رام الله (الاراضي الفلسطينية) (ا ف ب) - اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس ان "امكانية حل الدولتين" الاسرائيلية والفلسطينية "ما زالت قائمة"، بدون ان يرسم الطريق للتوصل الى ذلك، وامتنع عن الدعوة الى تجميد الاستيطان الاسرائيلي. من جهة اخرى، دان الرئيس الاميركي اطلاق صاروخين على اسرائيل من قطاع غزة. وقال "رأينا (صباح) اليوم تهديد غزة بصواريخها. ندين هذا الانتهاك الكبير لوقف اطلاق النار الذي يحمي الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء". ويلمح اوباما بذلك الى اتفاق التهدئة الذي ابرم في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بين اسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة. وكان الرئيس الاميركي وصل الى مدينة رام الله في الضفة الغربية بمروحية حطت في مبنى المقاطعة الرسمي في الساعة 11,00 (9,00 تغ)، حيث استقبله عدد من القادة الفلسطينيين قبل بدء المحادثات التي استمرت حوالى الساعتين ونصف الساعة. وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع عباس "استنادا الى المحادثات التي اجريتها مع رئيس الوزراء (الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو والرئيس عباس، فان امكانية حل الدولتين ما زالت قائمة". من جهة اخرى، قال اوباما "لا نعتبر ان مواصلة الاستيطان بناءة او مناسبة او تدفع بطبيعتها قضية السلام قدما"، مشددا في الوقت نفسع على ان هذه المسألة يجب ان تحل خلال مفاوضات السلام وليس عبر تجميد للبناء كما يريد الفلسطينيون. وكشف مسؤول فلسطيني ان الرئيس عباس اكد لاوباما انه لا يمكن استئناف المفاوضات مع اسرائيل من دون تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني لفرانس برس "الرئيس عباس كان خلال لقائه مع الرئيس اوباما واضحا جدا حيث اكد له ان الاستيطان عقبة في طريق السلام وفي طريق استئناف المفاوضات وانه لا يمكن استئنافها دون تجميد الاستيطان". واضاف ان عباس "اكد لاوباما انه يجب ان توافق اسرائيل على مبدأ ومرجعية حدود عام 1967 باعتبارها اساس المفاوضات". وتابع ان الرئيس الفلسطيني قال ان "اوباما دعا الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وتساءل (عباس) كيف ستقوم هذه الدولة مع استمرار الاستيطان الذي يمنع اي افق او امكانية لقيام هذه الدولة". وقالت حركة المقاومة الاسلامية حماس ردا على تصريحات الرئيس الاميركي ان "المقاومة" هي الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية. واكد صلاح البردويل القيادي في حماس في بيان ان "خطاب اوباما في مؤتمره (الصحافي) برام الله كان خطابا انسانيا بدا فيه كمحلل سياسي فاشل يتملص من الاجابات الحاسمة". وتابع ان اوباما "لم يلتزم للفلسطينيين باي استحقاقات قطعها على نفسه سابقا وهي محاولة لاجبار السلطة على مفاوضات مباشرة ثنائية مع اسرائيل من دون اي مرجعيات". واوباما هو اكبر مسؤول يزور الاراضي الفلسطينية منذ حصول فلسطين على وضع دولة غير عضو في الامم المتحة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وفي الوقت نفسه، حاول نحو 150 متظاهرا يحتجون على زيارة اوباما الاقتراب من المجمع الرئاسي الذي فرضت اجراءات امنية مشددة حوله. وقبل وصول اوباما الى رام الله، انفجر صاروخان اطلقا من قطاع غزة في جنوب اسرائيل بدون ان يؤديا الى وقوع جرحى كما اعلنت اسرائيل. وقال طاهر النونو الناطق باسم اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة "ليست هناك اي علاقة بين المقاومة وهذه الصواريخ، اذا كان ذلك صحيحا وخصوصا في توقيتها وهدفها". واعلن مصدر فلسطيني مسؤول في معبر كرم ابو سالم جنوب قطاع غزة ان "اسرائيل اغلقت معبر كرم ابو سالم المعبر التجاري الوحيد بين قطاع غزة واسرائيل ردا على اطلاق الصواريخ". من جهته، اكد هنية انه لا يتوقع ان تحقق زيارة الرئيس الاميركي اي "اختراق" بل ان تسهم في تكريس "الاحتلال وتشريع الاستيطان". وقال هنية "لا نتوقع من زيارة اوباما اي اختراق يغير المعادلة السياسية على الارض ونحن لا نرى في السياسة الاميركية مساعدا لانهاء الاحتلال انما تكريسا للاحتلال وتشريعا للاستيطان والاستسلام تحت شعار السلام". وتظاهر عشرات الاطفال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ضد زيارة اوباما وتم احراق صور ودمية لاوباما وتم رشق صور الرئيس الاميركي بالاحذية.