اختارت الكنيسة القبطية الاثنين ثلاثة مرشحين سيتم اختيار احدهم ليكون زعيما روحيا جديدا يخلف البابا شنودة الثالث الذي رحل في آذار/مارس الماضي، وذلك في مرحلة يشعر فيها الاقباط بقلق متزايد في ظل حكومة يقودها الاسلاميون. وادلى 2412 ناخبا يمثلون الكنيسة القبطية المصرية بالاضافة الى خمسة ناخبين من الكنيسة الاثيوبية باصواتهم طوال اليوم في الكاتدرائية المرقسية في العباسية لاختيار المرشحين الثلاثة من بين خمسة مرشحين هم اسقفان وثلاثة رهبان. والفائز في هذه الانتخابات سيصبح "بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية" رقم 118. والمرشحون الثلاثة الذين تم اختيارهم هم الانبا روفائيل (54 عاما) وهو طبيب يشغل حاليا منصب الاسقف العام لكنائس وسط القاهرة والانبا تادوروس (60 عاما) اسقف عام البحيرة في دلتا النيل والاب روفائيل افامينا (70 عاما)، وفق ما اعلنت الكنيسة مساء. وركز الانبا روفائيل في حملته على العناوين الاجتماعية وعلى رؤية اصلاحية للكنيسة في حين ابرز الانبا تادوروس مشاكل الشباب وايد الاب افامينا قيام حوار مع الازهر. ووفقا للنظام الداخلي للكنيسة لاختيار البابا تكتب اسماء المرشحين الثلاثة على ثلاث ورقات مختلفة توضع في علبة زجاجية شفافة، وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، يقوم طفل قبطي معصوب العينين باختيار ورقة منها يكون الاسم المكتوب عليها هو اسم البابا الجديد. وقال القمص بطرس امساك الذي جاء من كنيسة مار جرجس في السويس للتصويت "نريد من البابا الجديد ان يسير على نهج قداسة البابا شنودة الذي كان اسدا امام كل من يخطىء في حق الكنيسة ورعاياها". من جانبه، قال القمص بقطر نسيم من ابرشية نجع حمادي في الصعيد فور انتهائه من التصويت "اي ثورة يعقبها متغيرات وعدم استقرار"، مضيفا "لا بد ان نصبر ونتحمل ونعطي فرصة للحكومة كي تنفذ مشروعها". ويشكل الاقباط ما بين ستة وعشرة في المئة من عدد سكان مصر البالغ نحو 83 مليون. وتأتي انتخابات البابا الجديد للاقباط في ظل اجواء من التوتر والقلق التي يعيشها المجتمع القبطي وخصوصا مع وصول التيار الاسلامي للحكم، وبعد بضعة اشهر من انتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد ليصبح اول رئيس اسلامي يتولى سدة الرئاسة في تاريخ مصر الحديث. وتكررت حوادث العنف الطائفي في الفترة التي تلت سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، وشهدت تلك الاحداث في غالب الاحيان سقوط قتلى. واصيب خمسة اقباط مساء الاحد في اشتباكات محدودة حدثت في محافظة بني سويفجنوبالقاهرة بسبب منع متشددين مسلمين لاقباط من الصلاة في كنيسة قريتهم. وتحظى عملية انتخاب بابا الاقباط بتغطية اعلامية كبيرة سواء من الاعلام المصري او الاجنبي، لكن النقل التلفزيوني من قاعة التصويت بقي حصريا للكنيسة التي تعيد بثه للقنوات التلفزيونية المختلفة.