سلمت لجنة من الخبراء، الاثنين، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الكتاب الأبيض الجديد للدفاع، الذي ينص على إلغاء 10% من المراكز في الجيش حتى العام 2019، مكررا تأكيد طموحات فرنسا بأن تصبح "قوة أوروبية ذات إشعاع عالمي". وتشير هذه الوثيقة المتمحورة حول القيام بأفضل أداء بأقل كلفة، والتي كانت نتيجة مناقشات صعبة، إلى التناقض بين مستوى المخاطر والتهديدات المرتفعة دائما والموارد المالية التي تزداد تقلصا. وكشف الدبلوماسي جان-ماري غيهينو الذي ترأس لجنة الكتاب الأبيض، الاثنين، أنه إذا كان على فرنسا أن تحتفظ "بحركيتها التكتيكية والإستراتيجية"، لا ينتظر منها أحد أن تتدخل "في كل الأمكنة". وقال في مقابلة مع صحيفة لوموند "في عالم يتسم بالانسيابية الشديدة، يتعين القيام بخيارات". وأضاف أن "الاستعداد لكل الاحتمالات ليس أمرا ملائما". وسيترجم خفض العناصر بعمليات إلغاء جديدة لوحدات أو قواعد عسكرية على الأراضي الوطنية. وفي 2008، وضع الرئيس نيكولا ساركوزي برنامجا لإلغاء 45 ألف مركز في الفترة من 2008 إلى 2015. ويتابع الكتاب الأبيض 2013 في الطريق نفسه. واحتفظ بعمليات خفض العناصر المقررة حتى 2015 (أي 10 آلاف مركز) وسيتم إلغاء 24 ألف مركز إضافي في السنوات الأربع التالية. ولا يدخل الكتاب الأبيض في تفاصيل الاقتطاعات. ويحدد المحاور الكبرى للسياسة الدفاعية، لكن قانون البرمجة العسكرية هو الذي سيترجمها في الخريف على صعيد الميزانية. وقال فرنسوا هولاند، أمام أعضاء لجنة الكتاب الأبيض الذين استقبلهم في الإليزيه، "إن كانت هناك فكرة أساسية في ما أردنا القيام به عبر الكتاب الأبيض، فهي تأمين أفضل تدريب وأفضل التجهيزات وأفضل الاستخبارات الممكنة لجيوشنا، فهي تستحق ذلك". وأشاد الرئيس "بالتدخل الناجح في مالي" الذي أضافه إلى انجازات الجيوش، وحرص على الإشادة "بذكائها واحترافيتها وكفايتها". وأعيد النظر بالعقد العملاني للجيوش بما بين 15 إلى 20 ألف رجل يمكن إرسالهم للقيام بعمليات خارجية، طبقا لنوع التدخل، في مقابل 30 ألف رجل في الوقت الراهن. ولا تتخلى فرنسا في المقابل عن أي من طموحاتها الإستراتيجية، وتؤكد عزمها على دعم صناعتها الدفاعية. وأكدت الوثيقة على الأساسيات: الاحتفاظ بالردع النووي والمشاركة التامة لفرنسا في الحلف الأطلسي. وتنوي فرنسا ايضا أن تثبت مع شركائها "سياسة حسن الجوار الأوروبية" للوقاية من الأزمات التي من شأنها التأثير على المقاربات الشرقية لأوروبا والفضاء المتوسطي أو الإفريقي الذي يوليه الكتاب الأبيض اهتماما خاصا، فيما تتدخل فرنسا عسكريا منذ 11 يناير في مالي ضد المجموعات الإسلامية المسلحة. ومن الطروحات الجديدة يشكل الدفاع الإلكتروني أولوية متزايدة للاستخبارات مع جهد خاص على صعيد الطائرات من دون طيار التي لم تكن موجودة في مالي.