قالت الاممالمتحدة وسكان يوم الخميس ان مئات المدنيين طلبوا اللجوء إلى مقر المنظمة الدولية بجنوب السودان هربا من اطلاق نار واشتباكات بين الشرطة وشبان مسلحين. وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان العام الماضي لكن حكومة جوبا تواجه صعوبات في فرض سيطرتها على بلد مساحته كبيرة غارق في السلاح بعد عقود من الحرب الاهلية مع الشمال. وقالت الاممالمتحدة ان جيش جنوب السودان قتل الاسبوع الماضي تسعة اشخاص على الاقل في مدينة واو الشمالية كانوا يحتجون على نقل مقر مجلس محلي. وقال شهود عيان ان اشتباكات جديدة اندلعت يوم الاربعاء بين الشرطة وسكان. ولم تتضح التفاصيل لكن بعض السكان قالوا ان الاحتجاج بدأ بعد العثور على جثث ستة من ابناء قبائل الدينكا. وقال شهود عيان ان شبانا مسلحين من الدينكا اشعلوا النار في عدد من البنايات في واو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال. وقال سكان ان الشرطةاستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بينما كانت اصوات اطلاق النار واضحة. وقال احد الشهود "بعض الشبان بدأوا في اطلاق النار. تدخلت الشرطة وبدأت في تبادل اطلاق النار معهم." وقال قويدر زروق المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان ان مئات من المدنيين اكثرهم من النساء والاطفال طلبوا اللجوء إلى مقر الاممالمتحدة في واو. وقال "انهم تحت حماية البعثة." بينما قال جيمس دينج ديمو الصحفي في واو ان مئات من رجال الشرطة ينظمون دوريات في الشوارع يوم الخميس بعد وصول تعزيزات من العاصمة جوبا جوا. ويغادر عديد من السكان المدينة. وقال "انهم يتجهون إلى المناطق الريفية يخشون ان يتكرر الامر. وأرى من حيث أقف اشخاصا يحملون امتعة كالحشايا والأسرة والحقائب." ولم تدل السلطات بتعليق فوري لكن الحكومة تنوي عقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق يوم الخميس. وتتهم منظمات حقوق الانسان دائما الجيش والشرطة - وهما من المتمردين السابقين - بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. ويتعرض جنوب السودان لأزمة اقتصادية طاحنة بعد توقف صادراته النفطية التي تساهم بنسبة 98 في المئة من دخل الدولة في يناير كانون الثاني بسبب خلاف مع السودان بشأن رسوم مرور النفط عبر أراضيه. وقتل نحو مليوني شخص في الحرب الاهلية السودانية بين الشمال والجنوب التي دارت بسبب العرق والدين والنفط والأيديولوجيا. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)