باماكو (رويترز) - حاصرت القوات الفرنسية بلدة ديابالي في مالي يوم الخميس لتطوق المتمردين الاسلاميين الذين سيطروا عليها قبل ثلاثة ايام في حين تتشكل قوة تعدها دول غرب افريقيا. واحجمت القوات الفرنسية عن شن هجوم شامل على البلدة حيث تحصن المتمردون في منازل المدنيين. وقالت امرأة فرت من البلدة ليلا مع اطفالها الثلاثة "الاسلاميون ما زالوا في ديابالي. هناك الكثير جدا منهم. كلما سمعوا صوت طائرة تحلق فروا إلى المنازل وأفزعوا الناس." وبدأت فرنسا عملية عسكرية برية ضد تحالف من الجماعات الاسلامية يضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وجماعة انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا يوم الاربعاء بعد ستة ايام من الغارات الجوية. وامر الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند بالتدخل العسكري في مالي المستعمرة الفرنسية السابقة خشية أن يحول الاسلاميون الذين سيطروا على شمال مالي المنطقة الخاضعة لهم إلى "دولة ارهابية" قد تمثل خطرا خارج حدودها. وقال ان القوات الفرنسية ستبقى حتى عودة الاستقرار. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ان قوام القوة الفرنسية يبلغ نحو 1400 جندي وان عددها من المتوقع ان يرتفع إلى 2500. ومن المتوقع ان تصل قوة من 900 جندي نيجيري إلى باماكو عاصمة مالي يوم الخميس في اول موجة من قوة افريقية مكونة من 2000 جندي تقاتل إلى جوار القوة الفرنسية. وقال شهود عيان ان رتلا من العربات المدرعة وشاحنات الوقود وسيارات الاسعاف ونحو 200 جندي من النيجر -الجارة الشرقية لمالي- قد تمركزت على الحدود. وحصل التجمع الاقتصادي لدول غرب افريقيا (ايكواس) على تفويض الاممالمتحدة بتشكيل قوة افريقية في ديسمبر كانون الاول لكن تقدما قام به الاسلاميون هذا الشهر وما اعقبه من تدخل فرنسي عجل بنشر القوات الافريقية قبل الموعد المقرر. ووعدت ثماني دول بغرب افريقيا على الاقل من بينها تشاد وتوجو ونيجيريا بارسال قوات إلى مالي. وقال مسؤول بالحكومة الفرنسية "شهدنا خلال الايام القليلة الماضية عددا من قوات العمليات يصلون إلى اراضي مالي. نحن نعجل بالعملية وهي خطة الاممالمتحدة لكن في وقت مبكر اكثر بكثير مما كان مرتبا." وبدأت الأزمة الأخيرة في مالي بانقلاب عسكري في باماكو في مارس آذار الماضي انهى فترة من الحكم الديمقراطي المستقر. وفي الاضطرابات التي تلت الانقلاب سيطرت قوات الاسلاميين على مساحات واسعة من الأراضي في الشمال وفرضوا الشريعة الاسلامية في تكرار لصورة افغانستان في ظل حكم طالبان. ويقول خبراء عسكريون إن أي تأخر في شن عملية برية بعد الغارات الجوية على قواعد الإسلاميين هذا الأسبوع قد يتيح للمقاتلين الانسحاب إلى الصحراء وإعادة تنظيم صفوفهم وشن هجوم مضاد. وديابالي بلدة يعيش فيها نحو 35 الف نسمة وتقع على بعد نحو 360 كيلومترا من باماكو وبالقرب من الحدود مع موريتانيا حيث توجد قواعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. واكد متحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا تعرض مواقع الحركة لاطلاق نار لكنه قال ان القوات الفرنسية لم تدخل البلدة نفسها. وقال سالف اويدراجو رئيس بلدية ديابالي الذي فر يوم الاربعاء لاذاعة مالي "كان هناك قتلى من جانب الجهاديين. ودفنوا موتاهم امس." في الوقت نفسه دفع جيش مالي بتعزيزات إلى بلدة بالقرب من العاصمة باماكو يوم الخميس بعد رصد مقاتلين اسلاميين بالقرب من الحدود مع موريتانيا. وقال مصدر عسكري مالي رفيع لرويترز ان بلدة "بانامبا في حالة تأهب. وقد ارسلت التعزيزات. ومن المتوقع ان تصل القوات النيجيرية إلى باماكو اليوم ومن الممكن نشرها هناك لتأمين المنطقة." وتحدث احد سكان بانامبا التي تقع على بعد 140 كيلومترا من العاصمة عن وصول قوات بعد ان شوهد متمردون اسلاميون في منطقة بورون الحدودية. وفي ظل التحديات الهائلة التي تواجهها الدول الافريقية في الامداد والنقل والادارة وعدت المانيا بتقديم طائرتي نقل عسكريتين من طراز ترانسال للمساعدة في نقل القوات الافريقية إلى مالي. وقدمت بريطانيا طائرتي نقل عسكريتين من طراز سي-17 لنقل المدرعات الفرنسية والمساعدات الطبية. وتدرس الولاياتالمتحدة تقديم دعم يتعلق بالامداد والتموين والاستطلاع لكنها استبعدت ارسال قوات امريكية. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)