رام الله (الاراضي الفلسطينية) (ا ف ب) - اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه "لم ولن يتنازل عن حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وذلك عقب الجدل الذي اثارته تصريحاته خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية اسرائيلية. وقال عباس في مقابلة مع فضائية الحياة المصرية من العاصمة الاردنية عمان مساء السبت "لم ولن اتنازل عن حق العودة". واكد "انا لا الون في الكلام وحديثي للفلسطيني لا يختلف عنه للاسرائيلي او الاميركي او اي كان". وكان الرئيس الفلسطيني قال في مقابلة بثتها القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي مساء الجمعة انه لا يفكر في العودة للعيش في مدينة صفد التي ولد فيها في الجليل والتي هي اليوم داخل اسرائيل. وقال ابو مازن بالانكليزية "اريد أن أرى صفد. انه حقي في ان اراها ولكن ليس ان اعيش هناك". واثارت هذه التصريحات جدلا حيث دانتها حركة حماس التي تعلن رفضها الاعتراف باسرائيل. ونظمت تظاهرات احتجاج شارك فيها الالاف السبت في مدينة غزة وفي مخيم جباليا شمال القطاع وفي خان يونس في الجنوب. في المقابل، رحب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز السبت بتصريحات عباس معتبرا اياها "شجاعة". وقال في بيان ان "كلمات ابو مازن الشجاعة تثبت ان اسرائيل لديها شريكا حقيقيا للسلام". وقال عباس لقناة الحياة "الحديث عن صفد موقف شخصي ولا يعني التنازل عن حق العودة ولا يمكن لاحد التنازل عن حق العودة، فكل النصوص الدولية والقرارات العربية والاسلامية تنص على حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194". واضاف "القضايا الست الاساسية وبينها قضية اللاجئين توضع على الطاولة للنقاش في المرحلة النهائية" في مفاوضات الحل النهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال "قضية اللاجئين على اساس القرار 194 تعرض للاستفتاء الشعبي فاما ان يقبله الشعب او يرفضه". واوضح عباس ان " قرار 194 ينص على حق العودة أو التعويض لمن لا يرغب في العودة، اي ان العودة هي الأساس". وعباس من مواليد صفد عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ونزحت اسرته في 1948 مع قيام دولة اسرائيل مع نحو 760 الف فلسطيني تشردوا ويشكلون اليوم نحو 4,7 ملايين لاجىء ترفض اسرائيل الحديث عن حقهم في العودة الى ديارهم. وانقسم السياسيون الاسرائيليون الاحد حول اهمية تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي بدا كأنه يتخلى فيها عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اجتماع حكومته الاسبوعي "هذا يثبت اهمية التفاوض المباشر دون شروط مسبقة". واضاف ان "محادثات مماثلة فقط ستظهر ان كان ابو مازن جادا حقا"، مشيرا الى استعداده "فورا" لمثل هذا الحوار. وتابع نتانياهو "انتهز هذه الفرصة لادعو الرئيس عباس مرة اخرى الى العودة الفورية الى المفاوضات دون اية شروط مسبقة، لاننا لا يمكن ان ندفع السلام الا عبر التفاوض وليس من خلال القرارات الاحادية في الاممالمتحدة والتي لن تؤدي سوى الى ابعاد السلام وزعزعة الاستقرار". وقال ايضا "المسافة بين القدسورام الله لا تتعدى سبع دقائق - انا مستعد لبدء التفاوض اليوم". ودعا عدد من قادة المعارضة الاسرائيلية الى استئناف المحادثات المتعثرة منذ عامين مع الفلسطينيين في اقرب وقت ممكن. في المقابل، راى عدد من الوزراء في حكومة نتانياهو ان هذه محاولة من عباس للتدخل في الانتخابات التشريعية المقبلة في اسرائيل. واكد وزير التعليم جدعون ساعر من الليكود (يمين) ان "موقف ابو مازن هو نموذجي من الفلسطينيين قبل الانتخابات في اسرائيل". وبحسب ساعر، فان "عباس يريد تعزيز مشروع الدولة غير العضو في الاممالمتحدة. وهذه مبادرة احادية الجانب. وهذا نموذج لرفضه استئناف المفاوضات وهذا امر خطير. هو غير مهتم بتحريك المفاوضات" مع اسرائيل. وحاولت الرئاسة الفلسطينية التأكيد على ان موقفها ثابت بشأن الملفات النهائية في المفاوضات مع اسرائيل ومنها حق العودة للاجئين.