يحاول المتضررون من العاصفة العنيفة ساندي الجمعة الاعتياد شيئا فشيئا على طوابير الغاز وانقطاع الكرباء والاقامة في مراكز مؤقتة فيما اقتربت حصيلة هذه الكارثة الطبيعية من مئة قتيل. واستؤنفت خدمة مترو الانفاق في نيويورك وان بشكل محدود الخميس لتخفف قليلا من الازمة التي تعاني منها المدينة المنكوبة، لكن سكان الساحل الشرقي كانت تنتظرهم طوابير طويلة امام محطات الوقود وانقطاع متكرر للتيار الكهرباء. وتأكد مقتل 92 شخصا في كافة الولايات ال15 التي اجتاحتها العاصفة غير المسبوقة ليل الاثنين، 40 منهم في مدينة نيويورك وحدها، فيما قدر بعض خبراء الاقتصاد خسائر الكارثة بنحو 50 مليار دولار. واكد رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الخميس العثور على مزيد من الجثث فيما تواصل الشرطة وفرق الانقاذ "مهمة انقاذ الارواح في كل منزل في المنطقة التي اجتاحها الاعصار". وفيما اكد ان 650 الف شخص لا يزالون محرومين من الكهرباء في نيويورك قال ان البلدية ستبدأ بتوزيع الطعام والماء بينما ينصرف رجال الحرس الوطني والشرطة الى مساعدة المسنين في المباني الشاهقة. وقالت شركة الكهرباء كون اديسون انه سيكون على البعض من سكان نيويورك الانتظار حتى 11 تشرين الثاني/نوفمبر لعودة الكهرباء فيما لا يزال رجال الحرس الوطني يقومون بانقاذ الاشخاص المحاصرين في المنازل المغمورة بالمياه في هوبوكن المجاورة في نيوجيرزي. وانحسرت مياه الفيضانات قليلا مخلفة وراءها خرابا. هنا يخت قذفته العاصفة يسد طريقا قرب محطة العبارات في هوبوكنز. وكان افراد اسرة هارمن الخميس يقومون بضخ المياه من مراب السيارات الذي كان يستخدم مخزنا. وكانوا قد ملأوا بالفعل حاوية قمامة بمقتنيات لم تعد صالحة وجمعوا كومة من العاب الاطفال والاثاث والادوات المنزلية التالفة على جانب الطريق. وقالت كريستين هارمن (43 عاما) وهي محامية ان سكان هوبوكن يحاولون الحفاظ على التفاؤل رغم توقف التدفئة والكهرباء وفي بعض الشقق الماء. وقالت لفرانس برس "نحرص على تماسكنا. في المبنى الذي نسكن فيه اقمنا حفلة الليلة الماضية حضرنا المشاوي على السطح وطهونا اللحم قبل ان يفسد وشربنا الجعة قبل ان تتلف". ونيوجيرزي التي تفقدها الرئيس باراك اوبما الاربعاء منيت باسواء الاضرار اذ غرقت كافة المنازل على طول الساحل فيما لا يزال نحو 1,8 مليون شخص بدون كهرباء بعد ايام على مرور العاصفة. واستأنف اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الحملات الانتخابية الخميس قبل خمسة ايام على الانتخابات الرئاسية مع ان نبرة هجماتهما خفت في اعقاب الكارثة. وفيما كان اوباما يقوم بجولة على اربع ولايات حاسمة، اجرى اتصالات هاتفية من على متن الطائرة الرئاسية بحكام نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت الولايات التي اصيبت باسوأ الاضرار. وفي تلك الاثناء كانت اول رحلات للمترو تجلب الفرح لمدينة نيويورك. وبدأت خدمة محدود جدا قبيل الفجر وسرعان ما غصت القطارات بالركاب. ويفترض ان تكون رحلات المترو الخميس والجمعة مجانية. وقال الراكب ديف ستيتمان "الامر غير مريح لكن جيد ان نستأنف النشاط". وفي محاولة لتجنب ازمات المرور قال بلومبرغ ان السيارات التي تدخل مانهاتن وحتى يوم الجمعة، يجب ان تقل ثلاثة اشخاص على الاقل. واقامت الشرطة الحواجز على الجسور ومنعت مرور السيارات المخالفة للتعليمات. وبدأت ترد القصص المفجعة عن اثار العاصفة. فقد قضى شقيقان في الثانية والرابعة من العمر عندما جرفتهما مياه الفيضانات من ذراعي والدتهما فيما كانت الاسرة تحاول الهرب في جزيرة ستيتن التابعة لمدينة نيويورك. وكتبت نيويورك بوست ان سيارة غليندا مور حوصرت في المياه وكانت مور تحمل ولديها بحثا عن مساعدة عندما جرفتهما المياه. وعثر لاحقا على جثتين الصبيين كونور (اربع سنوات) وبراندون (سنتين). وقضى الكثير من الضحايا صعقا بالتيار الكهربائي او غرقا في الادوار السفلى التي غمرتها المياه فيما لقي اخرون حتفهما مسمومين بدخان المولدات التي بدأ تشغيلها منذ اجتياح العاصفة. من ناحيتها كانت شركة شل النفطية تعمل على تنظيف تسرب لمادة الديزل قبالة سواحل مدينة نيويورك قدر حجمه بنحو 1,1 مليون ليتر، بحسب الشركة وخفر السواحل الاميركي. وقالت شرطة نيويورك انه تم توقيف 28 شخصا قاموا باعمال نهب في منطقتي كوني ايلاند وروكاوي بيتش. وخلف الاعصار ساندي دمارا في منطقة الكاريبي وضرب بشكل خاص هايتي وكوبا قبل ان يصل الولاياتالمتحدة وكندا. والحصيلة الاجمالية للضحايا الان 163 قتيلا على الاقل. واوقف خفر السواحل الخميس عملية البحث عن قبطان السفينة النسخة عن السفينة باونتي من القرن الثامن عشر والتي غرقت في المياه الهائجة قبالة سواحل كارولاينا في اولى ساعات اجتياح ساندي.