شن المقاتلون المعارضون هجوما جديدا الاحد على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطرون عليها في شمال غرب سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ويأتي الهجوم غداة يوم دام حصد 181 قتيلا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية"، ادت الى مقتل مقاتل معارض واصابة 18 آخرين بجروح. وهي المرة الثانية خلال يومين يحاول المقاتلون اقتحام المعكسر الاكبر في منطقة معرة النعمان، والذي يحاصرونه منذ ايام عدة. ولجأت القوات النظامية السبت الى الطيران الحربي لصد محاولة مماثلة. ويحاول المقاتلون تعزيز سيطرتهم على مناطق في شمال غرب سوريا، بعد استحواذهم على مجمل مدينة معرة النعمان باستثناء حاجز واحد للقوات النظامية، علما ان هذه المدينة تشكل ممرا الزاميا لتعزيزات القوات النظامية المتجهة الى حلب كبرى مدن الشمال. ويرى محللون ان الجيش السوري النظامي يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد رغم كثافة قوته النارية في مواجهة المجموعات المعارضة الاقل تسليحا، وذلك بسبب تصعيد المقاتلين هجماتهم. وفي دمشق، افاد المرصد عن انفجار منتصف ليل السبت الاحد في حي المزة "لم ترد اي تفاصيل اضافية عنه"، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس. من جهتها اوردت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان "سيارة مفخخة يقودها ارهابي انتحاري انفجرت فجر اليوم على اوتوستراد المزة اقتصرت اضراره على الماديات". وفي دير الزور (شرق) قتل "قائد كتيبة مقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور"، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي الشيخ ياسين ومدينة البوكمال وبلدة موحسن بريف دير الزور للقصف ليلا. وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة السبت الى سقوط 71 مدنيا و47 مقاتلا معارضا و63 جنديا نظاميا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 33 الف قتيل في النزاع المستمر في سوريا منذ 19 شهرا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان مساء السبت "اسقط مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة طائرة حربية كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها" في ريف حلب الغربي، مشيرا الى ان المنطقة "تشهد اشتباكات عنيفة". ونقل صحافي في فرانس برس عن ضابط منشق في بلدة اطمة السورية القريبة من الحدود التركية، تأكيده ان المقاتلين المعارضين اسقطوا طائرة حربية من طراز "ميغ" على مسافة نحو 12 كيلومترا الى الغرب من حلب. وبث ناشطون على الانترنت شريطا يظهر جمعا من الاشخاص يتحلقون حول ما يبدو انه ذيل الطائرة الذي يحترق على قارعة طريق يشق سهلا واسعا. وفي شريط آخر، يظهر جانب غير محترق من الذيل وعليه الرقم 2116، ويسمع المصور يقول "اسقاط طائرة ميغ قرب كفرناها". كما بدت اجزاء من حطام الطائرة وهي تحترق بعد تحطمها. ونسب المصور اسقاط الطائرة الى "كتائب نور الدين الزنكي"، كما سمعت اصوات طلقات نارية ابتهاجا. وهي المرة الثالثة يسقط المقاتلون المعارضون طائرة مماثلة بعد دير الزور (شرق) في 13 آب/اغسطس الماضي، وادلب (شمال غرب) في 30 منه. ولجأت القوات النظامية الى الطيران الحربي الذي يمنحها تفوقا جويا، للمرة الاولى في المعارك التي تشهدها مدينة حلب (شمال) منذ 20 تموز/يوليو الماضي. سياسيا، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى اصلاح مجلس الامن لوقف العرقلة التي يواجهها، وذلك قبل لقائه المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي الذي يزور تركيا بعد السعودية وقبل العراق وايران. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي "اذا كان يلزم الامر انتظار لمعرفة ما سيقوله عضو او عضوان دائمان في مجلس الامن، فحينئذ يكون مصير سوريا فعليا في خطر كبير" في اشارة ضمنية الى روسيا والصين، اللتين استخدمتا حق النقض ثلاث مرات لوقف صدور قرار عن مجلس الامن يتعلق بسوريا. كذلك حذر وزير خارجيته احمد داود اوغلو بعد استقباله نظيره الالماني غيدو فسترفيلي، من ان تركيا لن تتردد في الرد على اي قصف مصدره الاراضي السورية، آملا "بالتاكيد ان لا ترتكب سوريا مثل هذه الانتهاكات لكن اذا ما فعلت فان تركيا ستتخذ كل الاجراءات لضمان امنها الوطني". وذكرت وكالة انباء الاناضول ان اردوغان وداود اوغلو اجريا، كلا على حدة، محادثات حول سوريا مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. كما التقى فيسترفيلي رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اسطنبول. وتزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع ابداء دمشق استعدادها لتشكيل لجنة مشتركة مع تركيا تتولى ضبط الاوضاع الامنية على الحدود، بناء لاقتراح روسي. وشهدت العلاقات بين روسيا وسوريا من جهة، وتركيا من جهة اخرى، توترا في الايام الماضية بعد اتهام انقرةدمشق بنقل معدات عسكرية على متن طائرة سورية قادمة من موسكو، ارغمت على الهبوط في تركيا. ونفت دمشق هذه التهمة، في حين اكدت موسكو ان الطائرة نقلت "مواد شرعية" هي عبارة عن قطع لرادار عسكري. واعلنت دمشق مساء السبت انها قررت "منع تحليق الطيران المدني التركي فوق اراضيها اعتبارا من منتصف الليلة" (21,00 ت غ) عملا بمبدأ "المعاملة بالمثل". وجاء في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين السورية نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "بناء على قرار الحكومة التركية منع تحليق الطيران المدني السوري فوق الأراضي التركية قررت حكومة الجمهورية العربية السورية وعملاً بمبدأ المعاملة بالمثل منع تحليق الطيران المدني التركي فوق الأراضي السورية اعتبارا من منتصف ليل السبت". ولجأ حوالى 400 نازح سوري الى مخيم اقيم مؤخرا قرب الحدود مع تركيا وبات مليئا بالكامل، بحسب الجمعية الليبية التي تموله وتستعد لافتتاح مخيم مشابه في المنطقة نفسها شمال غرب سوريا. وبعد تجهيزه خلال الاسبوعين الماضيين، بات مخيم القاع يستقبل حوالى 400 نازح، وفق ما افاد شادي امين وهو احد مسؤولي المخيم لمراسل فرانس برس.