ادلى الناخبون في بيلاروسيا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، أمس، وسط مقاطعة اثنين من احزاب المعارضة الرئيسية في البلاد. وحض معارضو الرئيس الكسندر لوكاشينكو الناخبين على مقاطعة التصويت في هذه الانتخابات، واصفين هذه الانتخابات ب غير العادلة وتفتقر الى الحرية . وقال أحد المسؤولين عن سير الانتخابات ان نسبة الاقبال على التصويت بلغت نحو 75% في المئة وان النتائج الاولية لهذه الانتخابات ستتعلن اليوم الاثنين . وتتزامن هذه الانتخابات مع مرور عامين على الفوز الساحق الذي حققه الرئيس لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية السابقة. ومنذ ذلك التاريخ، قامت السلطات البيلاروسية بحملة قمع شديدة للمعارضة. ويوصف لوكاشينكو بأنه آخر ديكتاتور في اوروبا، إذ أنه ما زال يحكم بيلاروسيا منذ عام 1994. ومازال نحو 11 زعيما سياسيا قابعين في السجن، وتؤكد منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن السلطات إعتقلت ايضا ناشطين معارضين آخرين قبيل الانتخابات. وانسحب اثنان من أبرز احزاب المعارضة من التنافس في الانتخابات الاسبوع الماضي، وهما الحزب المدني المتحد وحزب بي بي اف . وادلى الرئيس لوكاشينكو بصوته في مركز للاقتراع في العاصمة مينسك ورافقه ابنه البالغ من العمر 7 سنوات. وقال لوكاشينكو اثناء الادلاء بصوته انه حذر المعارضة من ان تقوم بأي محاولة للتظاهر . واضاف لوكاشينكو: لا نريد ثورة او أي شيء صادم ، مشيراً الى اننا لا نريد انفجارات ومشاجرات . وقبل الانتخابات، قال رئيس حملة قل الحقيقة ميخائيل باشكيفيتش ل بي بي سي ان نتائج الانتخابات محددة سلفا . واضاف باشكيفيتش: ليس ثمة انتخابات في بيلاروسيا الان، فما يجري شيء يشبه مسرحية هزلية تسمى الانتخابات، ولكنها ليست انتخابات . ودعا زعماء المعارضة الناخبين إلى فعل اشياء اخرى بدلا من الذهاب الى مراكز الاقتراع، كالذهاب لصيد السمك او زيارة الأقارب أو جني الفطر وتحضير الحساء. وقال زعيم الحزب المدني المتحد اناتولي ليبيدكو: هذه هي استجابتنا للانتخابات الكاذبة لبرلمان مزيف ، الا ان المسؤولين البيلاروسيين يؤكدون ان الديمقراطية فاعلة وبخير في بلادهم . وقال رئيس مفوضية الانتخابات المركزية نيكولاي لوزوفيك ان المعارضة كانت صنيعة غربية و لا شعبية لها في بيلاروسيا. واضاف ل بي بي سي إن المعارضة لا تعكس ارادة الشعب، بل انهم بدلا من ذلك يعملون لمصلحة تلك القوى الغربية التي تكفلهم وترعاهم . وكان فوز لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية عام 2010 أدى الى اندلاع احتجاجات ومواجهات عنيفة في العاصمة مينسك بين قوات الامن والاف الناشطين المعارضين الذي قالوا ان الانتخابات قد زورت. واعتقلت السلطات في حملة دهم اعقبت هذه الاحتجاجات العشرات من الناشطين والعديد من الناس وبينهم عدد من المرشحين الذين خاضوا السباق الانتخابي في مواجهة لوكاشينكو، واودعتهم السجون. ولم تقم في بيلاروسيا اية انتخابات حرة ونزيهة من وجهة نظر المراقبين الغربيين منذ وصول لوكاشينكو الى السلطة عام 1994. ويتوقع مراقبون أن تسفر الانتخابات الحالية مرة اخرى عن برلمان موالي لخط الحزب الحاكم في البلاد.