04-2013 (ا ف ب) - دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع عدد من نظرائه العرب خلال اجتماع في واشنطن الاثنين الى استئناف عملية السلام المجمدة بين اسرائيل والفلسطينيين منذ عامين ونصف العام عبر احياء مبادرة السلام العربية. وامضى كيري، بعدما انضم اليه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، طيلة فترة بعد الظهر في اجتماع مع وفد اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وقال الوزير الاميركي للصحافيين "لقد شددت على الدور البالغ الاهمية للجامعة العربية في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، ولا سيما عبر التأكيد مجددا على مبادرة السلام العربية" التي اطلقتها الرياض خلال قمة بيروت العربية في العام 2002. واضاف "لقد جددت التزام الولاياتالمتحدة انهاء النزاع استنادا الى رؤية الرئيس (باراك) أوباما: دولتان تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن وذلك عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين". واعلن كيري ايضا ان الجانب الاميركي اتفق مع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية على ان تصبح الاجتماعات بين الطرفين "دورية". من جهته قال رئيس الوزراء القطري ان "السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين هو خيار استراتيجي للدول العربية"، مشددا على وجوب ان يستند على "حل الدولتين على اساس خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967". وكان كيري قال في مستهل اللقاء "نحن جميعا هنا من اجل حوار في العمق يتناول عملية السلام في الشرق الاوسط وملفات اقليمية اخرى. اعتقد انه من المهم ان نتحدث بصراحة". من جهته اعرب رئيس الوزراء القطري عن امله في بداية اللقاء عن امله في ان يمهد هذا "الاجتماع الهام" الطريق الى "سلام شامل بين العرب والاسرائيليين" مرتكزه "اتفاق عادل بين الطرفين". وكانت لجنة مبادرة السلام العربية اعلنت عن هذا اللقاء قبل حوالى ثلاثة اسابيع. وعقد الاجتماع في واشنطن على بعد خطوات من البيت الابيض وقد ضم الوفد العربي اضافة الى رئيس الوزراء القطري والامين العام للجامعة العربية كلا من وزراء الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والمصري محمد عمرو والبحريني الشيخ خالد آل خليفة فضلا عن وزراء من كل من السعودية والاردن ولبنان. ورحب مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل ب"حماسة الجامعة العربية للعب دور بناء في البحث عن حل دائم في الشرق الاوسط". وعقد الوفد العربي اجتماعه مع الوزير الاميركي غداة اجتماع تشاوري للوفد في العاصمة الاميركية ترأسه رئيس الوزراء القطري وبحث خلاله المجتمعون "آخر مستجدات المبادرة العربية وجهود لجنة مبادرة السلام برئاسة دولة قطر، إضافة إلى استعراض آليات التنسيق وتكاتف الجهود لبلورة موقف عربي مشترك وموحد من عملية السلام المراد تفعيلها ودفعها من أجل التوصل إلى تسوية سلمية شاملة ودائمة للقضية الفلسطينية"، كما افادت وكالة الانباء القطرية الرسمية. وكان كيري اكد في مطلع نيسان/ابريل خلال زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية انه "من الممكن" التوصل الى اتفاق سلام يحترم "الحاجات الامنية لاسرائيل" ويلبي "التطلعات الى دولة" فلسطينية. على مستوى آخر طالب كيري نظيره البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وحكومة المنامة بالقيام بالمزيد من الخطوات لتعزيز حقوق الانسان في المملكة الخليجية الصغيرة التي تشهد منذ عامين موجة احتجاج تقودها المعارضة الشيعية، كما اعلنت وزارته. وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل ان كيري استقبل في واشنطن بعيدا عن الإعلام نظيره البحريني وكان ملف "حقوق الانسان محور جزء من محادثاتهما، وقد حض (كيري) خصوصا (البحرين) على القيام بخطوات اضافية. لقد قاموا بانجازات، ولكننا نريد منهم القيام بالمزيد منها". وهو ثاني لقاء بين الوزيرين في غضون اقل من شهرين. وكانت الخارجية الاميركية انتقدت بشدة حكومة البحرين في تقريرها السنوي للعام 2012 الذي يرصد وضع حقوق الانسان في كل دولة، حيث اعتبرت ان المشكلة الكبرى في هذه المملكة، التي تؤوي مقر الاسطول الاميركي الخامس، "هي عدم قدرة المواطنين على تغيير الحكومة بشكل سلمي، وتوقيف واعتقال المحتجين على اساس تهم غير واضحة، ما يؤدي في بعض الاحيان الى تعذيب خلال الاعتقال". واثار هذا التقرير استياء المنامة التي اتهمته ب"عدم الموضوعية والانحياز الكامل للفوضى التي يهدف لها الارهابيون في المنطقة". واضافت الحكومة البحرينية انها "اطلعت بكل استياء على تقرير الخارجية الاميركية الصادر في 19 نيسان/ابريل بشأن حقوق الانسان في البحرين، لما يحتويه من نصوص بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولما اتبعه من صيغة تعزز دور الارهاب والارهابيين الذين يستهدفون الأمن القومي البحريني". وتشهد البحرين وخصوصا القرى الشيعية القريبة من العاصمة منذ اكثر من سنتين حركة احتجاجات يقودها الشيعة ضد حكم ال خليفة السنية. وبحسب الرابطة الدولية لحقوق الانسان فان ما لا يقل عن 80 شخصا قتلوا منذ بداية الاحتجاجات.