واشنطن/اسلام اباد (رويترز) - يبحث الرئيس الامريكي باراك أوباما مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في اجتماعهما يوم الجمعة القادم قضايا متعلقة بالحرب منها حجم القوات الامريكية في البلاد مستقبلا والجيش الافغاني لكن قضايا السلام قد تكون الاكثر حساسية في جدول محادثاتهما المشحون. وبعد نحو عشرة أشهر من الجهود غير المجدية دبت علامات الحياة في جهود مصالحة مترددة يشارك فيها مقاتلو طالبان وحكومة كرزاي والفصائل الافغانية الكبرى مما أحيا الامال في التوصل الى نهاية للحرب المستمرة منذ عقود من خلال التفاوض. وقال مسؤولون باكستانيون وأفغان انه في الاونة الاخيرة أبدت باكستان استعدادها لتغيير سياستها من اجل دعم الاستقرار في جارتها مع انسحاب معظم القوات الامريكية القتالية من أفغانستان. ولطالما اتهم مسؤولون أمريكيون وأفغان باكستان بمساندة المتمردين والتدخل في شؤون أفغانستان. وفي تطور آخر ينطوي على أهمية محتملة التقى ممثلو طالبان الشهر الماضي خارج العاصمة الفرنسية باريس مع أعضاء في مجلس السلام الافغاني الاعلى رغم ان ذلك لا يعد لقاء مباشرا مع اعضاء حكومة كرزاي وهو ما ترفضه طالبان منذ فترة طويلة. وقال مسؤولون امريكيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان هذه التطورات مبشرة لكن لا تزال هناك تحديات في طريق فتح باب التفاوض ناهيك عن التوصل الى اتفاق بشأن المستقبل السياسي للبلاد التي عصفت بها الحرب. وارتفعت من قبل الامال في محادثات السلام الافغانية لتنهار من جديد. وفي مارس آذار الماضي علقت طالبان مناقشات استمرت شهورا مع واشنطن كانت تهدف الى دفع المتمردين وحكومة كرزاي الى طاولة محادثات السلام. ومن المتوقع ان يحث أوباما الرئيس الافغاني على مباركة الافتتاح الرسمي للمكتب السياسي لطالبان في دولة قطر كوسيلة للإسراع من عملية بدء المحادثات بين الافغان. ولم يكن كرزاي متحمسا للفكرة خوفا فيما يبدو من تهميش حكومته في اي مفاوضات. وقال البيت البيض في بيان إن من المقرر ان يستقبل أوباما الرئيس الافغاني يوم الجمعة. وسيأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة تحديد جدول زمني لسحب قواتها من افغانستان بعد مضي أكثر من عشرة أعوام من الحرب. وفي عام 2014 من المقرر ان يتولي الجيش والشرطة الافغانية المسؤولية عن الأمن في البلاد مع انسحاب القوات القتالية الأمريكية. وتحاول الدولتان ابرام اتفاق بشأن طبيعة وجود أي قوات أمريكية بعد 2014. وقال البيت الابيض في بيانه "يتطلع الرئيس أوباما إلى استقبال الوفد الأفغاني في واشنطن ومناقشة رؤيتنا المشتركة لشراكة دائمة بين الولاياتالمتحدةوافغانستان." ويأتي اجتماع كرزاي مع أوباما في ختام زيارة لواشنطن تستمر ثلاثة ايام ويعتبر من أهم اللقاءات بين الزعيمين في الوقت الذي يدرس فيه البيت الابيض الجدول الزمني لسحب معظم القوات الامريكية الموجودة في أفغانستان وقوامها نحو 66 ألف جندي وحجم القوة المتبقية التي ستنسحب بعد عام 2014 . ويبدو أوباما الذي على وشك ان يبدأ فترة رئاسته الثانية عازما على انهاء التدخل العسكري الامريكي في أفغانستان. وأمس الاثنين أعلن ترشيح السناتور تشاك هاجل لمنصب وزير الدفاع. ومن المرجح ان يفضل الوزير الجديد سحب أعداد كبيرة من القوات الامريكية من أفغانستان. وتنطوي القضايا الاخرى في جدول محادثات أوباما وكرزاي على خلافات محتملة بشأن حجم الجيش الافغاني مستقبلا ونزاع حول السيطرة على أكبر مركز احتجاز في أفغانستان ومستقبل المساعدات الدولية بعد عام 2014 . ومن غير المتوقع الاعلان بشكل نهائي خلال زيارة كرزاي لواشنطن عن حجم القوات الامريكية التي ستبقى في أفغانستان بعد عام 2014 ويعقد من المسألة اصرار واشنطن على تمتع الجنود الامريكيين الباقين في أفغانستان بحصانة من القضاء. وأوصى الجنرال جون الين وهو أعلى قائد امريكي وفي حلف الاطلسي في أفغانستان بالاحتفاظ بما يتراوح بين 6000 و15 ألف جندي امريكي في أفغانستان بعد عام 2014 لكن البيت الابيض يفكر في ان يترك 3000 جندي فقط. وقال مسؤول امريكي طلب عدم الكشف عن هويته ان البيت الابيض طلب وضع خيارات للاحتفاظ بما يتراوح بين 3000 و9000 جندي امريكي في أفغانستان. وبعد أكثر من عام من الاحباطات يتشكك مسؤولون في ادارة أوباما في امكانية دفع حركة طالبان الى محادثات السلام مشيرين الى ما يبدو انقساما عميقا داخل الحركة بين معتدلين يفضلون الدخول في العملية السياسية ومتشددين عازمين على طرد قوات حلف الاطلسي وحكومة كرزاي. وقال موقع ديلي بيست ان طيب أغا كبير مفاوضي طالبان الذي تعتبره ادارة أوباما محاورا يعتد به عرض الاستقالة الشهر الماضي بعد ان أصابه اليأس فيما يبدو. ولم يلتق مبعوثو طالبان رسميا بعد مع حكومة كرزاي ويطالب المتمردون بإعادة كتابة الدستور الافغاني. وقال مسؤولون أفغان يوم الثلاثاء إن رجلا يرتدي زي الجيش الأفغاني قتل بالرصاص جنديا من القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان حيث ترابط قوات أغلبها بريطانية وأمريكية. وقتل ما لا يقل عن 63 من القوات التي يقودها حلف الأطلسي في 47 هجوما من داخل قوات الأمن في شتى انحاء أفغانستان العام الماضي وهو رقم يزيد كثيرا عن الأعوام السابقة الأمر الذي يضعف الثقة بين الجنود الأفغان ونظرائهم الأجانب مع استعداد التحالف لسحب معظم قواته بنهاية عام 2014. وقال مسؤولو الشرطة لرويترز انه في احدث هجوم الذي وقع في منطقة جيريشك باقليم هلمند مساء الاثنين قتل جندي بريطاني وأصيب ستة جنود بريطانيين آخرين بجراح. وأكدت قوة المعاونة الأمنية الدولية لحلف الاطلسي (إيساف) في بيان ان أحد أفرادها قتل برصاص رجل يرتدي زي الجيش الافغاني لكنها لم تكشف عن جنسية الجندي القتيل. من وارين ستروبل ومهرين زهرة مالك