اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس خلافها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول مشاريع التوسيع الاستيطانية في القدسالشرقية والضفة الغربية لكنهما شددا على متانة العلاقات بين البلدين. وقد التقت ميركل في برلين نتانياهو الذي يقوم بزيارة يطغى عليها الجدل الذي اثارته مشاريع الاستيطان الاسرائيلية الجديدة، الخميس مع اعضاء من حكومته بعد عشاء جمعهما مساء الاربعاء. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتانياهو ان المانيا وعلى غرار دول غربية اخرى تامل في ان تعدل اسرائيل عن خططها لبناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية جديدة في منطقة حساسة في الاراضي الفلسطينية. وقالت "بشأن المستوطنات نحن متفقون على القول اننا لسنا متفقين". الا انها اوضحت انها توصية من بلد صديق. وقالت ان "اسرائيل تتخذ قراراتها بنفسها ولا يمكننا سوى تقديم توصية". ورد نتانياهو بالقول ان سياسة الاستيطان لا تشكل تغييرا جذريا وانه يواصل السياسات التي اعتمدتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة. وقال نتانياهو "لم اغير سياسة، انها سياسة قديمة". وكان نتانياهو واجه انتقادات دولية حادة لمشاريع توسيع مستوطنات يهودية في الاراضي الفلسطينية. وقال "اعتقد ان جذور المشكلة ليست المستوطنات. آمل ان نبدأ حوارا حول تعايش متبادل وسلام متبادل مع جزء من الفلسطينيين على الاقل". واكد نتانياهو ان اسرائيل تبقى ملتزمة بالوصول الى حل الدولتين مع الفلسطينيين. واوضح ان "اسرائيل تبقى ملتزمة بالكامل بالوصول الى سلام مع الفلسطينيين على اساس مبادىء دولتين لشعبين". وقال "لم اعدل عن ذلك، نحن لا نتخلى بهذه السرعة عن اي شيء". من جهتها، ذكرت ميركل بنقطة ثابتة في السياسة الالمانية مؤكدة ان امن اسرائيل "جزء من مصلحتها العليا". واضافت انها بحثت مع نتانياهو في "طريقة تحسينه". وتابعت "نعتقد ان الجهود لحل يسير باتجاه الدولتين -- واحدة عبرية والثانية فلسطينية -- يجب ان تتواصل"، داعية الى العودة الى طاولة المفاوضات. وخلال المؤتمر الصحافي الخميس شكر نتانياهو المانيا وميركل شخصيا على الدعم الثابت لامن اسرائيل. وكانت المانيا التي تعتبر احد اقرب حلفاء الدولة العبرية في اوروبا، انتقدت في الاونة الاخيرة مشاريع البناء هذه المثيرة للجدل التي قررها نتانياهو. ودعا وزير التنمية الالماني ديرك نيبل صباح الخميس اسرائيل والفلسطينيين الى التعقل وذلك في مقابلة مع التلفزيون الالماني العام "ايه ار دي". واعتبر انه كان على كل من الطرفين الا يقوم "بخطوات احادية الجانب". وتطرق من جهة الى الطلب الفلسطيني للحصول على صفة دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة الذي جاء "في وقت غير مناسب" حيث امتنعت المانيا عن التصويت، ومن جهة اخرى الى مشاريع توسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية. وكان الناطق باسم الحكومة الالمانية شتيفن سايبيرت وصف في الاونة الاخيرة هذه المشاريع بانها "اشارة سيئة". وبعد ظهر الاربعاء اعلن الاتحاد الاوروبي قراره استدعاء سفير اسرائيل للتعبير عن "قلقه" ازاء هذه المسالة. كما ان فرنسا وبريطانيا واسبانيا والدنمارك والسويد واستراليا ومصر استدعت جميعها السفراء الاسرائيليين المعتمدين لديها للاحتجاج على خطط الاستيطان التي انتقدتها روسيا واليابان ايضا. وشدد نيبل في المقابلة صباح الخميس على الدور المهم الذي تلعبه المانيا في النزاع الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال "اعتقد ان الطرفين يصغيان لرأينا لانهما ينظران الينا بصفة شريك عادل". والسبت الماضي اكدت ميركل تمسك المانيا بامن اسرائيل مشددة على انها "ستدعم على الدوام" الدولة العبرية. وقد وصل نتانياهو الى المانيا قادما من براغ حيث شكر قادة الجمهورية التشيكية، الدولة الوحيدة من اعضاء الاتحاد الاوروبي التي صوتت ضد منح فلسطين صفة دولة مراقب، على موقفهم. وقال نتانياهو "باسم شعب اسرائيل اود ان اعرب عن شكري العميق على الموقف الواضح (للجمهورية التشيكية) في اثناء التصويت في الاممالمتحدة". في المقابل، عبر نتانياهو عن خيبة امله من امتناع المانيا عن التصويت على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة، وذلك في مقابلة مع صحيفة دي فيلت نشرت قبيل زيارته الى برلين. وقال نتانياهو "لن اكون صريحا ان لم اقل اني اصبت بخيبة امل بسبب خيار تصويت المانيا في الاممالمتحدة، على غرار الكثيرين في اسرائيل". واضاف "اعتقد ان المستشارة (انغيلا) ميركل اعتبرت ان هذا الخيار سيخدم السلام بطريقة او باخرى، لكن العكس هو الذي حصل بالفعل". وهذا القرار لم يؤد الا الى "تشجيع الفلسطينيين على تشديد موقفهم والى عدم الالتزام بالمفاوضات" كما قال. ويرافق نتانياهو عدة وزراء اسرائيليين وخصوصا وزير الدفاع ايهود باراك ووزير المالية يوفال شتاينيتز في هذه الزيارة، لكن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الغى الزيارة. وتواكب هذه المحادثات الرابعة بين البلدين اجراءات امنية شديدة. وسيحضر نتانياهو ايضا حفل احياء ذكرى ترحيل عشرات الاف اليهود في محطة برلين-غرونفالد خلال الحرب العالمية الثانية.