طالب عدد من الضحايا والناجين من غرق سفينة الترفيه كوستا كونكورديا الذي اودى بحياة 32 شخصا قبل 18 شهرا، باحقاق العدل في افتتاح محاكمة قبطان السفينة في غروسيتو بعد تعثر بدئها قبل اسبوع. وقال فرانشيسكو دي سيولو محامي اثنين من الضحايا الايطاليين قبيل بدء الجلسة لوكالة فرانس برس "نحن هنا اليوم لاحقاق العدل للضحايا والناجين الذين سيعيشون حياتهم بشعور دائم من القلق". والمتهم الوحيد في القضية هو القبطان فرانشيسكو سكيتينو. من جهته، قال فابيو تارغا محامي جهات مدنية اخرى "ننتظر حتى القاء الضوء على ملابسات القضية. الامر بسيط. خطأ سكيتينو انه لم يضمن امن الركاب على متن السفينة". وروى جالوكا غابرييلي الذي يبلغ من العمر 33 عاما ويقيم في روما وكان على متن السفينة مع زوجته وابنيه ليلة وقوع الحادثة ان "بات اولادي يرفضون ركوب الطائرة والسفينة بعد الحادث. لقد اصيبوا بصدمة وابني الاكبر يتذكر جيدا هذه الليلة وعانى من كوابيس لاشهر". وستنقل اقوال اكثر من 400 شاهد و250 جهة مدنية في هذه القضية التي يتوقع ان تستمر لاشهر. وستخصص الجلسة الاولى التي ارجئت الاسبوع الماضي بسبب اضراب للمحامين، لمسائل اجرائية. وسكيتينو الذي يواجه انتقادات حادة ويوصف بانه "الرجل المكروه" في ايطاليا او "الكابتن الجبان"، ملاحق بتهمة قتل عدة اشخاص بسبب الاهمال ومغادرة السفينة والتسبب باضرار للبيئة. واكد دوناتو لاينو احد محاميه انه "لم يغادر السفينة. لو بقي عشر دقائق اخرى في السفينة لسقط في المياه وعجز عن ادارة حركة الاخلاء". وحاول محاموه الحصول على اتفاق ودي حول العقوبة مقابل اعتراف جزئي بالتهم الموجهة اليه. لكن قاضي الجلسات التمهيدية قرر انه يجب ان يحاكم. وقال محاموه الاربعاء انه سيحاول مجددا طلب اتفاق بالتراضي. وسمحت النيابة لخمسة اشخاص آخرين بالتفاوض مع المحكمة بشأن العقوبة وهم مدير وحدة الازمة في كوستا ومدير دفة السفينة وهو اندونيسي وثلاثة من افراد الطاقم. وسيبت القضاء في اوضاعهم السبت. وقال المحامي ماسيميليانو غابرييلي العضوي في مجموعة محامين تحمل اسم "العدالة لكونكورديا" وتمثل حول مئة مسافر ان "المسؤول الاكبر هو الشركة كوستا كونكورديا لكنها ليست متهمة رسميا". وحكم على الشركة في نيسان/ابريل الماضي بدفع غرامة قدرها مليون يورو في ختام اجراءات تفاوضية اعترفت خلالها بمسؤوليتها الادارية ما يسمح لها بالافلات من محاكمة جنائية. ومن الشهود الذين نقلت افاداتهم دومينكا سيمورتان وهي شابة مولدافية كانت تقف قرب سكيتينو عند غرق السفينة ان "القبطان ليس المسؤول الوحيد". وليل الثالث عشر من كانون الثاني/يناير 2012، اصطدمت كوستا كونكورديا السفينة التي تزن 114 الفا و500 طن بصخور قرب جزيرة جيليو في توسكاني. وكانت تقل 4229 شخصا بينهم 3200 سائح. ولقي 32 شخصا مصرعهم بينهم اثنان لم يعثر عليهما. وبين جهات الادعاء المدني البالغ عددها 250 كوستا للترفيه التي تملك السفينة والدولة الايطالية وجزيرة جيليو حيث ما زال حطام السفينة موجودا. وقالت باتريسيا بينا محامية وزارة البيئة ان قيمة الاضرار قدرت ب12,5 مليون يورو حتى الآن والرقم "قد يكون اكبر من ذلك بكثير". وبدأ عشرات الناجين ملاحقات ضد كوستا في محاكم مدنية. ومعظم الذين لم يجرحوا ولم يفقدوا اقرباء وافقوا على تعويض حدد باحد عشر الف يورو عرضتها شركة كوستا. اما انتشال السفينة فمقرر في ايلول/سبتمبر لكن قد يتم ارجاء هذه العملية مجددا.