تدور معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين للسيطرة على طريق الامداد الى مدينة حلب في شمال البلاد، فيما تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في محافظة حمص (وسط). وفي ظل التصعيد المستمر على الارض، رفضت دمشق اليوم الاربعاء وقفا احادي الجانب لاطلاق النار، مشيرة الى انها طلبت من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ايفاد مبعوثين الى الدول التي تدعم "المجموعات المسلحة" وحثها على استخدام نفوذها من اجل وقف العنف من جانب هذه المجموعات قبل اي تدبير تتخذه السلطات في هذا الشأن. في موازاة ذلك، استمر التوتر بين انقرةودمشق، وهدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل سوريا "برد اقوى"، اذا استمرت في اطلاق النار على الاراضي التركية. على الارض، نقل مراسل لوكالة فرانس برس في منطقة ادلب عن المكتب الاعلامي للمعارضة السورية في مدينة سرمين في محافظة ادلب ان المقاتلين المعارضين يحاولون عرقلة وصول تعزيزات عسكرية ارسلها نظام الرئيس بشار الاسد الى مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المعارضون الثلاثاء. واوضح المصدر ان النظام ارسل التعزيزات من قاعدة مسطومة جنوب مدينة ادلب، وان الجيش انتشر على جزء من الطريق الممتدة على خمسين كيلومترا والمؤدية الى معرة النعمان لتأمين مرور قافلة الدبابات. واشار الى ان المقاتلين المعارضين يحاولون اعاقة تقدم القافلة عن طريق استخدام قاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة. وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن افاد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن اشتباكات عنيفة عند مشارف خان شيخون لاعاقة تقدم القوات النظامية، مشيرا الى ان طائرات النظام تقصف من جهتها المنطقة لتأمين مرور التعزيزات. وكانت القوات النظامية انسحبت الثلاثاء من كل الحواجز في معرة النعمان باستثناء واحد عند احد مداخلها، بحسب المرصد، بعد ثمان واربعين ساعة من المعارك. الا ان قناة الاخبارية التلفزيونية الرسمية نفت سيطرة "الارهابيين" على المدينة. وتعتبر معرة النعمان استراتيجية لوقوعها على الطريق العام بين مدينتي دمشق وحلب حيث تدور معارك دامية منذ العشرين من تموز/يوليو. وتقع خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، علما ان المقاتلين المعارضين يسيطرون ايضا على سراقب. وتمر كل تعزيزات القوات النظامية نحو حلب حكما بهذه المدن الثلاث. وقتل في الاشتباكات في محافظة ادلب الاربعاء 15 مقاتلا معارضا وخمسة جنود نظاميين. كما قتل خمسة مواطنين في القصف على هذه المناطق، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تدمير ثلاث دبابات للقوات النظامية على الاقل. وتستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية لاستكمال السيطرة على مدينة حمص وبعض المدن الخارجة عن سيطرتها في الريف. وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطة ان حمص "قد تعلن خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها". ويستخدم الاعلام الرسمي السوري عبارة "مناطق آمنة" في كل مرة تكون القوات النظامية في طور القيام بعملية عسكرية كبيرة في منطقة معينة ل"تطهيرها من الارهابيين". وابلغ مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس الاحد ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في حمص وريفها، وتأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري. وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص وريفها منذ خمسة ايام الى هجوم شامل من القوات التي اقتحمت بعض احياء المدينة وبعض القرى في الريف، بحسب ناشطين معارضين ومصادر عسكرية سورية. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا اليوم خمسون شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم مراسل قناة الاخبارية السورية التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون الرسمية الذي قتل في مدينة دير الزور (شرق) برصاص "ارهابيين"، حسبما افادت القناة. وذكرت صحيفة "الوطن" اليوم ايضا ان "اياما قليلة تفصل ريف دمشق عن اعلانه منطقة آمنة بالكامل". وفيما استمرت الاشتباكات وعمليات القصف الاربعاء في مناطق عدة من ريف دمشق، قال المرصد السوري في بريد الكتروني بعد الظهر انه تم العثور على "اكثر من عشر جثث مجهولة الهوية في بئر قديم لا تزال ظروف استشهادهم مجهولة حتى اللحظة". واعلنت دمشق الاربعاء انها طلبت من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ايفاد مبعوثين الى الدول التي تدعم "المجموعات المسلحة" والطلب منها الالتزام بوقف تمويل وتدريب وتسليح هذه المجموعات، وتوظيف "نفوذها من أجل وقف العنف من الجانب الآخر". وسمى الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي السعودية وقطر وتركيا بين هذه الدول. واضاف "بعد ذلك، يتم اعلام الجانب السوري بنتائج مساعي الامين العام للامم المتحدة ليعرض الأمر على القيادة لاتخاذ وبحث الترتيبات اللازمة". وكان مقدسي يعلق على دعوة الامين العام للامم المتحدة الثلاثاء النظام السوري الى تطبيق وقف احادي لاطلاق النار. في تركيا، قام قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل الاربعاء بجولة على قرية اكجاكالي (جنوب شرق) حيث قتل خمسة مدنيين مطلع تشرين الاول/اكتوبر في قصف سوري ردت عليه المدفعية التركية. وقال خلال الجولة "رددنا (على اطلاق النار السوري). اذا ما استمروا فسنرد بشكل اقوى". في طهران، نقلت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) عن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قوله الاربعاء ان 48 ايرانيا خطفهم معارضون سوريون في بداية آب/اغسطس في ريف دمشق هم في "وضع صحي جيد". وذكر ان ايران تجري اتصالات ب"قطر وتركيا" اللتين تدعمان المتمردين وبالحكومة السورية للافراج عن رعاياها.