عاد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز السبت الى نواكشوط بعد غياب دام اربعين يوما امضاها في فرنسا للعلاج والنقاهة على اثر اصابته بطلق ناري اطلقها "خطأ" جندي قرب نواكشوط. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الطائرة الخاصة التي اقلت ولد عبد العزيز الى بلاده حطت عند الساعة 17,00 تغ من السبت في مطار نواكشوط. وحيا الرئيس الذي بدا في صحة جيدة، الشخصيات التي قدمت لاستقباله وبينهم كبار مسؤولي النظام واعضاء السلك الدبلوماسي. وتجمع حشد هائل على طول الطريق الذي يمتد ثلاثة كيلومترات من المطار الى القصر الرئاسي. ورفع المشاركون اعلام موريتانيا وصورا مزينة للرئيس. وحيا ولد عبد العزيز الذي كان على متن سيارة مكشوفة، الحشد بيده. ولم يدل باي تصريح عند وصوله. وكان ولد عبد العزيز ادخل المستشفى في باريس في 14 تشرين الاول/اكتوبر غداة اصابته برصاصة "بالخطأ" في نواكشوط، بحسب الرواية الرسمية التي افادت ان جنديا من الجيش الموريتاني كان يقوم بدورية على بعد اربعين كيلومترا عن العاصمة، اطلق النار. ونقل ولد عبد العزيز الى مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري في ضاحية باريس. وغادر المستشفى بعد عشرة ايام لكنه بقي في فرنسا حتى اليوم. وكان مسؤولون في المعارضة شككوا في صحة الرواية الرسمية لحادث اطلاق النار. وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر، عرض جندي موريتاني على التلفزيون قدم على انه مرتكب الحادث العرضي، ليؤكد حسن نيته. واكد ولد عبد العزيز بنفسه لشبكة التلفزيون فرانس-24 ان "ملابسات (الحادث) واضحة جدا ولا جدال في ذلك". ووصف اي تفسير آخر بانه "محض خيال". من جهة اخرى، وفي مقابلة نشرتها صحيفة لوموند لعدد الاحد الاثنين، قال الرئيس الموريتاني انه لا يرى "اي مؤشر على ضعف النظام"، وذلك بينما تقول المعارضة ان "النظام يعيش آخر لحظات احتضاره". وقال عبد العزيز "انا مستمر في التصرف الكامل وادارة البلاد من على بعد آلاف الكيلومترات (..) ليست لدي اللياقة ذاتها التي كانت قبل الحادث لكني احتفظ بكافة امكاناتي البدنية والعقلية وانا من يقود" البلاد. وكان آلاف الاشخاص تظاهروا الاربعاء في نواكشوط. وقال الرئيس السابق اعل ولد محمد فال (2006-2007) اثناء اجتماع نظمته تنسيقية المعارضة الديموقراطية (عشرة احزاب) "النظام يعيش آخر لحظات احتضاره وسننظم بلا تاخير صلاة على جنازته". واضاف ولد عبد العزيز الجنرال السابق الذي وصل الى الحكم في انقلاب 2008 وتم انتخابه في 2009، "العسكريون لديهم اشياء اخرى يقومون بها، وهم واعون لدورهم حاليا. لم اشعر في اي لحظة بمخاوف رغم الشائعات". وتابع "ساستأنف عملي وساترأس بالتاكيد اجتماعا لمجلس الوزراء، وبما اننا عشية يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر (تاريخ الاستقلال) فسيكون امامي العديد من التدشينات". من جهة اخرى، اعلن ولد عبد العزيز في المقابلة مع الصحيفة الفرنسية ان موريتانيا "ليست مستعدة" لخوض "حرب" في مالي مشككا في مباحثات محتملة مع جماعة انصار الدين احدى المجموعات الاسلامية التي تحتل شمال مالي. وقال "لسنا مستعدين لخوض حرب" في مالي التي تتقاسم مع موريتانيا حدودا مشتركة يبلغ طولها 2400 كلم. واضاف ان "الشعب لا يرغب فعليا" في تدخل عسكري في شمال مالي باشراف مجموعة دول غرب افريقيا التي لا تنتمي اليها موريتانيا. وتابع عبد العزيز "لهذا السبب لا ننصح بان تكون هناك حرب مفتوحة قبل استنفاد كافة الوسائل الاخرى". واوضح ان الحرب "قد تجمع كل القوى في شمال مالي وحتى كل السكان ضد من يمكن اعتبارهم غزاة". واوصى الرئيس الموريتاني ب"توخي الحذر" حيال انصار الدين احدى الجماعات الاسلامية التي اعربت عن تأييدها "للحوار السياسي" مع باماكو. وقال "لا اوافق مجموعات لها روابط مع الارهابيين ولا يمكنني ان اثق بما يمكن ان يصدر عنها". وشمال مالي محتل منذ نيسان/ابريل من جماعة انصار الدين التي تضم اساسا طوارق ماليين وجهاديين اجانب من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا. وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر عدلت جماعة انصار الدين عن تطبيق الشريعة في كافة انحاء مالي على ان تطبق في معقلها كيدال (شمال شرق).