هافانا/بوجوتا (رويترز) - أعلن المتمردون الماركسيون في كولومبيا وقفا لاطلاق النار من جانب واحد لمدة شهرين -هو أول هدنة في أكثر من عشر سنوات- مع بدء أحدث محادثات سلام في كوبا في محاولة لانهاء نصف قرن من الحرب. لكن حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس جددت القول بانه لن يكون هناك أي وقف للعمليات العسكرية لحين توقيع اتفاق سلام نهائي مع جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية المعروفة باسم فارك. وقالت الجماعة المتمردة انها ستوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية واعمال التخريب ضد منشات البنية التحتية ابتداء من منتصف ليل الاثنين وحتى 20 يناير كانون الثاني. وقال ايفان ماركيز كبير مفاوضي المتمردين وهو يقف خارج مركز للمؤتمرات قبيل بدء المحادثات في العاصمة الكوبية هافانا "قرار فارك مساهمة حاسمة لتعزيز مناخ التفاهم الضروري حتى يمكن للطرفين ... تحقيق الهدف الذي ينشده جميع الكولومبيين." وقرار وقف اطلاق النار لفتة الي ان المتمردين ربما يكونون حريصين على السير بالمحادثات الى نهاية ناجحة وهو شيء شكك فيه قادة بارزون في فارك يطالبون بتغييرات في النظام السياسي في كولومبيا. وسيعقد الطرفان اجتماعات شبه يومية لحين انتهاء المفاوضات. وابتسم رئيس وفد الحكومة الكولومبية همبرتو دي لاكال عند وصوله ولوح بيده لكنه لم يدل بتعليقات. ومتحدثا من بوجوتا شكك وزير الدفاع الكولومبي خوان كارلوس بينزون في صدق وعد فارك بوقف اطلاق النار. وقال "قوات الامن لديها واجب دستوي لملاحقة جميع المجرمين الذين ينتهكون الدستور." واضاف قائلا "نأمل بأن يفوا بوعدهم لكن التاريخ يظهر ان هذه الجماعة الارهابية لم تتقيد قط بأي شيء." وقتل آلاف الاشخاص وتشرد ملايين اخرون في الحرب في كولومبيا التي مضى عليها 50 عاما والتي تسببت في خسائر بالبنية التحتية في اطول تمرد مستمر في امريكا اللاتينية. وفشلت محاولات سلام سابقة لكن الحكومة وفارك كلتيهما عبرتا عن تفاؤل بأن الامر هذه المرة ربما يكون مختلفا. ويرجع الصراع الى عام 1964 عندما ظهرت فارك كحركة شيوعية في الريف عازمة على انهاء تاريخ طويل من الظلم الاجتماعي في كولومبيا. وفي عقد التسعينات سيطرت فارك على أجزاء واسعة من البلاد. وفي اوائل العقد الاول من الالفية الثانية ساهمت معونات امريكية بمليارات الدولارات وتحسن معلومات الاستخبارات والقدرة على الحركة في العمليات في بدء تحول دفة الحرب لصالح الحكومة. وخسرت فارك ستة على الاقل من كبار قادتها واضطرت الى التقهقر الى مخابئها في الغابات النائية في الاعوام القليلة الماضية رغم ان المتمردين لم تتلاشى قوتهم ومازالوا يشنون هجمات على قوات الامن والبنية التحتية الاقتصادية. وكان العنف من بين اسباب فشل محادثات السلام السابقة. وفي اخر محاولة في الفترة من 1999 إلى 2002 قطعت الحكومة المفاوضات بعد أن خطفت فارك طائرة.