قال جون بريسكوت، نائب رئيس الوزراء في عهد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، إن احتلال العراق لا يمكن تبريره وقال بريسكوت لبرنامج هذا الأسبوع، الذي يبثه تلفزيون بي بي سي 1، إنه أيد الحرب على العراق لأنه اعتقد أن جورج بوش كان يمتلك خطة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف برسكوت، وهو الآن عضو في مجلس اللوردات البريطاني، إنه لن يبرّئ نفسه من الاحتلال لكنه يعتقد الآن أن الحرب على العراق كانت خاطئة. وفي هذ الأثناء كتب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى أعضاء الحكومة مطالبا إياهم بعدم مناقشة تبرير الحرب على العراق. يذكر أن الحرب على العراق قادتها الولاياتالمتحدة بالتحالف مع المملكة المتحدة وبلدان أخرى وبدات شرارتها في التاسع عشر من مارس/آذار 2003. وأضاف برسكوت أن رئيس الوزراء آنذاك، توني بلير، كان يسعى لإقناع الأمريكيين باتباع حل تقوده الأممالمتحدة في العراق. وقال برسكوت إن بلير أرسله إلى الولاياتالمتحدة للتحدث إلى نائب الرئيس ديك تشيني، وقد عاد ليخبر رئيس الوزراء بأن الأمريكيين عازمون على الذهاب إلى العراق حتى من دون البريطانيين، إنهم سيذهبون إلى العراق سواء كنت معهم أم لا، فهذا لا يهم، إنهم يستعدون (للذهاب إلى العراق) . وأضاف اللورد برسكوت: أقول لكم شيئا أقنعني (بالموافقة على الحرب) وهو أن بوش كان مستعدا لتبني خطة حول إسرائيل والمشكلة المتعلقة بفلسطين، وقد وعد بذلك. لقد كانت تلك الخطة شيئا مهما . واستطرد برسكوت قائلا لكن الخطة انهارت كما جرت العادة في السياسة الأمريكية لأن النفوذ المحلي كان عظيما . وقال إنه على الرغم من تلك العوامل فإن توني بلير قد حدث نفسه في نهاية المطاف: إنني وعدت بأن أقوم بهذا العمل وإنني سأقوم به، وهذا هي النتائج اليوم . وأضاف يجب أن أكون جزءا من ذلك العمل ولا يمكنني الآن أن أتبرأ منه. إنني أراجع أفكاري محاولا تبريره، إلا أنه لا يمكن تبريره كتدخل . وتذهب تصريحات اللورد برسكوت أبعد مما ذهب إليه عام 2009 في مقابلة مع صحيفة الغارديان حول اعتراضات له على الحرب. وتخالف آراء برسكوت ما صرح به توني بلير لبرنامج عشر سنوات الخاص الذي عرضته القناة الثانية لبي بي سي مساء الثلاثاء. فعندما سئل بلير حول قرار غزو العراق قال لو أننا لم نُطج بصدام من السلطة، فتخيلوا ما كان يمكن أن يحدث الآن لو أن الثورات العربية قد استمرت بوجود صدام، الذي هو ربما أسوأ من بشار الأسد في سوريا بعشرين مرة، إنه كان سيحاول قمع الانتفاضة في العراق. فكّروا بما كان يمكن أن تكون عليه النتائج لو أن ذلك النظام بقي في السلطة . وأضاف بلير: عندما تسألني هل تفكر بالخسائر البشرية منذ 2003، أقول بالطبع أفكر، فمن لا يفكر بها ليس إنسانا، ولكن فكِّروا بما كان يمكن أن يكون عليه الوضع لو أن صدام بقي في السلطة . وفي عام 2010، سئل بلير في تحقيق تشيلكوت حول حرب العراق إن كان الادعاء المثير للجدل في الملف المقدم عن العراق في سبتمبر/أيلول من عام 2002، من أن خطر أسلحة الدمار الشامل يمكن أن يطال بريطانيا خلال 45 دقيقة، فأجاب إن هذه المعلومة أعطيت أهمية أكبر لاحقا مما أخذته في حينها . وأصر بلير على أنه استنادا إلى الأدلة التي كانت متوفرة في ذلك الوقت فإن العراق كان مستمرا في تطوير قدراته التسلحية دون أدنى أشك . يذكر أن 179 عسكريا بريطانيا قد قتلوا في حرب العراق، 136 منهم قتلوا أثناء الواجب قبل أن ينسحب آخر بريطاني من العراق في أبريل من عام 2009. وتشير التقديرات المحافظة حول عدد العراقيين الذين قتلوا في الغزو والعنف الطائفي الذي تبعه بحوالي مئة ألف. وقد أكدت مصادر قريبة من وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ أنه كتب إلى الوزراء مذكرا بأن سياسة الحكومة هي عدم التعليق على تبرير الحرب عن العراق أو عدمه حتى تعلن نتائج تحقيق نشيلكوت . وقالت صحيفة الغارديان إن الرسالة أزعجت وزراء حزب الديمقراطيين الأحرار الذي يعتبر الحرب على العراق بأنها حرب غير شرعية شنها توني بلير . وقال السير جون تشيلكوت، الذي يشرف على التحقيق حول حرب العراق، إن التحقيق الذي يقوده، والذي تضمن جلسات علنية لمدة 18 شهرا بين الأعوام 2009 و2011 لن يُنشر قبل منتصف العام الجاري. وفي آخر المعلومات التي أعلنها السير جون في يوليو/تموز 2012، قال إن التحقيق قد حقق تقدما واسعا في كتابة تقريره النهائي الذي يعتقد أنه قد يصل إلى مليون كلمة وإنه غير مسبوق في نطاقه والقضايا المعقدة التي يتضمنها.