كشف فيلم وثائقي عرض في مقر الاممالمتحدة في جنيف على الرغم من اعتراضات كولومبو ان الجيش السريلانكي ارتكب جرائم حرب عديدة خلال الاشهر الاخيرة من الحرب الاهلية التي استمرت عاما. ويقدم الفيلم الذي يتضمن رسوما بيانية وتسجيلات فيديو وصورا جاءت من متمردين سابقين في جبهة نمور تحرير ايلام تاميل ومدنيين والقوات السريلانكية المنتصرة، صورة مروعة للايام ال138 الاخيرة من النزاع الذي انتهى في ايار/مايو 2009. وقال معد الفيلم كالوم ماكراي الذي اختار له عنوان "منطقة آمنة: حقوق القتل في سريلانكا"، في مقر الاممالمتحدة في جنيف ان الفيلم يجب ان يعتبر "دليلا" على "جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية" التي ارتكبتها القوات الحكومية. واضاف ان "الحقيقة الواقعية تظهر". واحتج سفير سريلانكا في جنيف رافيناثا ارياسينا بشدة على عرض الفيلم خلال اجتماعات مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. وقال ان هذه الخطوة تشكل جزءا من "حملة منظمة" للتأثير على مناقشات المجلس بشأن بلده. وتدعو منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اللتان استضافتا عرض الفيلم، المجلس الى تبني قرار ينص على اجراء تحقيق دولي. وهما تؤكدان ان اللجنة السريلانكية لاستخلاص العبر والمصالحة عتمت على دور الجيش. ويكشف الفيلم مثلا ان "منطقة آمنة" اعلنت الحكومة اقامتها في كانون الثاني/يناير 2009 تحولت الى فخ علق فيه مئات الآلاف من المدنيين الذين تدفقوا عليها بحثا عن الامان. وقصفت المنطقة بعنف. وقد ظهرت في الفيلم جثث لرجال ونساء واطفال تغطيها الدماء. وكانت الاممالمتحدة قدرت بحوالى اربعين الفا عدد الذين قتلوا في الاشهر الاخيرة من الحرب، معظمهم في قصف عشوائي قام به الجيش السريلانكي. وتساءل بيتر ماكاي الذي يعمل في الاممالمتحدة وعلق في منطقة منع القصف هذه لاسبوعين، في الفيلم عن سبب اقامة الحكومة منطقة كهذه في مرمى مدفعيتها. واضاف "اما انهم لا يكترثون بتقل الناس في هذه المنطقة الآمنة واما انهم يستهدفونهم فعلا". وروى مع آخرين كيف استهدفت مراكز للاغاثة ومستشفيات ميدانية بعدما قام عاملون في الاممالمتحدة والصليب الاحمر الحكومة باحداثياتها في اجراء عملي يطبق دائما لحماية هذه المواقع من القصف. ويظهر الفيلم ان انكفاء متمردي نمور التاميل والمدنيين كان مروعا، من آباء يبحثون عن ابنائهم او عن جثثهم. لكن الصور التي قدمتها الحكومة قد تكون اكثر فظاعة. ومن هذه الوثائق فيديو لاحد قادة التاميل يجري استجوابه تليه صور لجثته التي بترت اطرافها ملقية على الرمال، ولقطات لاسرى عراة اعدموا بدم بارد وجثث لنساء عاريات تم قتلهن بعد استغلالهن جنسيا كما يبدو من التسجيل الذي تتخلله تعليقات غير لائقة لجنود. وتلي ذلك لقطات لجثة فتى في الثانية عشرة من العمر هو بالاشاندران نجل زعيم المتمردين التاميل فيلوبيلاي براباكاران، قد اصيب بخمس رصاصات في صدره. وشككت الحكومة السريلانكية في صحة التسجيلات. وقال ارياسينا الجمعة ان "مصدره مشكوك فيه". الا ان ماكراي اكد ان كل التسجيلات تم التدقيق فيها وتحليلها بعناية للتأكد من انها صحيحة. وقال "اؤكد ان كل هذه التسجيلات صحيحة". وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تبنى في اذار/مارس 2012 قرارا مدعوما من الولاياتالمتحدة يطلب من سريلانكا اجراء تحقيق جدي حول انتهاكات حقوق الانسان في النزاع. وقد رفضت السلطات السريلانكية هذا القرار متذرعة بانها بحاجة لوقت كي تتمكن من القيام بتحقيقها الخاص. واقرت سريلانكا في آب/اغسطس الماضي بمقتل عدد من المدنيين خلال الهجوم العسكري على المتمردين التاميل في 2009. وفي تقرير من 161 صفحة بعنوان "عملية انسانية، تحليل للوقائع" قالت وزارة الدفاع انها اعتمدت "سياسة تقضي بعدم سقوط ضحايا مدنيين" لكن امام خطورة العدو عجزت عن تطبيقها. وتقدر الاممالمتحدة بمئة الف عدد القتلى الذين سقطوا خلال الحرب الاهلية في سريلانكا بين 1972 و2009.