تعرض مطار دمشق الدولي للقصف، اليوم الخميس، في وقت أكدت الأممالمتحدة أن عدد القتلى في سوريا تجاوز في أكثر من سنتين ال93 ألفًا، داعية الطرفين المتقاتلين إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وفي مواجهة النجاحات التي حققها الجيش السوري أخيرًا على الأرض، يعقد السبت اجتماع في اسطنبول بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة السورية، ورئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس، وذلك على خلفية جدل داخل الدول الغربية حول تسليح المعارضة لإيجاد توازن مع قوات النظام.
ورغم هذا الاختلال في التوازن، تمكن مقاتلو المعارضة اليوم من تحقيق نقاط لصالحهم عبر قصف مطار دمشق، والاستيلاء على مقر سرية عسكرية في ريف حماة.
وأعلن وزير النقل السوري، محمود إبراهيم سعيد أن "قذيفة هاون سقطت على طرف المطار قريبة من المدرج، ما أدى إلى تأخير هبوط طائرتين قادمتين من اللاذقية والكويت، وتأخير إقلاع طائرة سورية إلى بغداد، ولم يصب أي منها ومن ركابها بأذى".
وأشار إلى أن "قذيفة أخرى سقطت قرب أحد المستودعات، ما أدى إلى سقوط زجاج وإصابة عامل". واتهم "إرهابيين" بإطلاق القذيفتين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن "مقاتلين من الكتائب المقاتلة استهدفوا مطار دمشق الدولي بثلاثة صواريخ محلية الصنع".
وأعلن مقاتلون معارضون مرارًا استهداف مطار دمشق، لكن نادرًا ما أفيد عن سقوط قذائف داخله.
ويشهد محيط المطار الواقع على بعد نحو 25 كيلومترًا جنوب شرق دمشق، اشتباكات تعنف حينًا وتتراجع أحيانًا، وتسببت المعارك قبل أشهر بقطع الطريق المؤدي إليه لفترة طويلة.
وكان مقاتلو المعارضة استولوا فجرًا على مركز سرية في الجيش السوري في بلدة مورك الاستراتيجية الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي، بعد معارك عنيفة، بحسب المرصد السوري.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن مورك تقع "على الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب، وهي ممر إلزامي للقوات النظامية في نقلها التعزيزات إلى حلب وإلى خان شيخون في محافظة إدلب (شمال غرب) وصولًا إلى جنوب معرة النعمان".
في حمص (وسط)، قال المرصد: إن القوات النظامية ومقاتلي حزب الله اللبناني "اقتحموا قرية الحسينية" في ريف حمص الجنوبي، مشيرًا إلى "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين"، وإلى "استمرار ملاحقة هذه القوات لمقاتلي المعارضة" في كل مكان يختبئون فيه.
والحسينية قريبة من منطقة القصير التي سيطرت عليها قوات النظام وحزب الله أخيرًا، ومنذ سقوط القصير، تعقد اجتماعات في الدول الغربية الداعمة للمعارضة للبحث في كيفية وقف تقدم الجيش السوري على الأرض.
وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر غربية أن اجتماعًا سيعقد السبت في اسطنبول بين ممثلين عن الدول المؤيدة للمعارضة ورئيس أركان الجيش السوري الحر، سليم إدريس، الذي "يعتبر محاورًا جديرًا بالثقة بالنسبة للغربيين".
وقال أحد المصادر: إن إدريس يحتاج إلى "الذخائر والسلاح"؛ لتعزيز قوته، وكسب ثقة المقاتلين على الأرض، وأعلنت واشنطن أنها ستخفف بشكل محدود عقوباتها التجارية ضد سوريا لمساعدة المعارضة.
وبموجب الإجراءات الجديدة، سيكون بإمكان الصناعيين الأمريكيين الحصول على تراخيص لتصدير معدات تهدف إلى "تسهيل إعادة إعمار المناطق المحررة" بناء على درس كل طلب على حدة، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان.
وينص إجراء آخر على منح تراخيص خاصة من أجل المبادلات النفطية لتسهيل تصدير النفط السوري "لحساب ائتلاف المعارضة السورية أو أنصاره".
في نيويورك، أعلنت الأممالمتحدة في تقرير الخميس أن أكثر من 93 ألف شخص بينهم 6500 طفل على الأقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا حتى نهاية إبريل 2013، مشيرة إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى الشهري، ويتطابق هذا الرقم تقريبًا مع أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يحصي بشكل يومي ضحايا النزاع.
ويتخذ المرصد من بريطانيا مقرًّا، ويقول: إنه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا، ودعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي "الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون".
وأكدت أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر من ذلك بكثير، ومعظم القتلى الذين وثقتهم الأممالمتحدة من الرجال، لكن الخبراء لم يتمكنوا من الفصل بين المقاتلين والمدنيين.
في لبنان، سقطت أربعة صواريخ الليلة الماضية أطلقت من سوريا على مناطق يتمتع فيها حزب الله بنفوذ كبير في البقاع (شرق)، ومنذ الكشف عن مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا، يتكرر سقوط الصواريخ على هذه المنطقة.
وجاء ذلك بعد ساعات على قيام مروحية عسكرية سورية بإلقاء قنبلتين على وسط بلدة عرسال التي تقطنها أغلبية سنية متعاطفة إجمالًا مع المعارضة السورية.
وأدانت فرنسا الغارة التي نفذتها مروحية سورية، معتبرة أنها "غير مقبولة"، ومدرجة إياها في إطار "الاستفزازات ومحاولات المساس بالسلم الأهلي".
في المقابل أكدت سوريا احترامها سيادة لبنان، وأوضح الجيش السوري في بيان أن قصفه لعرسال تم خلال ملاحقة "إرهابيين" توجهوا إلى الأراضي اللبنانية، متعهدًا "باحترام سيادة الجمهورية اللبنانية ووحدة أراضيها وأمن مواطنيها".