يتوقع ان يصادق قادة دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا قريبا على خطة تدخل عسكري لاستعادة شمال مالي الذي تسيطر عليه ثلاث مجموعات اسلامية مسلحة، وذلك في الوقت الذي اكدت فيه احدى هذه المجموعات رفضها "لكل اشكال العنف" وعبرت عن استعدادها "للحوار". واعتمد قادة جيوش دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا الثلاثاء في باماكو، ما اطلقوا عليه "التصور الاستراتيجي" وهو في الواقع خطة لتدخل مسلح في شمال مالي لطرد مجموعات اسلامية مسلحة تحتله منذ اكثر من سبعة اشهر. وقال رئيس اركان جيش مالي ابراهيم ديمبيلي "نحن مرتاحون جدا" لما تم. واضاف "اجمالا تم تبني التصور (لعملية التدخل)" و "ستاتي قوات صديقة هنا لمساعدة مالي على استعادة الشمال". ويوضح "التصور الاستراتيجي" تركيبة القوة التي ستتدخل في مالي بموافقة الاممالمتحدة والدعم اللوجستي للدول الغربية ومستوى مشاركة كل بلد من بلدان المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التي ستشكل نواة التدخل وتمويله والوسائل العسكرية التي يجب ان توضع في تصرف انجاز العملية. بيد انه لم يرشح اي تفصيل اثر اجتماع قادة الجيوش في العاصمة المالية. واكتفى ضابط من بنين شارك في الاجتماع بالقول "انه مخطط طموح، يتعين نشر ما يزيد قليلا عن اربعة آلاف رجل في حال التدخل العسكري. لقد درسنا كافة الجوانب والان نحن بانتظار تعليمات قادة دولنا". وسيعرض "التصور الاستراتيجي" الذي يلحظ ايضا حضورا في مالي لعسكريين غير افارقة، على قادة دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا اثناء اجتماع قمة يعقد نهاية الاسبوع في ابوجا، بحسب مصدر قريب من اجتماع باماكو. وفي حال اقراره يحال التصور بحلول 26 تشرين الثاني/نوفمبر الى مجلس الامن الدولي الذي سيقرر على الارجح التصويت على قرار يعطي موافقة نهائية على نشر القوة. وقال الجنرال الغيني سيكوبا كوناتي المكلف من الاتحاد الافريقي الاشراف على اعداد قوة المجموعة الاقتصادية في مالي لوكالة فرانس برس "آمل ان يحصل تقدم. لا يجب التخلي عن الضغط على المجموعات الارهابية، يجب اقناع الجميع" بذلك. وعقد اجتماع باماكو في الوقت الذي اكدت فيه، في واغادوغو، مجموعة انصار الدين احدى المجموعات الاسلامية المسلحة التي تسيطر مع القاعدة والتوحيد على شمال مالي، انها ضد "كافة اشكال التطرف والارهاب" موجهة دعوة للحوار مع السلطات. وقال محمد اغ اهاريد المتحدث باسم وفد هذه الجماعة الى بوركينافاسو الاربعاء لوكالة فرانس برس ان "التدخل الاجنبي لن يؤدي الى معاناة مالي فقط. المنطقة كلها ستشتعل وعلى الجميع بذل الجهد لاحلال السلام". وكانت مجموعة انصار الدين المكونة في معظمها من طوارق ماليين على غرار قائدها اياد اغ غالي، دعت الثلاثاء سلطات مالي وباقي المجموعات المسلحة في شمال مالي الى "حوار سياسي" لحل الازمة. واطلقت المجموعة هذا النداء الثلاثاء بعد لقاء رئيس بوركينافاسو والوسيط في الازمة بليز كومباوري وذلك في الوقت الذي يجري فيه التحضير لتدخل لطرد المجموعات الاسلامية المسلحة من شمال مالي. وتلقت سلطات باماكو اعلان انصار الدين التي بدت متمايزة عن حليفيها تنظيمي القاعدة والتوحيد اللذين تسيطر معهما على شمال مالي، بحذر. وقال ماكان ديارا المستشار في رئاسة الجمهورية بمالي "وحدة الاراضي المالية ليست قابلة للتفاوض، لكن حالما يقرر ماليون وضع السلاح والقدوم الى طاولة مفاوضات فنحن على استعداد للاستماع اليهم اذا كانوا حقا صادقين". بدورها اعتبرت فرنسا ان تصريحات انصار الدين تحتاج الان "الى ترجمة ملموسة على الارض". وتفرض المجموعات الثلاث احكام الشريعة الاسلامية في شمال مالي حيث ترتكب العديد من الانتهاكات. واعتبر ممثل انصار الدين في بوركينا فاسو ان تطبيق الشريعة "تفصيل" يمكن بحثه لاحقا بين الماليين. في هذه الاثناء قالت مصادر امنية محلية لوكالة فرانس برس ان "عشرات" الشبان الاوروبيين والافارقة المقيمين في اوروبا يلتحقون او يحاولون الالتحاق بالمجموعات المسلحة في شمال مالي للقتال الى جانبها. يذكر انه في نهاية تشرين الاول/اكتوبر، قال شهود في المنطقة انهم شاهدوا "مئات" الاسلاميين المسلحين قدموا من السودان والصحراء الغربية اساسا.