04-2013 (ا ف ب) - سلمت لجنة من الخبراء الاثنين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الكتاب الابيض الجديد للدفاع الذي ينص على الغاء 10% من المراكز في الجيش حتى العام 2019، مكررا تأكيد طموحات فرنسا بأن تصبح "قوة اوروبية ذات اشعاع عالمي". وتشير هذه الوثيقة المتمحورة حول القيام بأفضل اداء بأقل كلفة، والتي كانت نتيجة مناقشات صعبة، الى التناقض بين مستوى المخاطر والتهديدات المرتفعة دائما والموارد المالية التي تزداد تقلصا. وكشف الدبلوماسي جان-ماري غيهينو الذي ترأس لجنة الكتاب الابيض الاثنين انه اذا كان على فرنسا ان تحتفظ "بحركيتها التكتيكية والاستراتيجية"، لا ينتظر منها احد ان تتدخل "في كل الامكنة". وقال في مقابلة مع صحيفة لوموند "في عالم يتسم بالانسيابية الشديدة، يتعين القيام بخيارات". واضاف ان "الاستعداد لكل الاحتمالات ليس امرا ملائما". وسيترجم خفض العناصر بعمليات الغاء جديدة لوحدات او قواعد عسكرية على الاراضي الوطنية. وفي 2008، وضع الرئيس نيكولا ساركوزي برنامجا لالغاء 45 الف مركز في الفترة من 2008 الى 2015. ويتابع الكتاب الابيض 2013 في الطريق نفسه. واحتفظ بعمليات خفض العناصر المقررة حتى 2015 (اي 10 الاف مركز) وسيتم الغاء 24 الف مركز اضافي في السنوات الاربع التالية. ولا يدخل الكتاب الابيض في تفاصيل الاقتطاعات. ويحدد المحاور الكبرى للسياسة الدفاعية، لكن قانون البرمجة العسكرية هو الذي سيترجمها في الخريف على صعيد الميزانية. وقال فرنسوا هولاند امام اعضاء لجنة الكتاب الابيض الذين استقبلهم في الاليزيه "ان كان هناك فكرة اساسية في ما اردنا القيام به عبر الكتاب الابيض، فهو تأمين افضل تدريب وافضل التجهيزات وافضل الاستخبارات الممكنة لجيوشنا، فهي تستحق ذلك". واشاد الرئيس "بالتدخل الناجح في مالي" الذي اضافه الى انجازات الجيوش، وحرص على الاشادة "بذكائها واحترافيتها وكفايتها". واعيد النظر بالعقد العملاني للجيوش بما بين 15 الى 20 الف رجل يمكن ارسالهم للقيام بعمليات خارجية، طبقا لنوع التدخل، في مقابل 30 الف رجل في الوقت الراهن. ولا تتخلى فرنسا في المقابل عن اي من طموحاتها الاستراتيجية وتؤكد عزمها على دعم صناعتها الدفاعية. واكدت الوثيقة على الاساسيات: الاحتفاظ بالردع النووي والمشاركة التامة لفرنسا في الحلف الاطلسي. وتنوي فرنسا ايضا ان تثبت مع شركائها "سياسة حسن الجوار الاوروبية" للوقاية من الازمات التي من شأنها التأثير على المقاربات الشرقية لاوروبا والفضاء المتوسطي او الافريقي الذي يوليه الكتاب الابيض اهتماما خاصا، فيما تتدخل فرنسا عسكريا منذ 11 كانون الثاني/يناير في مالي ضد المجموعات الاسلامية المسلحة. ومن الطروحات الجديدة يشكل الدفاع الالكتروني اولوية متزايدة للاستخبارات مع جهد خاص على صعيد الطائرات من دون طيار التي لم تكن موجودة في مالي. من جهة اخرى، وكما اعلن في 28 اذار/مارس، تمنى الرئيس هولاند الاستمرار في القيام بمجهود جوهري على صعيد الدفاع، مع 179,2 مليار يورو على ان يتم تأمينها بين 2014 و2019. وفي الفترة 2014-2025، يفترض ان ترتفع الاعتمادات الى 364 مليار يورو بالاجمال. وتشكل ميزانية الدفاع في الوقت الراهن حوالى 1,5% من اجمالي الناتج المحلي و11% من الميزانية العامة للدولة، وهي احد ابرز مراكز الانفاق مع التربية الوطنية. وتضم وزارة الدفاع حوالى280 الف شخص بين عسكري ومدني، منهم 130 الفا لجيش البر.