توصل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بعد ثمانية ايام من اجتماعات مطولة في اسطنبول الى تسوية تضمنت قرارا بتوسيعه ليصبح اكثر تمثيلا من دون ان يتمكن من انتخاب رئيس جديد له، في وقت جدد الرئيس السوري بشار الاسد موقفه بالمضي في المعركة حتى "النصر" بموازاة "موافقته المبدئية" على الجهود الدولية لايجاد تسوية للازمة في بلاده. في اطار هذه الجهود، عينت الاممالمتحدة يوم الاربعاء القادم موعدا لاجتماع تمهيدي للمؤتمر الدولي المزمع عقده حول سوريا، في وقت نفت وسائل اعلام روسية ان تكون موسكو سلمت سوريا صواريخ من طراز "اس-300"، الا ان الشركة المصنعة لطائرات "ميغ" الروسية اشارت الى احتمال تسليم دمشق عشر طائرات من طراز "ميغ 29". وأقر الائتلاف الوطني السوري في ختام ثمانية ايام من الاجتماعات الشاقة في اسطنبول مساء الخميس ضم 43 عضوا جديدا ليرتفع عدد اعضائه الاجمالي الى 114 عضوا، غير انه أرجأ انتخاب رئيس جديد له الى منتصف حزيران/يونيو. وقال رئيس الائتلاف بالانابة جورج صبرة ان الاعضاء الجدد هم "15 من هيئة الاركان، و14 ينتسبون الى الحراك الثوري من داخل سوريا، وقائمة ب14 عضوا". وقال مشاركون في الاجتماع ان التوسيع يعتبر بمثابة "تسوية لم يربح فيها احد بشكل حاسم، ما يثير الخشية من ان الانقسامات هي فقط معلقة حتى الاجتماع المقبل". وبين المنضمين الجدد المعارض البارز ميشال كيلو الذي كان اقترح لائحة ب22 اسما لضمها الى الائتلاف، والاسماء هي خصوصا لشخصيات علمانية وتنتمي الى الاقليات المسيحية والعلوية والكردية، وذلك بهدف اقامة توازن مع جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تملك النفوذ الاكبر في الائتلاف حتى الآن. وتمت الموافقة على عشرة اسماء من تلك التي اقترحها كيلو. ولم يتبين بالتحديد بعد لمن باتت تميل الاكثرية داخل الائتلاف. وجاءت التسوية نتيجة مفاوضات مكثفة شارك فيها رئيس الاستخبارات السعودية سلمان بن سلطان ونائب وزير الخارجية القطري خالد العطية ووزير الخارجية التركي داود اوغلو ودبلوماسيون اميركيون وفرنسيون وبريطانيون واماراتيون. ونتيجة الخلافات الحادة التي تركزت خصوصا بين فريق يريد التوسيع مدعوم من السعودية وآخر حذر في قبول التوسيع مدعوم من قطر، لم يتمكن الائتلاف من اقرار المواضيع الاخرى التي كانت مدرجة على جدول اعماله وابرزها انتخاب رئيس جديد خلفا لاحمد معاذ الخطيب المستقيل والمنتهية ولايته والبحث في تشكيلة الحكومة الموقتة التي كان اختار لها رئيسا قبل ثلاثة اشهر هو غسان هيتو. وتزامنت اجتماعات اسطنبول مع تطورات عسكرية متسارعة تمثلت بدخول قوات النظام السوري مدعومة من حزب الله اللبناني الى مدينة القصير من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية واحكام الطوق من الجهة الشمالية، ما دفع الائتلاف السوري الى اطلاق اكثر من نداء استغاثة لانقاذ الجرحى بالمئات في المدينة، والاعلان، رغم الضغوط الدولية الكثيفة، عدم المشاركة في اي مؤتمر تعمل له الجهات الدولية قبل وضع حد "لغزو ايران وحزب الله" لمناطق سورية. في المقابل، كان الرئيس السوري بشار الاسد، يجدد، عبر تلفزيون "المنار" التابع لحليفه حزب الله، "موافقته المبدئية" على المشاركة في مؤتمر "جنيف-2"، مؤكدا في الوقت نفسه ثقته بالانتصار في "الحرب العالمية التي تشن على سوريا" منذ اكثر من سنتين. واعلنت الاممالمتحدة الخميس "ان ممثلين عن الولاياتالمتحدةوروسياوالاممالمتحدة سيعقدون اجتماعا ثلاثيا في الخامس من حزيران/يونيو في جنيف يتمحور حول التحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا الذي انطلق بمبادرة اميركية روسية". في روسيا، ذكرت وسائل اعلام الجمعة ان موسكو لم تسلم بعد صواريخ "اس-300" الى النظام السوري، وان التسليم قد لا يتم هذا العام. وكان الاسد المح الخميس الى ان روسيا سلمته جزءا من الشحنة المثيرة للجدل من صواريخ ارض جو المتطورة "اس 300". في المقابل، اعلن مدير شركة ميغ سيرغي كوروتكوف ان روسيا يمكن ان تسلم سوريا عشر مقاتلات من طراز ميغ-29 ام ام2". وقال كوروتكوف "هناك وفد سوري موجود حاليا في موسكو ويتم تحديد تفاصيل الاتفاق. اعتقد انه سيتم تسليم المقاتلات" التي قد تتجاوز العشر. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس ان شحنات الاسلحة الروسية الى النظام لن تسهم في تسوية الازمة في سوريا التي اودت حتى الان باكثر من 94 الف قتيل. في التقارير الميدانية، تمكن مقاتلون سوريون معارضون خلال الساعات الماضية من دخول مدينة القصير المحاصرة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون والائتلاف المعارض. وتريث مدير المرصد رامي عبد الرحمن في الكلام عن التاثير الذي سيكون لهؤلاء المقاتلين الذين قدر عددهم بالمئات، على سير المعركة. وقال "المشكلة ليست في عدد المقاتلين، انما في نوعية السلاح الذي تحتاج اليه الكتائب لمواجهة القوة النارية الهائلة التي تتعرض لها من الجيش السوري وحزب الله". وتعتبر القصير احد آخر معاقل المعارضة المسلحة في محافظة حمص. على صعيد آخر، اعلن المرصد السوري ان ثلاثة غربيين بينهم مسلمان بريطاني واميركية، قتلوا الاربعاء برصاص قوات النظام "في كمين في منطقة ادلب في شمال غرب سوريا"، مشيرا الى انهم كانوا على ما يبدو يحاولون مساعدة المعارضة المسلحة.