أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم، أن "إمكانية حل الدولتين" الإسرائيلية والفلسطينية "ما زالت قائمة"، بدون أن يرسم الطريق للتوصل إلى ذلك، وامتنع عن الدعوة إلى تجميد الاستيطان الإسرائيلي. من جهة أخرى، دان الرئيس الأميركي إطلاق صاروخين على إسرائيل من قطاع غزة. وقال "رأينا صباح اليوم تهديد غزة بصواريخها. ندين هذا الانتهاك الكبير لوقف إطلاق النار الذي يحمي الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء". ويلمح أوباما بذلك إلى اتفاق التهدئة الذي أبرم في نهاية نوفمبر بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس "استنادا إلى المحادثات التي أجريتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس عباس، فإن إمكانية حل الدولتين ما زالت قائمة". من جهة أخرى، قال أوباما "لا نعتبر أن مواصلة الاستيطان بناءة أو مناسبة أو تدفع بطبيعتها قضية السلام قدما"، مشددا في الوقت نفسه على أن هذه المسألة يجب أن تحل خلال مفاوضات السلام وليس عبر تجميد للبناء كما يريد الفلسطينيون. وكشف مسؤول فلسطيني، أن الرئيس عباس أكد لأوباما أنه لا يمكن استئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. وقال نمر حماد، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني: "الرئيس عباس كان خلال لقائه مع الرئيس أوباما واضحا جدا، وأكد له أن الاستيطان عقبة في طريق السلام وفي طريق استئناف المفاوضات، وأنه لا يمكن استئنافها دون تجميد الاستيطان". وأضاف أن عباس "أكد لأوباما أنه يجب أن توافق إسرائيل على مبدأ ومرجعية حدود عام 1967 باعتبارها أساس المفاوضات". وتابع أن الرئيس الفلسطيني قال إن "أوباما دعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وتساءل (عباس) كيف ستقوم هذه الدولة مع استمرار الاستيطان الذي يمنع أي أفق أو إمكانية لقيام هذه الدولة". وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ردا على تصريحات الرئيس الأميركي إن "المقاومة" هي الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية. وأكد صلاح البردويل القيادي في "حماس" في بيان أن "خطاب أوباما في مؤتمره (الصحفي) برام الله كان خطابا إنسانيا بدا فيه كمحلل سياسي فاشل يتملص من الإجابات الحاسمة". وتابع أن أوباما "لم يلتزم للفلسطينيين بأي استحقاقات قطعها على نفسه سابقا وهي محاولة لإجبار السلطة على مفاوضات مباشرة ثنائية مع إسرائيل من دون أي مرجعيات".