كابول (رويترز) - قال نواب أفغان يوم الاربعاء ان كارثة وحربا أهلية ستقع اذا مضت واشنطن قدما في تنفيذ اقتراح بسحب كل قواتها من البلاد بعد عام 2014. وقال البيت الابيض قبل يوم انه يبحث ما يطلق عليه "الخيار صفر" الذي يتضمن انسحابا كاملا رغم توصيات في وقت سابق من قائد القوات الغربية في افغانستان بالاحتفاظ بجنود هناك لمساعدة الحكومة. ومن المرجح ان يهيمن هذا الخيار ورد الفعل الغاضب من جانب مسؤولين افغان على محادثات بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الافغاني حامد كرزاي في واشنطن يوم الجمعة. ويخيم التوتر أصلا على الاجتماع نظرا للتوترات المستمرة في علاقات البلدين بشأن الحرب. وقال نعيم لالاي النائب البارز من اقليم قندهار مهد حركة طالبان "إذا سحب الامريكيون كل قواتهم بدون خطة فان الحرب الاهلية التي دارت رحاها في التسعينات ستتكرر." وقال لرويترز "الانسحاب الكامل سيمهد الطريق لطالبان للسيطرة عسكريا." وعندما انسحب السوفيت من أفغانستان في عام 1989 بعد حرب استمرت عقدا من الزمن نضبت المساعدات المالية وانهارت الحكومةالشيوعية الافغانية مما ادى الى اقتتال داخلي بين امراء الحرب. ومهدت الحرب الاهلية الطريق امام صعود طالبان الى السلطة. وللولايات المتحدة نحو 68 الف جندي هناك ويتوقع ان يتراجع هذا العدد بشدة في 31 ديسمبر كانون الاول 2014 وهو الموعد الرسمي النهائي للمهمة القتالية التي يقودها حلف شمال الاطلسي في البلاد. ويسابق حلف الاطلسي وشركاؤه الزمن لتدريب قوات أمن أفغانية يصل قوامها الى 350 الف جندي وان كانت ستبقى تساؤلات بشأن كيف ستتمكن من التعامل مع المتمردين في مواجهة أعمال عنف تزداد شدتها. ويتوقع كثير من المسؤولين الافغان بقاء بعض القوات الامريكية. وقال ميرويس ياسيني العضو النافد في البرلمان الافغاني "اذا غادرت القوات الامريكيةافغانستان دون تدريب قوات الامن الافغانية بطريقة مناسبة وتزويدها بالمعدات فانها ستكون كارثة." وقالت عضوة البرلمان شكرية باريكزاي ان الانسحاب الكامل بعد عام 2014 سيكون معناه ان الولاياتالمتحدة "قبلت الهزيمة". وقالت طالبان انها مازالت تبحث ان كانت سترد على بيان البيت الابيض عندما اتصلت بها رويترز يوم الاربعاء. وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد "هذا محض تكهنات ولن نعلق في الوقت الراهن." وجددت الحركة يوم السبت الماضي دعوتها لانسحاب فوري للقوات الاجنبية من أفغانستان. وقال نائب مستشار الامن القومي الامريكي بن رودس ان الانسحاب الكامل "خيار سنبحثه" يوم الثلاثاء. وأوضح انه ليس من المتوقع اتخاذ قرار بشأن حجم القوات بعد 2014 قبل عدة اشهر وانه سيتخذ استنادا الى هدفين امنيين امريكيين في افغانستان هما حرمان القاعدة من ملاذ امن وضمان تدريب وتجهيز القوات الافغانية حتى تتمكن هي لا القوات الاجنبية من تأمين البلاد. وقال مسؤولون في واشنطن في تصريحات غير رسمية ان البيت الابيض يسعى الى وجود بعد عام 2014 لقوات يتراوح قوامها بين 3000 و9000 جندي وهو ما يقل كثيرا عن قوات تتراوح بين 6000 و15000 جندي طبقا لما ذكره الجنرال الامريكي جون الين. من حامد شاليزي