واشنطن (رويترز) - كثف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني حملته مصورا الرئيس الديمقراطي باراك أوباما على أنه ممثل ضعيف للقوة الأمريكية لكنه لم يقدم الكثير من التفاصيل عن كيفية تعامله مع الأزمات العالمية بشكل مختلف. وعاد رومني إلى مبدأ "السلام من خلال القوة" الذي تبناه الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريجان الذي كان رمزا بارزا للحزب الجمهوري وأدلى رومني بأكثر تصريحاته اسهابا عن السياسة الخارجية خلال حملته الانتخابية لكنه ركز معظمها على العالم الإسلامي. ولم يتطرق رومني تقريبا لروسيا التي وصفها قبل شهور بأنها أكبر خصم سياسي للولايات المتحدة أو للصين التي هدد بأن يعتبرها متلاعبة بقيمة عملتها إذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة. كما لم يتطرق كثيرا أو لم يقل شيئا على الإطلاق عن أمريكا اللاتينية وكوريا الشمالية وباكستان المسلحة نوويا التي تعيش حالة من عدم الاستقرار. ومن خلال تطرقه الى الخطوط العامة أشار رومني إلى أنه يعتزم مجادلة أوباما خلال الأسابيع الأربعة المتبقية وخلال مناظرتين تلفزيونيتين في مسائل عامة تتعلق بالزعامة أكثر من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بسياسة الأمن القومي. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط وعد رومني بتضييق الخناق على البرنامج النووي الإيراني وتعزيز الوجود البحري الأمريكي في المنطقة وبناء المزيد من السفن وتعيين مسؤول واحد يشرف على المساعدات الأمريكية بشكل يحفظ القيم والمصالح الأمريكية. واتهم رومني أوباما بالوقوف على الهامش في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الحرب الأهلية في سوريا ووعد بالتعاون مع شركاء وحلفاء للولايات المتحدة للمساعدة على تسليح عناصر في المعارضة السورية "يشاركوننا قيمنا". لكنه لم يقدم تفاصيل ملموسة عن كيف ستختلف سياسته عن سياسة إدارة أوباما التي تعمل على قصر المساعدات الأمريكية على تقديم المساعدة غير القتالية في حين أن السلاح يصل إلى المعارضة السورية عبر دول خليجية مثل قطر. ووعد رومني بإعادة الزام الولاياتالمتحدة بتحالفها مع اسرائيل معلنا أن أوباما سمح بحدوث توترات خطيرة في هذه العلاقة. لكنه قال أيضا إن إدارته في حالة فوزه بالرئاسة ستسعى إلى مواصلة تحقيق هدف "دولة فلسطينية ديمقراطية تتمتع بالرخاء في سلام وأمن جنبا إلى جنب دولة اسرائيل اليهودية" وهو الهدف الذي حاول أوباما وأسلافه تحقيقه دون جدوى. ومرة أخرى لم يذكر رومني تفاصيل عن كيفية إعادة الجانبين إلى مائدة المفاوضات. وفي كلمة سجلت بالفيديو بثت الشهر الماضي قال رومني إنه يعتقد أن الفلسطينيين لا يريدون السلام وإنه "ما من سبيل" لحل الأزمة المستمرة منذ عشرات السنين. ومن الواضح أن الهدف من الخطاب الذي ألقاه رومني في معهد فرجينيا العسكري وهو كلية عسكرية في ولاية فرجينيا هو إظهار أنه مستعد لتقوية ظهر الولاياتالمتحدة في مواجهة التحديات العالمية الجديدة. واعتبر رومني على نطاق واسع فائزا في المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت يوم الأربعاء الماضي في دنفر وساعد أداؤه القوي على وقف تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي ومنحته المناظرة فيما يبدو ثقة جديدة بالنفس. وتحدث رومني عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي الشهر الماضي وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا إلى جانب ثلاثة أمريكيين آخرين وعن موجة من الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في أنحاء المنطقة باعتبارهما دليلا على أن أسلوب أوباما في التعامل مع آثار انتفاضات "الربيع العربي" فاشل. وقال "لقد أحرق (المحتجون) علمنا. الكثير من مواطنينا وصلتهم تهديدات وأجبروا على الخروج من منازلهم في الخارج بسبب تفجيرات دنيئة.. وهتافات ??'??الموت لأمريكا??'??. رفعت هذه الحشود الرايات السوداء للمتطرفين الإسلاميين على السفارت الأمريكية في ذكرى هجمات 11 سبتمبر." لكن في حين أن رومني تحدث عما أسماه فشل أوباما في الزعامة لم يسهب كثيرا ليوضح كيف أن ما سيفعله سيكون مختلفا. وكرر رومني أن إدارته لن تسمح لإيران بالتوصل إلى القدرة على صنع أسلحة نووية وأنه مستعد لفرض عقوبات جديدة أو إحكام العقوبات الموجودة أصلا. وهذا ما فعلته إدارة أوباما. وكان أوباما قد قال إن طهران لن يسمح لها بامتلاك سلاح نووي. كما وعد المرشح الجمهوري بإعادة الوجود الدائم لحاملات الطائرات الأمريكية في كل من شرق البحر المتوسط والخليج وبناء 15 سفينة جديدة سنويا بما في ذلك ثلاث غواصات لكنه لم يذكر كيف سيوفر تكلفة ذلك. وفي الوقت الحالي تجوب في العادة مجموعة سفن تقودها حاملة طائرات أمريكية منطقة الخليج. ووصف رومني أسطول البحرية الأمريكية بأنه "في مستوى لم يشهده منذ عام 1916". وفي واقع الأمر ظل حجم الأسطول -وهو 285 سفينة عاملة في العام الماضي- مستقرا تقريبا منذ عام 2005 قبل فترة طويلة من تولي أوباما الرئاسة طبقا لبيانات البحرية الأمريكية. وعن أفغانستان قال رومني إنه سيتبع الخطة الانتقالية لحلف شمال الأطلسي والتي تنص على رحيل أغلب القوات الأجنبية بحلول عام 2014 وتسليم المسؤولية الامنية للقوات الأفغانية. لكن في حين أنه شكا من "الانسحاب ذي الدوافع السياسية" الذي تبناه أوباما في أفغانستان لم يذكر رومني شيئا عن تمديد الوجود العسكري الأمريكي هناك والذي لا يحظى بأي تأييد من جانب المواطنين الأمريكيين. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)