غزة (رويترز) - شارك الآلاف من أبناء غزة في تجمع حاشد نظم بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حركة حماس يوم السبت رغم الرياح والأمطار والبرد معبرين لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل عن رغبتهم في بقائه زعيما لها. وكان مشعل - الذي يقوم بأول زيارة إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس - قال عدة مرات إنه يريد التنحي عن منصبه بعد ثمانية أعوام من قيادة الحركة. ولم يتطرق مشعل إلى مستقبله في كلمته التي استمرت ساعة غير أن حشود الأنصار الذي رفع الكثيرون منهم علم حماس الأخضر أصرت على ضرورة استمرار مشعل في تولي قيادة الحركة في الوقت الذي يرون فيه صعود نجمها. وقال صالح سهيل (44 عاما) في مكان الاحتفال يوم السبت "مشعل هو الزعيم الطبيعي لحماس ويجب أن يبقى كذلك إذا أردنا تحرير فلسطين." وتجري حماس - التي خاضعت حربا استمرت ثمانية أيام مع إسرائيل في الآونة الأخيرة - اقتراعا سريا منذ أشهر لاختيار زعيم الحركة. غير أن توقع ظهور نتيجة للاقتراع أثناء زيارة مشعل تبدو لا اساس لها. وقال مصدر بارز من حماس لرويترز يوم السبت إن الحركة لم تستكمل انتخاباتها الداخلية بعد وليس هناك شيء جديد في هذا الصدد. وخرج مشعل عبر أبواب نموذج لصاروخ ضخم على المسرح المقام أمام التجمع ملوحا بذراعيه ومشيرا بعلامة النصر في الوقت الذي أطلقت فيه الحشود صيحات التأييد بمجرد ظهور زعيمهم الذي قضى فترة طويلة في المنفى. وقال أحمد شاهين (60 عاما) الذي يجلس مع أطفاله قرب الصف الأول للجماهير "كلنا نريد بقاء مشعل في منصبه." ورغم أن مشعل قضى معظم شبابه بعيدا عن الأراضي الفلسطينية إلا أن حرية تنقله في باقي المنطقة مكنته من إقامة مجموعة من العلاقات عززت وضعه على رأس حركة حماس. وبعد أن اصطف في المعسكر السوري الإيراني في السابق عمل مشعل بشكل أوثق مع قطر ومصر في الآونة الأخيرة مبديا جدارته بزعامة حماس عندما قاد مفاوضات في القاهرة الشهر الماضي أثمرت عن التوصل لاتفاق التهدئة مع إسرائيل. وبعد انتهاء القتال يخضع مشعل الآن لضغوط لتجاوز حدود حماس والتوصل لاتفاق وحدة مع الفصيل الفلسطيني الرئيسي الآخر وهو حركة فتح التي طردت من غزة في حرب أهلية عام 2007 ولكنها لا تزال تحكم الضفة الغربية. وقال أحمد جمال الدلو الذي فقد عشرة من أقاربه في هجوم إسرائيلي على منزله "أتمنى أن تتغلب حماس على نشوتها بعد الحرب وتوافق على العمل الحقيقي مع فتح والفصائل الأخرى". (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)