استهدف هجوم انتحاري الاثنين في افغانستان قافلة للقوات الافغانية والاميركية وادى الى مقتل عشرة اطفال كانوا يخرجون من المدرسة وكذلك جنديين من القوة التابعة للحلف الاطلسي وشرطي بحسب مصادر متطابقة. وقد وقع الهجوم قبيل الساعة 11,00 (05,30 تغ) في ولاية باكتيا النائية (جنوب شرق) التي تعتبر معقلا لحركة طالبان. وصرح زلماي يورياخيل قائد شرطة الولاية لوكالة فرانس برس ان "انتحاريا على متن دراجة نارية فجر نفسه بالقرب من مدرسة" بينما كان الاطفال يخرجون منها للعودة الى منازلهم، مشيرا الى اكتظاظ المكان لحظة وقوع الانفجار. كما اعلن متحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) ان "هجوما بمركبة مفخخة استهدف موكبا للقوة الدولية وقتل اثنان من جنودنا"، دون ان يحدد جنسية الضحايا. واودى الهجوم ايضا بحياة عشرة اطفال وشرطي كما اصيب خمسة عشر طفلا بجروح على ما اكدت وزارة الداخلية الافغانية في بيان. وفي رد فعل على الهجوم قال الرئيس الافغاني حميد كرزاي "ان مقتل مدنيين وخصوصا عندما يتعلق الامر باطفال ابرياء، جريمة لا تغتفر وسيدفع مرتكبوها ثمن (فعلتهم) في نهاية المطاف". وفي وقت سابق من النهار، قتل رجل واربع نساء وطفلان من اسرة واحدة في انفجار عبوة يدوية الصنع وضعها متمردون من طالبان على جانب طريق من مهترلام كبرى مدن ولاية لقمان بشرق البلاد، بحسب المتحدث باسم حاكم الولاية سرهدي زواك. وقد دانت وزارة الداخلية الافغانية "باشد العبارات هذا العمل الذي نفذته طالبان" وقالت انها "تسأل الله سرعة الشفاء للجرحى كما تتقدم من اسر الضحايا بتعازيها المخلصة". وجاء في بيان صدر عن الوزارة ان "الارهابيين الذين يشنون حربا ضد التعليم اثبتوا مرة اخرى من خلال هذا الاعتداء الجبان أنهم لا يقيمون أي اعتبار للمدنيين الابرياء العزل". وحتى بعد الظهر، لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن هجومي باكتيا ومهترلام. ومتمردو طالبان الذين طردوا من الحكم في كابول اواخر العام 2001 على يد تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة ويخوضون منذ ذلك الحين تمردا شرسا ضد الحكومة الافغانية، غالبا ما يلجأون الى الهجمات الانتحارية والعبوات اليدوية الصنع في هجماتهم. وقبيل الهجوم الذي نفذ بالقرب من المدرسة اكد المتحدث باسم قوة ايساف غانتر كاتز ان الوضع الامني "يتحسن". وشدد على "ان غالبية كبرى من السكان موجودة في مناطق يتحسن فيها السلام والاستقرار بصورة ملفتة". غير ان عدد الهجمات التي تقوم بها طالبان ومتمردون اخرون في افغانستان ازدادت الى حد كبير خلال الثلاثة اشهر الاولى من العام 2013، بحسب دراسة نشرها في نيسان/ابريل الماضي مركز مستقل للدراسات "افغانستان سايفتي اوفيس" وهو منظمة غير حكومية. وهذا العنف يستهدف بشكل خاص قوات الجيش والشرطة التابعة للحكومة الافغانية لان القوات القتالية الاجنبية تنسحب تدريجيا من المواقع الاكثر عرضة للخطر في اطار خطة الانسحاب من افغانستان المقررة العام المقبل. وكان مركز الدراسات المستقل المذكور احصى بين كانون الثاني/يناير واذار/مارس الماضيين 2331 هجوما للمتمردين، اي بزيادة نسبتها 47% قياسا الى الفصل الاول من العام 2012. من جهة اخرى اعلنت حركة طالبان الافغانية الاثنين انها ارسلت وفدا الى ايران لاجراء محادثات قد تؤشر الى امكان ان تؤدي طهران دورا في مفاوضات سلام في افغانستان. وهي اول زيارة من نوعها يتم الاعلان عنها لممثلين عن قادة طالبان الى ايران التي تتأثر بصورة مباشرة باعمال العنف التي تهز جارتها الشرقيةافغانستان، اذ يعبر العديد من الافغان الحدود هربا من المعارك وبات عددهم يناهز المليون شخص وهم يعيشون بصورة غير قانونية في ايران بحسب احصاءات رسمية ايرانية نشرت في 2012. ويبدو البحث عن تسوية بين طالبان وكابول الطريقة الوحيدة لتفادي مرحلة دامية جديدة شبيهة بالحرب الاهلية من 1992 الى 1996. لكن المتمردين يرفضون التفاوض مع حكومة الرئيس حميد كرزاي التي يتهمونها بانها "دمية" بيد الولاياتالمتحدة. وجرت اتصالات ايضا في السنوات الاخيرة لم تفض الى نتيجة، بسبب عدم اتفاق الطرفين على عدد من النقاط الرئيسية (نزع سلاح وانسحاب فوري وافراج عن سجناء..).