قتل نحو 27 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مائة اخرين في موجة عنف دامية جديدة بسيارات مفخخة الاحد في مناطق مختلفة اغلبها في جنوب العراق، في الوقت الذي لا تزال البلاد تعيش على وقع توتر سياسي يهدد بالانزلاق الى حرب طائفية. وقد انفجرت سيارتان مفخختان في مدينتي الكوت والعزيزية الواقعتين في محافظة واسط جنوب بغداد، فيما انفجرت اربع سيارات في محافظتي ذي قار والبصرة، واخرى في مدينة النجف، جميعها جنوب البلاد حيث غالبية السكان من الشيعة. واسفر تفجير السيارة المفخخة في الحي الصناعي بشمال مدينة الكوت (170 كلم جنوب شرق بغداد) عن تدمير مقهى "شدهان" احد اعرق مقاهي المدينة والتي تاسست في سبعينات القرن الماضي. ويقول هشام شدهان نجل صاحب المقهى لوكالة فرانس برس ان "السيارة ركنت امام المقهى بعدة امتار ولدى انفجارها تسببت بانهيار الجزء الامامي من المبنى". واصيب صاحب المبنى وهو رجل طاعن بالسن بشظايا في اجزاء متفرقة من جسده نقل على اثرها للمستشفى، فيما غطت الدماء والشظايا المنطقة المحيطة بها. كما انفجرت اربع سيارات مفخخة في المحمودية واخرى في المدائن واخرى بشمال مدينة الحلة، جميعها جنوب بغداد. وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "سيارة مفخخة انفجرت امام مطعم شعبي في الحي الصناعي في شمال مدينة الكوت ما اسفر عن سبعة قتلى و15 جريحا". واضاف ان "سيارة مفخخة اخرى انفجرت قرب مقهى وحسينية في سوق مزدحم في قضاء العزيزية اسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة عشرة اخرين". وفي البصرة (450 كلم جنوب بغداد) قتل خمسة اشخاص بينهم خبير متفجرات برتبة عقيد في الشرطة، في انفجار سيارتين مفخختين وسط المدينة، حسبما افاد رئيس اللجنة الامنية في مجلس المحافظة علي غانم المالكي. واكد مصدر طبي في مستشفى الحسين تلقي خمسة قتلى ومعالجة تسعة اخرين اصيبوا جراء الانفجارين. واوضح مصدر امني ان "الخبير كان يحاول تفكيك السيارة المفخخة الثانية بعد العثور عليها، لكنها انفجرت به". وفي الناصرية (305 كلم جنوب بغداد) انفجرت سيارتان مفخختان احداهما في شارع الحبوبي اعرق شوارع المدينة، ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 35 اخرين بجروح، وفقا لمصدر طبي في دائرة صحة المحافظة. وفي المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) قتل شخص واصيب خمسة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة على الطريق العام قرب قضاء المحمودية، حسبما افادت مصادر امنية وطبية. وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد) قتل شخص واصيب 14 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند سوق لبيع الخضار في حي النفط بشمال النجف، وفقا لمصادر امنية وطبية. وفي المدائن (25 كلم جنوب بغداد) قتل شخص واصيب سبعة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب مقر للجيش ، وفقا لمصادر امنية وطبية. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال النقيب تحسين الجبوري من قوة حماية المنشآت النفطية ان "مسلحين هاجموا بعد منتصف ليلة امس (السبت) مركزا لقوة حماية المنشآت النفطية ما ادى الى مقتل ثلاثة واصابة خمسة اخرين بجروح". واستهدف الهجوم مقرا لقوة حماية المنشآت النفطية في ناحية الحضر (120 كلم جنوب الموصل). بدوره، اكد الطبيب محمود حداد في مستشفى الموصل حصيلة الضحايا. وفي قضاء طوزخورماتو (170 كلم شمال بغداد) قتل اثنان من عناصر الشرطة واصيب خمسة اشخاص بينهم ثلاثة طالبات في المرحلة الثانوية، بانفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة وسط القضاء، وفقا لمصادر امنية وطبية. وفي ناحية جبلة، الواقعة شمال مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) اصيب خمسة اشخاص بينهم اثنان بجروح بالغة، بانفجار سيارة مركونة وسط الناحية، وفقا لمصادر امنية وطبية. ويشهد العراق موجة عنف ادت في الاسابيع الماضية الى ارتفاع حصيلة الضحايا خلال شهر ايار/مايو الماضي، الى 1045 قتيلا واصابة نحو 2400 اخرين بجروح، حسبما اظهرت ارقام بعثة الاممالمتحدة في العراق. وفرضت السلطات العراقية خلال الايام الماضية اجراءات مشددة على حركة السيارات التي تحمل لوحات موقتة في بغداد اثر انفجار عدد منها بدون التوصل الى كشف مالكيها لكنها لم تتخذ الاجراءات ذاتها في المحافظات المجاورة. وانفجرت خلال الايام العشرة الاخيرة من ايار/مايو نحو خمسين سيارة اودت بحياة المئات، في شهر دام قتل فيه اكثر من الف شخص بحسب ارقام الاممالمتحدة، ما يجعله اكثر الاشهر دموية منذ منتصف 2008.