهما ايضا السعي لإحراز تقدم بشأن الدفاع الصاروخي وأفغانستان والخلافات النووية مع إيران وكوريا الشمالية والحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في سوريا. وقال إنه بينما تختلف واشنطنوموسكو حول جوانب رئيسية في الأزمة السورية إلا أننا "وبلدينا متفقون على تفادي انهيار المؤسسات والانزلاق إلى الفوضي وعلى أن الحل النهائي هو حل سياسي من خلال التفاوض." وابرزت تصريحات لافروف الافتتاحية "المسؤولية المشتركة" لمعالجة مصادر زعزعة الاستقرار في العالم. وكرر لافروف تصريحات كيري بشأن ضرورة دفع الحكومة والمعارضة في سوريا إلى التوجه للمحادثات في جنيف. وفي معرض حديثه عن سوريا قال لافروف "هدفنا واحد. علينا أن نبدأ عملية سياسية." بدأت المحادثات في وزارة الخارجية الأمريكية في وقت بلغت فيه الأجواء السياسية بين الدولتين أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة. وقضى القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما هذا الأسبوع بإلغاء قمة في موسكو ردا على قرار الرئيس فلاديمير بوتين منح سنودن اللجوء على أي اشارة في أن تكون الدعوة "لإعادة ضبط" العلاقات مع موسكو التي سعت إليها الولاياتالمتحدة في السنوات القليلة الماضية ما زالت على قيد الحياة. ولا يتوقع مسؤولون أمريكيون حدوث انفراجة يوم الجمعة لكنهم يقولون إن قرار المضي قدما في المحادثات رغم التوتر الحالي مهم في حد ذاته. وثمة خلافات بين موسكووواشنطن على قائمة طويلة من القضايا تترواح بين الحرب الأهلية في سوريا إلى حقوق الإنسان والحظر الذي تفرضه روسيا على "الدعاية" للمثليين جنسيا لكن هناك بعض المجالات الحيوية بالنسبة للأمن العالمي التي يستطيعان العمل فيها سويا. وقال لافروف "لدينا خلافات بطبيعة الحال. سنواصل بهدوء وصراحة بحث الامور المختلف عليها." وقال لافروف إن الروس "يريدون أن يكون الاقتصاد أكثر هيمنة في علاقتنا" مشيرا إلى التجارة كمجال للتعاون. وأضاف من خلال مترجم "ارسينا أساسا راسخا للغاية للعمل مستقبلا." واجرى هاجل وشويجو محادثات في وقت سابق اليوم وقالا انهما اتفقا على العمل على توسيع التعاون في المجال العسكري.