يجتمع المسؤولون الاسرائيليون والفلسطينيون الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي من المحادثات المباشرة للمرة الاولى منذ تعثر المفاوضات قبل ثلاث سنوات تقريبا. ويلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري بكل من رئيسة المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني ونظيرها الفلسطيني صائب عريقات بعد ان التقيا مساء الاثنين على وجبة افطار رمضاني. اكدت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس وفد بلادها الى المفاوضات مع الفلسطينيين، ان هذه المفاوضات قد استؤنفت في "اجواء ايجابية" بعد توقف استمر ثلاث سنوات. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان بعد الاجتماع الذي استمر لمدة تسعين دقيقة "كان اجتماعا بناء ومثمر بين الطرفين". واضاف البيان "نتطلع قدما الى مواصلة المحادثات صباح الغد". وهذه المرة الاولى التي يلتقي فيها الجانبان منذ انهيار الجولة الاخيرة من المفاوضات في ايلول/سبتمبر 2010 بسبب مواصلة البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وهذه المرة، اصر كيري الذي قام بجولات مكوكية الى الشرق الاوسط على ابقاء تفاصيل المفاوضات سرية لاعطائها فرصة للنجاح. ويفترض ان يقوم كيري بالقاء بيان للصحافيين بعد الجولة الثانية من المحادثات الثلاثاء المقرر ان تستمر لمدة 45 دقيقة في الساعة الحادية عشرة (15,00 تغ). واكد المسؤولون ان هذه المحادثات تسعى الى وضع الاجراءات وجدول التقدم ولن تدخل في تفاصيل القضايا الشائكة كالحدود واللاجئين. ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما باستئناف هذه المفاوضات معتبرا انها لحظة "واعدة"، الا انه حذر في الوقت نفسه من "خيارات صعبة" تنتظر الطرفين. وقال اوباما في بيان ان "الاكثر صعوبة لا يزال امامنا في هذه المفاوضات، وآمل ان يدخل الاسرائيليون والفلسطينيون هذه المحادثات بحسن نية وتصميم واهتمام كبيرين". وتعهد اوباما بان تقوم الولاياتالمتحدة بدعم الطرفين "بهدف اقامة دولتين تعيشان بجانب بعضهما بسلام وامن". وحذر كيري مرة اخرى الاثنين من "الخيارات الصعبة الكثيرة الموجودة امام المفاوضات والقادة حيث نسعى الى تسوية معقولة على قضايا صعبة ومعقدة وعاطفية ورمزية". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان الطرفين توافقا على اجراء مفاوضات لتسعة اشهر على الاقل. وقالت "انها بداية مفاوضات مباشرة وفق جدول زمني لتسعة اشهر على الاقل". وحضر وجبة الافطار مساء الاثنين كل من مارتين انديك الذي اعلن كيري الاثنين عن تعيينه كموفد خاص لمفاوضات السلام بالاضافة الى مستشار شؤون الشرق الاوسط فيل غوردون. ومن المتوقع ان يشرف انديك يوميا على المفاوضات وتقدمها. ويبلغ انديك الثانية والستين من العمر وشغل منصب سفير لدى اسرائيل مرتين، الاولى من 1995 الى 1997 والثانية من 2000 الى 2001. وكان احد مستشاري الرئيس الاسبق بيل كلينتون خلال مفاوضات كامب ديفيد. وقال انديك "انا مقتنع منذ اربعين عاما بان السلام ممكن". وكانت مفاوضات ايلول/سبتمبر 2010 توقفت بعد ثلاثة اسابيع فقط من بدئها بسبب مواصلة اسرائيل للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. ويبقى الاسرائيليون والفلسطينيون منقسمون على "قضايا الوضع النهائي" ومن بينها مصير القدس التي يريدها الطرفان كعاصمة وحق العودة للاجئين الفلسطينيين وحدود الدولة الفلسطينية العتيدة التي تعقدها عشرات المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية. واكد ديفيد ماكوفسكي وهو خبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق لوكالة فرانس برس "لا اتوقع ان يكون هناك الكثير من الاتفاقات السريعة. هؤلاء اشخاص لم يتحدثوا معا منذ ثلاثة اعوام". واضاف "فقط جلوسهم معا واتفاقهم على تحديد اجتماعات لفترة تسعة اشهر..اعتقد ان توقعاتنا يجب ان تكون منخفضة للغاية" محذرا من ان الجميع ما زال متشككا من فرص نجاح كيري بعد عقود من خيبة الامل. واشار الى ان "السؤال هو في اي مرحلة سيضطر الى القيام بنفس النوع من الجولات المكوكية عندما يتعلق الامر بالقضايا الجوهرية ايضا. انا لا استبعد ذلك في وقت لاحق".