تناولت الصحف البريطانية العديد من الموضوعات ولعل اهمها الأوضاع التي آلت اليها منطقة الشرق الأوسط والصعوبات التي تواجهها ووضع المعارضة الروسية. وتطرقت افتتاحية صحيفة الغارديان إلى الوضع في الشرق الاوسط تحت عنوان الشرق الأوسط: جدار من الصعوبات . وقالت الصحيفة إن الحلول العسكرية في منطقة الشرق الاوسط سواء بتسليح الثوار في سوريا أو ردع الايرانيين برأي الكثيرين ضرب من ضروب الجنون. ورأت الصحيفة أن هناك تغييراً جذرياً في العلاقة بين دول الشرق الأوسط والدول الغربية، وهذا التغيير إما هو مرحب به أوغير مرحب به. فالتغيير المرحب به لأنه يعتبر بداية النهاية لرواسب الاستعمار الذي يرسم مواقف الدول الغربية من المنطقة، فالحكومات والشعوب في المنطقة يتخذوا قرارتهم بأنفسهم سواء كانت سيئة أم جيدة ومن دون أي ولاء للدول الخارجية أو الحفاظ على أمنيات الولاياتالمتحدة. وأردفت الصحيفة أن التغيير غير المرحب به، يكون عادة لأن نتائج هذه الصراعات تتطلب مساعدة من الدول الخارجية مع أن عدد هذه الدول التي تتطلب هذه المساعدة قليلة نسبياً. وقالت الصحيفة إنه من الممكن أن تكون سوريا اليوم في موقع مختلف في حال لم تعلن الولاياتالمتحدةالامريكية عن مواقفها الداعية للتخلص من النظام السوري. وختمت الصحيفة، بالقول إن ما نحتاج إليه وما تحتاجه شعوب دول المنطقة، هو ثغرة واحدة في هذا الجدار الذي إذا تم اختراقه، يحتمل ان تكون له آثار مفيدة، ويمكن حصول ذلك في مصر بعودة الاخوان المسلمين الى الحياة السياسية، وقد نلمسها باستئناف المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية المتعثرة، كما يمكن أن نراها في ايران، إلا انه من الصعب جداً رؤيتها في سوريا . ونطالع في صفحة الرأي في صحيفة الاندبندنت مقالاً لمراستها ماري ديجيفسكي بعنوان بوتين ليس قوياً جداً ، إلا أن المعارضة في بلاده ضعيفة للغاية . وقالت ديجيفسكي إنه في الأشهر التي تلت تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن امكانية حدوث خطوة مماثلة في روسيا. واضافت المراسلة شعر الجيل الجديد الروسي بأن بلادهم تعاني من ركود اقتصادي، كما ان السياسة في البلاد تراوح مكانها ، مشيرة إلى أنه عندما استطاع فلاديمير بوتين الفوز بمنصب رئاسة البلاد، أثار ذلك مشاعر غاضبة بين الشباب الذين ما لبثوا أن نزلوا إلى الشوراع في كانون الاول/ديسمبر ليعبروا عن غضبهم العارم من نتائج هذه الانتخابات. وكانت هذه التظاهرات الأكبر والأقوى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي والتي طالبت بصوت عال برحيل بوتين . وبرأي كاتبة المقال، فإن قضية اعتقال المعارض اليكسي نافالني جذبت اهتمام الكثير من وسائل الاعلام المحلية والعالمية. وقد حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ولطالما وصف نافالني حكومة بوتين بأنها مجموعة من المحتالين واللصوص . وأضحى هذا الوصف شعار المعارضة في روسيا. وأردفت لا يعتبر نافالني الشخص المناسب لقيادة المعارضة،مع أنه ينظر إليه في الغرب كشهيد يضحي بحياته من أجل إيمانه بهدف نبيل وقد قارنه أحدهم بمانديلا . وقد حكم على نافالني بالسجن بقضايا فساد في عام 2005 ثم أدين بتهمة غسل الأموال، إلا ان تهمته الرئيسية هي نديته مع بوتين . ويختتم المقال بالقول إن نافالني المولود في ظل العهد السوفيتي، والذي ينتمي إلى حقبة التسعينات ليس الشخص المثالي لقيادة المعارضة إذ أنه ينتمي إلى حقبة الزمن القديم أكثر من الحقبة الجديدة التي تحتاجها روسيا.