نيويورك (الولاياتالمتحدة) (ا ف ب) - اعلنت السلطات القضائية في نيويورك الاربعاء اتهام 11 عضوا في شبكة متهمة بتصدير مكونات الكترونية الى الجيش واجهزة الاستخبارات الروسية بصورة غير قانونية بما تصل قيمته الى 50 مليون دولار. والشبكة التي تقول السلطات الاميركية انها بقيادة "عميل في الحكومة الروسية غير معلن"، متهمة بتصدير قطع الكتروتية مصغرة "تخضع لرقابة حكومية صارمة بسبب احتمال استخدامها في عدد كبير من الانظمة العسكرية وخصوصا في انظمة الرادار والمراقبة وانظمة توجيه اسلحة وتفجيرها"، كما اوضحت المدعية الفدرالية في بروكلين في نيويورك لوريتا لينتش في بيان. وقالت لينتش ايضا ان "المتهمين استخدموا نمطا معقدا من الاكاذيب للافلات من القوانين التي تحمي امننا القومي (...) وسرقة التكنولوجيا الاميركية للحكومة الروسية". واعتقل ثمانية من المتهمين الثلاثاء والاربعاء في هيوستن (تكساس) في حين ان الثلاثة الاخرين موجودون في روسيا. وبين هؤلاء الرجال "العميل الروسي" الكسندر فيشنكو (46 عاما) الذي يملك شركة +ارك الكترونيكس+ ومقرها في هيوستن، والشريك في ملكية شركة +ابيكس سيستم+ ومقرها في موسكو. وهاتان الشركتان كانتا منطلق عملية التهريب المستمرة منذ تشرين الاول/اكتوبر 2008 والتي كانت تزود الجيش الروسي واجهزة الاستخبارات، بحسب المصدر نفسه. ولتفادي الرقابة المرتبطة ببيع وتصدير هذه التجهيزات الخاضعة لرقابة صارمة في الولاياتالمتحدة، كان المتهمون ينشطون في غالب الاحيان عبر وسطاء ويخفون وجهة هذه القطع التي يصعب الحصول عليها في روسيا والتي كانت تنقل عموما عبر مطار جي اف كينيدي النيويوركي. وكان ثمانية من المتهمين، بمن فيهم فيشنكو، يعملون لحساب شركة "ارك الكترونيكس". وثلاثة منهم، بمن فيهم فيشنكو ايضا، كانوا يعملون لحساب "ابيكس"، والرجل الحادي عشر كان يعمل لحساب شركة روسية اخرى تدعى "اتريلور". وعلى موقعها الالكتروني، اكدت "ارك" انها شركة تنشط في مجال الاشارات الضوئية الخاصة بالسير ولم تكن تصدر سوى مكونات الكترونية مصغرة وغير ذلك من التكنولوجيات الى روسيا. وفي الاجمال، فان "ارك" صدرت الى هذا البلد بما تصل قيمته الى خمسين مليون دولار من التجهيزات من هذا النوع، بحسب السلطات الاميركية. اما "ابيكس"، فقد اوضحت انها مزود "قانوني" للتجهيزات العسكرية للحكومة الروسية. ولكن خشية تحقيق وزارة التجارة حول انشطتها، طلب بعض المتهمين تعديل موقعها الالكتروني لكي لا تظهر عليه صلاتها مع الجيش الروسي. وفيشنكو الذي وصل الى الولاياتالمتحدة في 1994، حصل على الجنسية الاميركية في العام 2003. ومنذ 1996، كان يتنقل بشكل مستمر بين روسياوالولاياتالمتحدة. والمتهم الاخر الكسندر بوسوبيلوف (58 عاما) الذي وصل الى روسيا في 2001، كان حصل من جهته على الجنسية الاميركية في 2008. وكان المدير التجاري لشركة "ارك". واعتقل بوسوبيلوف في مطار هيوستن وهو في طريقه الى سنغافورةوموسكو. واضافة الى هذه الاتهامات، شنت السلطات الاميركية ايضا عمليات تفتيش لمنازل عدد من المتهمين ولمقار مهنية. وقد وضعت يدها ايضا على عدد من الحسابات المصرفية في خمسة مصارف تعود الى فيشنكو وشركة ارك، بحسب المصدر نفسه. وشركتا "ارك" و"ابيكس" متهمتان ايضا بصفتهما شركتين وتواجهان عقوبة دفع غرامات باهظة للغاية. ويواجه المتهمون عقوبات قاسية بالحبس. وبين ابرز الاتهامات الموجهة ضدهم تهمة انتهاك القانون المتعلق بالرقابة على صادرات الاسلحة وعرقلة عمل القضاء والتآمر بهدف تبييض اموال.