وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء باعادة تقييم ل"الخيارات" الاميركية بشان سوريا اذا ثبت ان نظام دمشق استخدم اسلحة كيميائية محذرا في الوقت نفسه من التسرع في اتخاذ قرارات قبل امتلاك "كل العناصر". وبعد اقل من اسبوع من تحدث ادارته للمرة الاولى عن مؤشرات على لجؤ محدود من قبل نظام الرئيس بشار الاسد الى مخزونه من الاسلحة الكيميائية، اي غاز السارين، لم يغير اوباما موقفه الشديد الحذر رغم انه تحدث منذ اشهر عن "خط احمر" لا ينبغي تجاوزه. وقال اوباما ان الولاياتالمتحدة "ستعيد النظر فيما لدينا من مجموعة امكانيات" بشان الملف السوري اذ ثبت استخدام الاسلحة الكيميائية وذلك بعد اربعة ايام من اعلان رغبته في "تحقيق قوي" بشان هذا الملف. واوضح "اذا امكنني التحقق من انه ليس الولاياتالمتحدة فقط وانما المجتمع الدولي ايضا على يقين بانه تم استخدام اسلحة كيميائية من قبل نظام الاسد، فان ذلك سيغير قواعد اللعبة". واضاف "منذ العام الماضي طلبت من البنتاغون ومن مسؤولينا العسكريين والاستخباراتيين دراسة الخيارات المتاحة في هذه الحالة لكنني لن اخوض في تفاصيل ما يمكن ان تكون عليه" هذه الخيارات وذلك في الوقت الذي ترتفع فيه اصوات في الكونغرس تطالب الادارة باتخاذ موقف اكثر تشددا بعد اكثر من عامين على اندلاع النزاع الدامي في سوريا. واشار الى ان "ذلك سيشكل بوضوح تصعيدا في رؤيتنا للمخاطر التي ستواجه المجتمع الدولي وحلفائنا والولاياتالمتحدة. هذا يعني ان هناك بعض الخيارات التي لا ننوي استخدامها حاليا والتي ندرسها بجدية". الا ان الرئيس الاميركي حذر من اتخاذ قرارات متسرعة بشان هذا الملف في غياب وقائع محددة وملموسة. وقال "يجب ان اكون متاكدا من وجود كل العناصر. هذا ما يحق للشعب الاميركي الحصول عليه". وتشير ادارة اوباما الى سابقة عام 2003 عندما قامت ادارة سلفه جورج بوش بغزو العراق بذريعة امتلاكه اسلحة دمار شامل لم يعثر لها على اثر بعد الاطاحة بصدام حسين. واشار الرئيس الى انه في الوقت الحالي "لا نعرف كيف استخدمت هذه الاسلحة ولا متى استخدمت او من الذي استخدمها". واوضح اوباما "اذا اتخذنا قرارات دون ادلة قوية قد نجد انفسنا في وضع عدم القدرة على تعبئة المجتمع الدولي لدعم ما نقوم به" في اشارة مبطنة اخرى للعراق حيث كانت بريطانيا الوحيدة التي حذت في البداية حذو واشنطن. واضاف "قد نواجه ايضا اعتراضات من البعض في المنطقة من المتعاطفين مع المعارضة اذا تحركنا". ويجري اوباما منذ اسابيع مشاورات في واشنطن مع قادة دول في الشرق الاوسط وخاصة حلفائه الخليجيين. وكانت الولاياتالمتحدة اقرت الخميس الماضي للمرة الاولى بان نظام الاسد استخدم على الارجح اسلحة كيميائية في حربه ضد المعارضة المسلحة مشددا في الوقت نفسه على عدم وجود معلومات استخباراتيه كافية تؤكد ذلك. كما سبق لاوباما ان اعلن ان استخدام نظام دمشق للاسلحة الكيميائية "سيغير قواعد اللعب" دون ان يحدد ما سيعنيه ذلك بدقة. وتكتفي الولاياتالمتحدة حتى الان بتقديم مساعدات للمعارضة المسلحة لا تتضمن اسلحة قاتلة.