اكدت الاممالمتحدة ان عدد القتلى في سوريا تجاوز في اكثر من سنتين ال93 الفا، داعية الطرفين المتقاتلين الى "وقف فوري لاطلاق النار"، في وقت تستمر العمليات العسكرية التصعيدية على الارض من دون افق لحل سياسي للنزاع. وفي محاولة لتقديم مساعدة اضافية للمعارضة وفيما الجدل قائم في الغرب حول مدها بالسلاح، اعلنت الولاياتالمتحدة تخفيف العقوبات التجارية التي تفرضها على سوريا على المناطق الواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة. في لبنان المجاور، تستمر تداعيات النزاع السوري توترات امنية متنقلة، بالاضافة الى القصف الذي يطال مناطق محسوبة اجمالا على حزب الله ردا على تورطه في القتال الى جانب النظام، والغارات التي تنفذها الطائرات السورية على مناطق لبنانية حدودية متعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية. واعلنت الاممالمتحدة في تقرير اليوم الخميس ان اكثر من 93 الف شخص بينهم 6500 طفل على الاقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا حتى نهاية نيسان/ابريل 2013، مشيرة الى ارتفاع كبير في عدد القتلى الشهري. ويتطابق هذا الرقم تقريبا مع ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يحصي بشكل يومي ضحايا النزاع. ويتخذ المرصد من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. ودعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي "الطرفين الى اعلان وقف فوري لاطلاق النار قبل ان يقتل او يجرح آلاف آخرون". وتابعت ان "المجازر مستمرة على مستويات كبيرة ويسجل اكثر من خمسة آلاف وفاة كل شهر منذ تموز/يوليو، في حين تم توثيق 27 الف قتيل اضافيين منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر". واكدت ان العدد الحقيقي للقتلى قد يكون اكبر من ذلك بكثير. ومعظم القتلى الذين وثقتهم الاممالمتحدة من الرجال لكن الخبراء لم يتمكنوا من الفصل بين المقاتلين والمدنيين. من جهة ثانية، صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير حول الدول التي تستغل الاطفال في الحروب، ان الحرب الدائرة منذ 26 شهرا في سوريا تلقي بعبء "غير مقبول وغير محتمل" على الاطفال. وقال التقرير ان الاطفال يشكلون اهدافا لقناصة ويستخدمون دروعا بشرية في الحرب، كما يتم تجنيدهم من طرف مجموعات مسلحة كمقاتلين او حمالين، موضحا ان الجيش السوري الحر يجند فتيانا تتراوح اعمارهم بين 15 و17 عاما، وان قوات النظام تستخدم العنف الجنسي ضد فتيان للحصول على معلومات او اعترافات. على الارض، استولى مقاتلو المعارضة السورية الخميس على مركز سرية في الجيش السوري في بلدة مورك الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني ان "مقاتلي الكتائب سيطروا على سرية عسكرية عند الاطراف الشمالية لبلدة مورك في ريف حماة الشمالي واغتنموا اسلحة وذخائر بعد اشتباكات عنيفة وقعت فجرا" بينهم وبين القوات النظامية في المكان، وتسببت بمقتل ستة عناصر من القوات النظامية. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الكتيبة مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية نظرا لوقوعها على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر الزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات الى حلب والى خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب) وصولا الى جنوب معرة النعمان". وقال المرصد ان السرية تتعرض للقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع استقدام تعزيزات لهذه القوات لاستعادتها. في لبنان، سقطت اربعة صواريخ جديدة ليلا اطلقت من سوريا على مناطق يتمتع فيها حزب الله بنفوذ كبير في البقاع (شرق)، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس. ومنذ الكشف عن مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا، يتكرر سقوط الصواريخ على هذه المنطقة. وجاء ذلك بعد ساعات على قيام مروحية عسكرية سورية بالقاء قنبلتين على وسط بلدة عرسال التي تقطنها اغلبية سنية. وأعلن الجيش اللبناني انه اتخذ اجراءات "للرد الفوري" على اي "خرق" سوري جديد، في تحذير نادر من هذا النوع يصدر عن الجيش اللبناني الذي ينسق اجمالا بشكل جيد مع الجيش السوري. في المقابل اكدت سوريا احترامها سيادة لبنان. واوضح الجيش السوري في بيان ان قصفه لعرسال تم خلال ملاحقة "ارهابيين" توجهوا الى الاراضي اللبنانية، متعهدا "باحترام سيادة الجمهورية اللبنانية ووحدة اراضيها وامن مواطنيها". على صعيد آخر، اعلنت واشنطن انها ستخفف بشكل محدود عقوباتها التجارية ضد سوريا لمساعدة المعارضة. وبموجب الاجراءات الجديدة، سيكون بامكان الصناعيين الاميركيين الحصول على تراخيص لتصدير معدات تهدف الى "تسهيل اعادة اعمار المناطق المحررة" بناء على درس كل طلب على حدة، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان. وينص اجراء اخر على منح تراخيص خاصة من اجل المبادلات النفطية لتسهيل تصدير النفط السوري "لحساب ائتلاف المعارضة السورية او انصاره". لكن مسؤولا كبيرا اوضح ان هذا التخفيف لا يطال القيود المفروضة على تسليم الاسلحة والتجهيزات القاتلة. وتتعرض الادارة الاميركية لضغط من داخل الكونغرس من اجل تزويد المعارضين بالسلاح ليتمكنوا من مواجهة القوة النارية للنظام وخصوصا طائراته.