يامل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يقوم بزيارة عمل الى موسكو الخميس، في التوصل الى حل سياسي سريع للازمة السورية ويعول في ذلك على نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي ينوي ان يبحث معه ايضا في مسألة حقوق الانسان. وقال هولاند في بداية المحادثات في الكرملين ان العلاقة بين روسياوفرنسا "اساسية لاننا بلدان كبيران عضوان في مجلس الامن ويتحملان مسؤوليات لحل نزاعات عالمية". من جهته، صرح بوتين ان فرنسا "تبقى شريكا مميزا" لروسيا، مؤكدا ان العلاقات "جيدة جدا" والحوار السياسي "جيد جدا". لكن الاجواء تبدو فاترة في اللقاء في الكرملين حيث لم تلتق نظرات الرجلين خلال تحدث كل منهما الى الصحافيين حوالى عشر دقائق. وفي مقابلة مع اذاعة صدى موسكو حول الوضع في سوريا وحظر الاسلحة قال هولاند انه "سيناقش ذلك مع الرئيس الروسي (...) لنتمكن من التوصل الحل السياسي الذي يسمح باحتواء الوضع"، مشيرا الى ان النزاع السوري يودي بحياة العشرات كل يوم. واكد هولاند في تصريحات لتلفزيونات فرنسية في بداية زيارته الاولى الى روسيا كرئيس دولة "منذ ثمانية اشهر تدهورت الاوضاع في سوريا ولدينا اليوم، مع الرئيس بوتين، القناعة نفسها بضرورة الحث على الانتقال السياسي وتسريعه". وتابع "لدينا تمايز (في المواقف) لكن التعبير عنها يشكل جزءا من نوعية العلاقة بين فرنساوروسيا، وعلينا تسويتها نظرا للحاجة الى روسيا للتوصل الى حل سياسي منتظر منذ فترة طويلة" في سوريا. وقال الرئيس الفرنسي ان "الكثير يتوقف على موقف الرئيس بوتين" في اشارة الى تشديد روسيا، احدى اخر الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، على ضرورة قيام حوار بين السلطة والمعارضة. واكد هولاند مجددا ان فرنسا، كغيرها من الدول الغربية، تطالب برحيل الاسد، فيما تشدد روسيا على انه يعود للسوريين وحدهم ان يقرروا مصير بلادهم. واوقع النزاع الجاري في سوريا اكثر من سبعين الف قتيل في حوالى عامين بحسب ارقام الاممالمتحدة. وكانت روسيا، القوة الكبرى الوحيدة التي لا تزال تقيم علاقات وثيقة مع دمشق وتسلمها اسلحة عرقلت مع الصين حتى الان كل مشاريع القرارات في مجلس الامن الدولي التي تدين نظام الاسد. ويرافق هولاند في زيارته اربعة وزراء هم لوران فابيوس (الخارجية) ومانيول فالس (الداخلية) وارنو مونتبور (الانعاش الانتاجي) واوريلي فيليبيتي (ثقافة) الى جانب رفيقته فاليري تريرفايلر. وبعد زيارة مركز ابحاث تابع لايرباص في موسكو زار الرئيس الفرنسي ورفيقته متحف بوشكين. واكد هولاند في لقاء مع رجال اعمال نظمته غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الروسية في فندق كبير في موسكو ضرورة "زيادة الحضور في السوق الروسية وتصدير المزيد وانشاء وظائف وجذب رؤوس اموال روسية الى فرنسا". ويرافق الرئيس الفرنسي حوالى 15 رئيس شركة من بينها ايرباص واريان الفضائية واستريوم وال في ام اش وسانوفي واس ان سي اف وتاليس وتوتال. وتسعى فرنسا الى جذب استثمارات روسيا وسط نمو متعثر لاقتصادها على ما يكرر الرئيس الفرنسي. ويبلغ سقف الاستثمارت الروسية في فرنسا حاليا مليار يورو مقابل 12 مليارات للاستثمارات الفرنسية في روسيا. من جهة اخرى، قال هولاند "قد تكون لدينا ملاحظات حول مسائل حقوق الانسان او مبادئ الديموقراطية لكن لدينا في المقابل تعاون جيد جدا ثقافيا وعلميا ومستوى مرتفع جدا من التبادلات". وقبل عودته الى باريس في ختام زيارة العمل هذه التي تستغرق 24 ساعة في موسكو يعقد الرئيس الفرنسي اجتماعا مغلقا مع هيئات من "المجتمع المدني" الروسي في السفارة الفرنسية. وافادت منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية ان الكرملين مارس في العام الفائت اسوأ انواع القمع ضد المجتمع المدني "في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي".